0
١٤ آذار يوم تاريخي كتبت فيه مرحلة من أعظم مراحل تاريخ لبنان، واعتبر جيلنا محظوظاً لأنه شارك في هذا الْيَوْمَ التاريخي. في ذاك اليوم كان العلم موحداً والشعارات موحدة: العدالة، الدولة، الحقيقة، خروج الجيش السوري، الحرية والسيادة والاستقلال!
 
١٤ آذار ليست تحالف أحزاب سياسية، ١٤ آذار يوم تاريخي حلم اللبنانيون فيه وتحقق جزء من الأحلام، أما بقية الأحلام فما زالت معلقة لأسباب مختلفة.
 
١٤ آذار اغفري لهم لأنهم استعملوا مجدك واسمك بانتخاباتهم ولتطبيق مشاريعهم لـ١٠ سنوات، ثم تنكروا لك من أجل مخطط جديد.
 
١٤ آذار اغفري لهم لأنهم ادعوا أن العدالة همّهم، فيما لم يفعل وزراؤهم طوال هذه السنين شيئاً لتحريك ملفات شهدائك، لأنهم خافوا أو تواطأوا أو سكتوا أو رضخوا.
 
١٤ آذار اغفري لهم لأنهم تجار سياسة استعملوا اسمك النظيف لحساباتهم الملطخة بالفساد والصفقات.
 
١٤ آذار اغفري لهم لأنهم اعتبروا انتفاضتك ملكهم، أما أنت فملك الشعب، الشباب والشابات الذين حلموا بدولة ليست أبداً دولة اليوم.
 
١٤ آذار اغفري لهم لأنهم يتحالفون ويفصلون قوانين من أجل كسب مقاعد وسلطة، أما المبادئ فدفنت مع الرجال الرجال الذين رحلوا باكراً.
 
١٤ آذار اغفري لنا لأننا سمحنا لهم بعد ٣٠ سنة بأن يحكمونا مجدداً وان ننقاد وراء من كانوا السبب في كل ما وصلنا اليه.
 
١٤ آذار اغفري لنا لأننا ما زلنا نصدقهم ونصوت لهم.
 
١٤ آذار اغفري لنا لأننا بعد ١٢ عاماً عدنا الى الحديث الطائفي المتخلف بعدما كنا يوماً نحمل الإنجيل الى جانب القرآن وبعدما كنا نردد قسم جبران، فأعادونا الى صراعات طائفية ضيقة لتبرير وجودهم كزعماء طوائف.
 
١٤ آذار اغفري لنا لأننا سمحنا يوما لأحد بأن يحتكر اسم حركة لا تليق به.
 
١٤ آذار اغفري لنا لأننا سمحنا بسرقة احلامنا، وتهاونّا طويلاً حيال توظيف طموحات الشباب اللبناني الذي هبّ في ذاك اليوم التاريخي في مقدم شعبه منتفضاً على الوصاية ومنادياً بدولة تليق باللبنانيين.
 
١٤ آذار كوني درساً تاريخياً لجيل جديد كي يعيد مرة أخرى الثورة الحقيقية ولا يسمح لطبقة الحروب والفساد بأن تحكمنا مجدداً. فلا قيامة من كل هذا الواقع البائس إلا بتجديد ثورة تعيد بريق 14 آذار.
 
١٤ آذار لا تكوني فقط ذاكرة، بل عبرة كي نستيقظ مجدداً ونرفض واقعاَ لا يشبه البتة ما كنّا نطالب به يوم ١٤ آذار.

ميشيل تويني - "النهار" - 15 آذار 2017

إرسال تعليق

 
Top