يبدو عهد الرئيس ميشال عون كأنه في أيامه ال 143 الاخيرة وليس في أول 143 يوما من ولاية يفترض أن تمتد لست سنوات.
راهن كثيرون، حتى خصوم العماد عون ، على أن وصوله الى رئاسة الجمهورية لا بد من أن يحدث صدمة ايجابية أو يغيّر بعضا من الواقع المهترئ على اكثر من صعيد. انتظروا وتابعوا مواقف الرجل وادائه كما اداء حزبه. وبقدر ما كانت الانتظارات كبيرة، جاءت الخيبة بالمقدار نفسه، بل اكثر مرارة.
يقول احد المدافعين بشدة عن العهد وصاحبه أن "فريق عمل الرئيس اقترح العمل بصمت وبالتدريج وصولا الى تحقيق الاهداف. فامور الدولة الشائكة لا تحل بعصا سحرية. تحتاج الى تغيير من الداخل والسير في حقل الغامها لتفكيكها. وهذا ما سيحصل، لكنه يحتاج وقتا وجهدا متواصلا، وعملا على اكثر من جبهة". يضيف "لا شيء تغيّر في الطبقة السياسية التي تدير البلد منذ عقود سوى دخول ذهنية جديدة اليوم الى الحكم عبر الرئيس وتياره. وهو يسعى الى تكريس الشراكة الكاملة لينطلق منها الى فرض اداء مغاير تماما في العمل في الشأن العام".
ينفعل أحد قدامى "المناضلين" في "التيار الوطني الحر" عند مواجهته بهذا الرأي مؤكدا ان "التيار شريك في السلطة منذ نحو تسع سنوات وفي وزارات مفصلية وضمن تحالف صلب مع "حزب الله"، فكيف يمكنه القول أنه دخل للتو الى السلطة؟". ويضيف متسائلا"كيف يكون الاداء الراهن مغايرا؟ بالواقع الاقتصادي المنسي والمهمش والذي يزداد تدهورا؟ ام بالاتيان بالازلام والمحاسيب الى المناصب؟ ام بتفصيل قانون انتخاب على مقاس الحصص المرغوب بها والتي تراعي تأمين وصول الاصهار والانسباء؟ اي اداء هو هذا الذي يكرس ضمنا التمديد لمجلس النواب ويفاوض على صيغة للتمديد لحاكم مصرف لبنان متى وافق على مجموعة شروط بعضها تحمل علامات استفهام كبرى؟. ما الذي تغيّر منذ استلام ميشال عون؟ حتى الهيبة المفترضة و"وهج" الرئيس الجديد تراجعت وسقطت. لم يبق الا بعض اوهام وموهومين او طامحين ومسترزقين".
مواقف الموالين والمعارضين للعهد لا تغيّر من انطباعات الناس بأن "لا شيء تغيّر". يقول ذلك المناصرون كما المنتقدون والمتحفظون.
"لا شيء تغيّر" تعني، عمليا، أن الامور تذهب الى الاسوأ وهو ما لا يبدو مقبولا بعد 143 يوما فقط من بداية العهد. عهد لم يتأخر رئيسه من القول أنه يحب أن تكون لديه "خلافة جيدة". وبعد استفسار الصحافي الفرنسي يومها اجاب الرئيس عون "يعني أن نعدّ العدّة لخلافة جيدة، اي نشكل مثالا لغيرنا".
فاي مثل ومثال؟ واي عهد يبدأ بالحديث عن تمهيد للخلافة؟ وهل "الخلافة" الموعودة سبب لتراكم الازمات عوض حلها؟
يقال في الاروقة والصالونات السياسية أن صراعات وحسابات كثيرة تتداخل في "التيار الوطني الحر" نفسه، وبينه وبين حلفائه في "القوات اللبنانية"، وترشيح فادي سعد في البترون احد مظاهرها، وبين "التيار الحر" و"المرده" الذي يكاد يصنف رئيسه سليمان فرنجيه ك"عدو الخلافة الاول". اما العلاقة مع الحليف الاقدم "حزب الله" فلها حساباتها المختلفة، وهي تمتد من لبنان الى ايران. وبحسب ديبلوماسي عريق "استعجلت ايران، لاسباب مرتبطة بعلاقتها مع الادارة الاميركية الجديدة، طلب تسديد كامل الفاتورة من العهد، وهذا يتجاوز موازنته ويفقده توازنه، وهنا مبتدأ الازمة وخبرها".
ايّا تكن الاسباب وتنوعها، تبقى المحصلة واحدة: 143 يوما قليلة جدا بكل المقاييس لاحباط الناس.
