0
في مقابل زحمة المرشحين على جبهة الثنائي المسيحي القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر حيث باتا المرشحين أنفسهم وخصوصاً الحزبيين والمقربين من التيار يزاحمون بعضهم البعض وصولاً الى بضع عمليات من التشكيك في الولاء والخدمة القديمة في الصفوف العونية وهذا «تعيير» لا مناص او خلاص منه في ظل الموجة الحاصلة لصالح التيار العوني وكثيرون يريدون اقتناص الفرصة المتاحة الآن وليس غداً من اجل الحصول على النمرة الزرقاء.
ولا تقل الزحمة في المقلب الآخر لدى المستقلين والنواب السابقين ذلك ان منسوب معنوياتهم زاد ارتفاعه عما سبق من الوقت خصوصاً عند الحديث شبه المؤكد عن دمح كسروان وجبيل في دائرة واحدة والأعظم لدى مصادر هؤلاء ان اعتماد النسبية فتح صفحة جديدة من النضال الانتخابي في ظل توفر فرص اكبر للفوز وليس الخرق فحسب، وتوضح هذه المصادر ان الرسم البياني للتشكيلة التي ستخوض المعركة الانتخابية وان كان من المبكر الخوض فيها الا ان بعض الملامح لا بد من ذكرها:
- اولاً: ان قيام تحالف بين النائبين السابقين منصور غانم البون وفريد هيكل الخازن سيشكل قوة انتخابية وازنة خصوصاً اذا ما امتد هذا التحالف نحو جبيل وانضمام النائب السابق الدكتور فارس سعيد له وكذلك الدكتور محمود عواد الذي كان مقرباً من آل الحريري فيما مضى ولم يتم التعرف حالياً كيفية تموضعه مع الرئيس سعد الحريري، يضاف الى هؤلاء النواب السابقين رئيس بلدية جبيلية فاعل يمكن اذا ما عزم الامر على الترشح وعلى خلفية التأجيل التقني لموعد الانتخابات ان يقدم على خطوة شرعية تسمح له بخوض هذا الاستحقاق الانتخابي، الا ان استكمال هذه اللائحة من الصنف الاول الممتاز يبدو بعيد المنال لاسباب عدة وفي مقدمها عدم وجود قوة تجييرية تعين هذه التشكيلة في دائرة كسروان او حتى في بلاد جبيل.
وفي هذا الاطار تتحدث المصادر نفسها عن ان ترشح المهندس نعمت جورج افرام الى جانب هذه اللائحة دون صعوبات أقلها ان الرجل يشبك علاقة متينة مع الوزير جبران باسيل فيما يبقى عائق رئيس اتحاد بلديات كسروان الشيخ جوان حبيش متواجدا امام افرام للتحالف مع العميد شامل روكز ويبدو ان الاخير اي روكز لم ينجح في تقريب وجهات النظر بين حبيش وافرام حتى الساعة مع ان المغوار روكز لا يرى صعوبات جمة في حل كافة المشاكل خصوصاً ان الاخير يرى ان الانتخابات في كسروان على وجه الخصوص والقواعد الشعبية فيها لا ينتخبون بالسياسة انما وفق تفكير سياسي يضاف اليه اساس العائلات وهي منطقة حساسة للغاية جاء اليها من المؤسسة العسكرية وليس من بلدة او مدينة ما وفق مفاهيم الوحدة الوطنية وهو يرجح انضمام كسروان وجبيل الى دائرة انتخابية واحدة.
- ثانياً: هل ينضم منصور البون الى الثنائي المسيحي؟
المصادر المسيحية نفسها تعتبر ان وضعية البون دقيقة لجهة خياراته ولكنه في مجمل الاحوال ووفق تجاربه السابقة لم يحارب اي عهد رئاسي منذ الطائف بل مشى على خطاه وهو غير مشاكس يقضي معظم بكامل وقته في خدمة الناس وقد اثبتت تجربته هذه بعد معاناة مع من اطلق على النواب صفة نواب الخدمات ليعود هؤلاء ويزاحموه على مداخل الوزارات والسرايا، ومسألة تشكيل لوبي قوي بين الخازن والبون في كسروان يلزمها الكثير من الدرس انما هذه المصادر تعتبر ان نهائية هذا القرار مرتبطة بأمرين:
