0
تطوي الأزمة السورية اليوم عامها السادس، في وقتٍ ما زال لبنان يعيش تردّدات هذه الأزمة الطويلة التي انعكست تفجيرات في داخله، وحروباً مع الإرهاب على حدوده، وكارثة نزوح تكاد تهدد التركيبة اللبنانية، وسط انسداد أفق الحل وانتظار ما قد تطرحه إدارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب لسوريا والمنطقة من معالجات.
وبرز أمس موقف متقدّم لبكركي من قضية الإرهاب والأمن تخطّت عبره الحدود لتصل إلى الخارج وتحديداً إلى الغرب عموماً وأوروبا خصوصاً.

فقد اعتبر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي خلال لقائه وفداً من «اللقاء التشاوري الوطني» لعشائر وفاعليات بعلبك ـ الهرمل في بكركي، أنّ «منطقة بعلبك الهرمل عزيزة علينا، ولا نُسمّيها يوماً منطقة الاطراف لأنها سياجنا، ونشعر أنه بصمودكم ومحافظتكم عليها تتصدّون للحركات الإرهابية»، معتبراً «أنكم حماة لبنان وإذا استبيح البقاع سيُجتَاح، عبر المتوسط، العالم الغربي كله».

وتعليقاً على هذا الموقف، أكّد راعي أبرشية بعلبك - دير الأحمر المارونية المطران حنا رحمة الذي شارك في اللقاء، أنّ كلام البطريرك هو للفت انتباه أوروبا.

وقال لـ«الجمهورية»: «لقد شاء سيّدنا من خلال هذا الموقف إيصال رسالة واضحة الى الدول الأوروبية جمعاء، وليس الى فرنسا فقط، مفادها انه إذا لم تنتبهوا الى وضع لبنان عموماً وتدعموا الجيش والمؤسسات الأمنية، فإنّ تمدّد الإرهاب من سوريا والمنطقة لن يقتصر على لبنان، بل سيتخطّى المتوسط ليصل إليكم».

وأوضح رحمة أنّ «البطريرك الراعي وبكركي يضعان أوروبا والمجتمع الدولي أمام مسؤولياتهما، خصوصاً مع همس البعض بأنّ الغطاء الدولي ومظلة الأمان قد ترفع عن بلدنا.

فهذا الأمر إذا حصل، فستكون له تداعيات كارثية على أوروبا»، مشيراً الى أنّ «أوروبا يجب ان تستمرّ في دعم لبنان سياسياً وأمنياً، لأنّ أمن لبنان يؤثّر في المنطقة ككل، خصوصاً مع تفشّي الإرهاب ودخول أعداد هائلة من النازحين إليه ووجود بؤر داخلية مثل المخيمات قد تنفجر في أيّ وقت كان». 

"الجمهورية" - 15 آذار 2017

إرسال تعليق

 
Top