0

مزيد من الخطط الانقاذية لقطاع الكهرباء لا تزال تُطرح وتُقترح من قبل الوزراء المتعاقبين، وكل وزير جديد يقدم ما لديه من خطط علماً ان الوزراء الذين تعاقبوا على الوزارة اخيراً ينتمون الى التيار السياسي نفسه. 

خطة جديدة للكهرباء طرحها وزير الطاقة سيزار ابي خليل ومن المفترض ان يناقشها مجلس الوزراء في جلسة يعقدها اليوم في القصر الجمهوري برئاسة العماد ميشال عون، بعد ادراجها على جدول الاعمال.

وبعدما كانت علت اسهم الخصخصة في انتاج الكهرباء منذ بضعة اسابيع تطبيقاً للقانون 462 ولاقت تأييداً من غالبية الاطراف النيابية، يبدو ان سجالا جديدا يتوقع ان يستجد اليوم في جلسة الحكومة مع اقتراح ابي خليل الجديد باستقدام 3 بواخر تركية لانتاج الكهرباء من أجل تأمين النقص في التغذية الذي يذهب بين 25 الى 30 في المئة منه لتوفير الطاقة الى النزوح مجاناً.

هناك مزيد من الاعباء المالية على خزينة الدولة ستطرح اليوم على مجلس الوزراء، ورفع التعرفة سيكون الحل المطروح من أجل تغطية هذا العجز. وكان رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط اول المغردين المعترضين على هذه الخطة الجديدة بالقول: «كفى توزيع مغانم كهربائية وانفضوا كهرباء لبنان من عسس الهريان والفساد وحيتان المال والسياسة.

الذي يجري اليوم جريمة». أضاف: «كل الامر يحتاج الى قرار واضح ببناء معمل كهرباء جديد بقيمة العجز السنوي أي مليار دولار وكفانا توزيع بواخر تركية جديدة».

اجتماع «المالية»

قبيل مناقشة ملف الكهرباء في مجلس الوزراء، عقد وزير المالية علي حسن خليل مع وزير الطاقة سيزار أبو خليل اجتماعا في مبنى وزارة المالية حضره وفد من مؤسسة كهرباء لبنان وآخر من المسؤولين الماليين في وزارة المالية.

تمّت خلال الاجتماع مناقشة التحضيرات لخطة الكهرباء المقترحة من قبل وزير الطاقة والتي سيناقشها مجلس الوزراء في جلسته اليوم. كما بحث المجتمعون في عدد من الأمور المرتبطة بعمل مؤسسة كهرباء لبنان. ووفق مصادر مشاركة في اللقاء فإن الاجتماع لم يتطرق الى خطة البواخر المطروحة.

مواقف من الخطة

من جهة أخرى، أوضح مصدر مطلع لـ«الجمهورية» ان خطة وزير الطاقة الجديدة، والتي تقترح استقدام 3 بواخر كهرباء من تركيا لم ترد اصلاً في خطة كهرباء جبران باسيل، انما هو اقتراح جديد يعلله ابي خليل بالحل الاسرع لتوفير الكهرباء ونحن على ابواب الصيف وموعودون بنحو مليون ونصف مليون سائح ومغترب لبناني.

تابع: كان يُفترض وضمن خطة باسيل، تأمين هذه الطاقة الكهربائية الموعودة جراء استخدام بواخر تركية اضافية، من خلال معمل دير عمار الذي تعثر تنفيذه لأنه لم تحتسب ضمن كلفته قيمة الضريبة على القيمة المضافة، ولم يُعرف من يتحمّل كلفتها.

واعتبر المصدر ان استقدام بواخر جديدة يبقى الحل الانسب اليوم والاسرع لتغطية النقص في التغذية الكهربائية، خصوصاً أن النقص زاد بعد تعذّر تأمين استجرار 100 ميغاوات من سوريا، واستحالة تأمين طاقة من مصر بعد تعطّل خط ادلب عبر الحدود مع الاردن في درعا. وبالتالي، تبقى البواخر هي المصدر الأسرع لتأمين النقص في التغذية.

واوضح: استراتيجياً ان انشاء معامل جديدة يبقى افضل من البواخر انما اليوم انشاء معمل وتلزيمه واللجوء الى القطاع الخاص من أجل تأمين التمويل يستغرق ما بين عامين الى ثلاثة أعوام. اضف الى ذلك، مشكلة التوزيع والجباية فما معنى ان يتم تأمين تغذية كاملة بخسارة اضافية، بمعنى ان تكون كلفة الانتاج اعلى من المبيع.

ولفت الى انه تم أخيراً تأمين 270 ميغاوات اضافية بعد تأهيل معملي الذوق والجية، صحيح زادت التغذية بمعدل ساعتين الى ثلاث يومياً، لكن في المقابل زادت خسارة المؤسسة وعجزها.

قباني

من جهته، اعتبر رئيس لجنة الطاقة النيابية النائب محمد قباني ان استقدام بواخر جديدة هو الحل الاسهل والاسرع اذ يكفي الاتصال بالشركة صاحبة البواخر، التفاوض على السعر فتصل البواخر الى لبنان في غضون شهرين، لكن هذا الحل ليس الافضل.

وذكر قباني انه عند استقدام البواخر «فاطمة غول» و»اورهان بيه» كان الاتفاق ان تبقى هاتان الباخرتان لسنتين يتم خلالهما تأهيل معملي الجية والذوق اما اليوم وبعد 4 سنوات ونصف السنة لم يتم تأهيل المعملين وتم التمديد لعمل البواخر، ولا قدرة للاستغناء عنهما في الامد القريب.

وبالتالي ان استقدام المزيد من البواخر هو استكمال السير على الخطط القديمة من دون تقديم حلول على الامد البعيد، ولا يمكن الاستمرار بالاتكال على البواخر.

ومن المتوقع ان تصل كلفة استئجار باخرتين تركيتين الى 850 مليون دولار سنوياً بهدف تأمين 825 ميغاوات، تضاف إلى الباخرتين الحاليتين «فاطمة غول» و«اورهان بيه» بقدرة 370 ميغاوات.

وبالتالي فإن الاعتماد على البواخر سيصل إلى 1225 ميغاوات، أي ما يوازي 37% من الطلب على الكهرباء بكلفة إجمالية تتجاوز مليار دولار سنوياً. ومن المتوقع مع استئجار هذه البواخر ان تتأمّن 12 ساعة تغذية اضافية لتتراوح نسبة التغذية ما بين 20 الى 22 ساعة يومياً. 

إيفا أبي حيدر - "الجمهورية" - 28 آذار 2017

إرسال تعليق

 
Top