1ـ تخلي الثنائي المسيحي عن البون بشكل نهائي، وابلاغه بالامر بالرغم من روابط قوية تجمعه مع النائب الان عون والسيدة ميراي الهاشم عون كريمة رئىس الجمهورية العماد ميشال عون وكذلك علاقة متينة مع العميد شامل روكز، ولكن اذا لم تكن هذه الامور مجتمعة فان الرجل لن يجلس في منزله يتفرج وهو الاول في القضاء على الصعيد الشخصي انتخابياً.
2ـ امكانية أن يأتي الترياق من خارج الدائرة وتتم المعالجة على مستوى عال وتتحقق ما يمكن بالفعل تسميته معجزة ذلك ان الوزير السابق فريد هيكل الخازن الحائز على نسبة عالية من الاصوات وفق كافة الاستطلاعات التي اجريت في كسروان والاول في انتخابات العام 2000 النيابية حيث كانت جبيل وكسروان دائرة واحدة، من هنا يمكن التعويل على حلف متين يتم تشكيله من قبل الخازن وينضم اليه البون مع العلم ان لقاء جرى ليل أمس الاول بين الخازن والشيخ جوان حبيش في منزل القنصل جاك حكيم على مأدبة عشاء وتبدو العلاقة بينهما على الصعيد الشخصي افضل من علاقة المهندس افرام وحبيش على خلفية الانتخابات البلدية الاخيرة.
ثالثاً: يبدو العميد روكز من ناحيته مرتاحاً فهو يربط علاقات تبدأ من الشمال ولا تنتهي في الجنوب مروراً بالبقاع وعكار ولا يرى العميد المتقاعد مشكلة في اجراء الانتخابات ولا في كل ما قيل ويقال وهو منصرف الى تحقيق وحل المعضلة في كسروان والمتمثلة بتوسيع الاوتوستراد وانشاء طريق واسع يربط نهر الكلب ببلدة ذوق مصبح وهذا كفيل وحده بحل هذه المشكلة المستعصية منذ أمد بعيد، ويصف علاقاته مع كافة المرشحين بالممتازة تاركاً أمر اختيار مرشحي التيار الوطني للحزب الذي سيقدم الاول في المنطقة من حيث الشعبية وكائناً مَن كان سيكون الى جانبه وهو سينتقل قريباً الى مكتبه في كسروان حيث لا يفارقها كل يوم ويجوب فيها من قرية الى أخرى ولكن... برفقة جوان حبيش؟
لا شك ان دائرة كسروان وان كان يحيط بها التعتيم وعدم وضوح الرؤية لجهة التحالفات الانتخابية الا انها دون ادنى شك مقبلة على انتخابات مصيرية يتحدد من خلالها من يريد اهل كسروان ممثلين عنهم بعد سبات لا بأس به حيث كانت الهجومات السياسية تلاحق زعيم لائحة النواب الحاليين الرئيس ميشال عون وامتناع السلطات التنفيذية عن تقديم ادنى الخدمات لابناء المنطقة، ولكن ثمة من يعيب على النواب الباقين الذين رفعهم معه عون في الطائرة الى اعلى دورتين متتاليتين ولكن حسب واقع الحال فان كامل الحمولة سوف تنزل قريباً سبيلاً كي تقلع الطائرة خفيفة الوزن لتصل الى محطتها الآمنة، وفي المقابل يراود الشك معظم الطبقة السياسية من خارج الثنائي المسيحي في كسروان وهذا أمر مشروع ولكن لا أحد يعلم ماذا تحمله الدائرة الكبرى بديلاً عن الصغرى أي ضم جبيل وكسروان الى بعضهما وعندها يمكن اذا ما تم عطفها على النسبية تزيل هذا القلق ويتمثل الجميع.

عيسى بو عيسى - الديار 10 اذار 2017

إرسال تعليق

 
Top