راهن كثيرون، حتى خصوم العماد عون ، على أن وصوله الى رئاسة الجمهورية لا بد من أن يحدث صدمة ايجابية أو يغيّر بعضا من الواقع المهترئ على اكثر من صعيد. انتظروا وتابعوا مواقف الرجل وادائه كما اداء حزبه. وبقدر ما كانت الانتظارات كبيرة، جاءت الخيبة بالمقدار نفسه، بل اكثر مرارة.
يقول احد المدافعين بشدة عن العهد وصاحبه أن "فريق عمل الرئيس اقترح العمل بصمت وبالتدريج وصولا الى تحقيق الاهداف. فامور الدولة الشائكة لا تحل بعصا سحرية. تحتاج الى تغيير من الداخل والسير في حقل الغامها لتفكيكها. وهذا ما سيحصل، لكنه يحتاج وقتا وجهدا متواصلا، وعملا على اكثر من جبهة". يضيف "لا شيء تغيّر في الطبقة السياسية التي تدير البلد منذ عقود سوى دخول ذهنية جديدة اليوم الى الحكم عبر الرئيس وتياره. وهو يسعى الى تكريس الشراكة الكاملة لينطلق منها الى فرض اداء مغاير تماما في العمل في الشأن العام".
ينفعل أحد قدامى "المناضلين" في "التيار الوطني الحر" عند مواجهته بهذا الرأي مؤكدا ان "التيار شريك في السلطة منذ نحو تسع سنوات وفي وزارات مفصلية وضمن تحالف صلب مع "حزب الله"، فكيف يمكنه القول أنه دخل للتو الى السلطة؟". ويضيف متسائلا"كيف يكون الاداء الراهن مغايرا؟ بالواقع الاقتصادي المنسي والمهمش والذي يزداد تدهورا؟ ام بالاتيان بالازلام والمحاسيب الى المناصب؟ ام بتفصيل قانون انتخاب على مقاس الحصص المرغوب بها والتي تراعي تأمين وصول الاصهار والانسباء؟ اي اداء هو هذا الذي يكرس ضمنا التمديد لمجلس النواب ويفاوض على صيغة للتمديد لحاكم مصرف لبنان متى وافق على مجموعة شروط بعضها تحمل علامات استفهام كبرى؟. ما الذي تغيّر منذ استلام ميشال عون؟ حتى الهيبة المفترضة و"وهج" الرئيس الجديد تراجعت وسقطت. لم يبق الا بعض اوهام وموهومين او طامحين ومسترزقين".
مواقف الموالين والمعارضين للعهد لا تغيّر من انطباعات الناس بأن "لا شيء تغيّر". يقول ذلك المناصرون كما المنتقدون والمتحفظون.
"لا شيء تغيّر" تعني، عمليا، أن الامور تذهب الى الاسوأ وهو ما لا يبدو مقبولا بعد 143 يوما فقط من بداية العهد. عهد لم يتأخر رئيسه من القول أنه يحب أن تكون لديه "خلافة جيدة". وبعد استفسار الصحافي الفرنسي يومها اجاب الرئيس عون "يعني أن نعدّ العدّة لخلافة جيدة، اي نشكل مثالا لغيرنا".
فاي مثل ومثال؟ واي عهد يبدأ بالحديث عن تمهيد للخلافة؟ وهل "الخلافة" الموعودة سبب لتراكم الازمات عوض حلها؟
يقال في الاروقة والصالونات السياسية أن صراعات وحسابات كثيرة تتداخل في "التيار الوطني الحر" نفسه، وبينه وبين حلفائه في "القوات اللبنانية"، وترشيح فادي سعد في البترون احد مظاهرها، وبين "التيار الحر" و"المرده" الذي يكاد يصنف رئيسه سليمان فرنجيه ك"عدو الخلافة الاول". اما العلاقة مع الحليف الاقدم "حزب الله" فلها حساباتها المختلفة، وهي تمتد من لبنان الى ايران. وبحسب ديبلوماسي عريق "استعجلت ايران، لاسباب مرتبطة بعلاقتها مع الادارة الاميركية الجديدة، طلب تسديد كامل الفاتورة من العهد، وهذا يتجاوز موازنته ويفقده توازنه، وهنا مبتدأ الازمة وخبرها".
ايّا تكن الاسباب وتنوعها، تبقى المحصلة واحدة: 143 يوما قليلة جدا بكل المقاييس لاحباط الناس.
دنيز عطالله حداد - 23 آذار 2017
إرسال تعليق