وحده وقف حزب الكتائب عبر كتلته النيابية محتجاً على زيادة الضرائب على المواطنين، بحيث اعترضوا على هذه الزيادة في كل اجتماعات اللجان، داعين الى ضبط الهدر والإنفاق العشوائي. ورأوا بأن هنالك حلاً واضحاً لتمويل سلسلة الرتب والرواتب من خلال وقف الفساد والسرقات والتهرّب الضريبي، بدل اخذ الاموال من جيوب الناس من دون تقديم اي شيء لهم بالمقابل. وهذا الموقف جعل البعض يتهم نواب الكتائب بأنهم يقومون بذلك لإهداف انتخابية.
وفي هذا الاطار يرّد نائب لرئيس حزب الكتائب الوزير السابق سليم الصايغ في حديث لـ«الديار» بأن من يعتبر وقفة حزب الكتائب الى جانب المواطن في رفضها للضرائب الجديدة سببها كسب الشعبية او لدواع انتخابية، عليه ان ينظر ايضاً الى اعتراض حزب الله على زيادة الضريبة واحد في المئة على الـ TVA لتصبح 11 في المئة ، فهل يعتبر بأن حزب الله خائف على قواعده الانتخابية ايضاَ؟.
ووصف الصايغ زيادة الضرائب بأنها ضربة للوطن وللمجتمع، وبالتالي ضربة لكل السلطات ومنها مجلس النواب والحكومة لانها ستؤدي الى إفقار الناس، فيما هنالك الف طريقة غير هذا الإفقار، مشدداً على ضرورة وضع حدّ للفساد المستشري وبإتخاذ خطوات لتأمين الموارد، فهنالك ايرادات غير شرعية محمية من بعض القوى السياسية لكن ممنوع ان يتطرّق اليها احد، فيما إستسهال جيوب الناس هو الحل وهؤلاء لا صوت لهم لان ارادتهم مصادرة، مما يدّل على وجود طلاق كبير جداً بين الناس والمنتدبين والسياسيين. معتبراً بأن هنالك زلزالاً يضرب لبنان وهو اكبر بكثير مما نتصوّر، لانه يعطي اشارة بأن ثورة حقيقية ستحصل في البلد، والناس دُعيت للمطالبة بحقوقها ومطالبها وهذا يسمح به الدستور اي التظاهر، ما يؤكد بأن المواطنين اللبنانيين ليسوا قطيع غنم انما هم بشر يتمتعون بالكرامة، ولا زالوا في حالة قادرة على الانتقال من القول الى الفعل لإنتزاع حقوقهم، والقضاة اعطوا اشارة عبر تحركهم فإضطرت السلطة السياسية للتعامل مع ضغطهم بالرضوخ لمطالبهم، والامر عينه تمثل مع كل الشرائح المتضرّرة من هذه الموازنة.
ورداً على سؤال حول وجود الكتائب لوحدهم في الساحة الرافضة لهذه الضرائب، قال الصايغ: «هنالك جو كبير من تعاطف الناس مع الصوت الذي رفعه رئيس الحزب النائب سامي الجميّل، وبالتالي فالكتائب اكدت على ثباتها في المبادئ وهذا عزّز مصداقيتها امام الناس، والاثر لهذه المواقف سيأتي تباعاً في الايام المقبلة وسندرك مدى وعي الناس، ونقول للجميع بأن عليهم ألا يُحبطوا من الآمال المعقودة والوعود المعطاة لهم من قبل بعض السياسييّن، لان الوقت ليس للاحباط انما للرجاء والامل والعزم والنضال، لاننا نريد ان يكون الحكم قوياً بالناس وان يكون قادراً بتمكينهم من مواجهة اعباء الحالة الاقتصادية والاجتماعية. وبالتالي نحن مطمئنون لاننا نتكّل على الكلام الذي اطلقه رئيس الجمهورية بحيث وعد بالاصلاح والتغيّير ونستغرب كيف ان بعضاً من المحسوبين على تياره يمتعضون من مواقفنا، فيما هم لطالما نادوا بها». وتابع: «نحن لا نرفض تسجيل النقاط والمواقف بل نطالب بمعالجتها ضمن مهلة محددة ومدروسة وموثقة، ونطالب بمعالجتها ضمن مهلة زمنية لا تتعدى مهلة قانون سلسلة الرتب والرواتب، وهي في الاساس تتمحور حول وقف الهدر والسرقات والفساد عبر تدابير محددة ومعلومة، وهي موجودة اصلاً في ادراج «التيار الوطني الحر» كإصلاحات ضرورية.
وعن إعتبار الحزب بأن الطبقة الوسطى ستختفي وستحّل الطبقة الفقيرة في لبنان، اشار الى ان استهداف الطبقة الوسطى في لبنان يعني التمهيد لصراع طبقي سيطيح بكل المجتمع، فضلاً عن ذلك فلا ديموقراطية من دون طبقة وسطى، ولا مكافحة جديّة من دون طبقة وسطى،ولا دورة اقتصادية سليمة من دونها ايضاً، وبالتالي فهذه الضرائب ستجعل من الغني اكثر ثراءً ومن الفقير اكثر فقراً.
ورأى الصايغ ان اللحظة المطلبية المحقة تعطي سبباً اضافياً لقيام معارضة منظمة وشاملة، تطبيقاً للديموقراطية الحقيقية التي لطالما تغنى بها لبنان، وعلى الدول التي تخشى من ان تؤدي الحركات المطلبية وقيام نوع من المعارضة الى ضرب الاستقرار، نقول لها: «بأن لا استقرار في اي بلد من دون قيام دولة الحق والقانون، ومن دون انتظار الحياة الديموقراطية التي تؤمّن الشراكة الوطنية الحقيقية والعدالة الاجتماعية، فالكل مرتبط بالكل ولا ينضج اي جزء من دون نضوج الكل.
وعن الدعوة التي يوجهّها اليوم حزب الكتائب للمواطنين، ختم الصايغ بالاشارة الى ان نواب الحزب قاموا بدورهم كاملاً فساءلوا وصوّتوا، والمطلوب من المواطن ان يُحاسب بدوره غداً ويصوّت عندما تكتمل حلقة المساءلة والمحاسبة، مؤكداً بأن الكتائب بصدد بناء اكبر تحالف وطني عابر لكل الاصطفافات، وهو تحالف الحقوق الانسانية والاجتماعية والاقتصادية والمدنية والوطنية للناس.
صونيا رزق - "الديار" - 17 آذار 2017
إرسال تعليق