0
كشف المتحدث باسم مجلس خبراء القيادة الإيرانية، أحمد خاتمي، عن تعيين لجنة سرية لاختيار مرشحين لخلافة المرشد الأعلى علي خامنئي، ما يعزز الشكوك حول الأنباء التي تتحدث عن تفاقم مرض المرشد المصاب بسرطان البروستات.

ووفقاً لوكالة "إيلنا" الإيرانية، قال خاتمي خلال مؤتمر صحافي أمس السبت، إن هذه اللجنة السرية تدرس اختيار مرشحين لمنصب مرشد جديد للنظام في إيران من بين المرجعيات الدينية المؤهلة لهذا المنصب".

وكشف رجل الدين المتشدد المقرب من خامنئي، أن "هناك بعض الشخصيات تم ترشيحها بالفعل، ولا يمكن لأي شخص الاطلاع عليها باستثناء المرشد الأعلى علي خامنئي".

وأكد المتحدث باسم مجلس خبراء القيادة الإيرانية أنه وفقاً للمادتين 107 و109 في مجلس خبراء القيادة، فإن اختيار مرشد للثورة الإيرانية للمرحلة المقبلة أمر يتعلق بهذا المجلس فقط".

وتنص المادة الخامسة من الدستور الإيراني على أن منصب المرشد يتولاه من يحمل صفات "الفقيه العادل، المتقي، العالم بأمور زمانه، الشجاع، الكفؤ في الإدارة والتدبير والرؤية السياسية والاجتماعية الصحيحة".

وتنص المواد الدستورية على أن المرشد ينتخب من قبل مجلس الخبراء، لكن الخارطة السياسية تقول إنه سيكون هناك لتيارات المحافظين والأصوليين والحرس الثوري دوراً أساسياً في اختيار المرشد المقبل. 
 
10 مرشحين

يأتي هذا بينما كشف خاتمي أن المرشد الأعلى الحالي أوصى في وقت سابق أن يكون هناك 10 مرشحين جاهزين لخلافته، موضحاً أن هذه اللجنة السرية تم تشكيلها وفقاً لأوامره".

هذا بينما تحدثت مصادر في وقت سابق أن رجل الدين المتنفذ إبراهيم رئيسي، الذي رشحه مؤخراً التيار الأصولي المتشدد لانتخابات الرئاسة الإيرانية المزمع إجراؤها في مايو/أيار المقبل، تم إعداده على ما يبدو مؤخراً ليكون أحد أبرز المرشحين لخلافة آية الله علي خامنئي، نظراً للدعم الذي يحظى به من قبل قادة الحرس الثوري ورجال دين متشددين مقربين من المرشد.

ويتولى رئيسي حالياً ثلاثة مناصب بأمر مباشر من خامنئي، وهي عضويته في مجلس الخبراء، ونائب عام بمحكمة رجال الدين الخاصة، ومسؤول العتبات في مدينة مشهد.

وبرز نجم رئيسي منذ أن قام المرشد الإيراني في مارس 2016، بتعيينه مشرفا على مؤسسة "آستان قدس رضوي" وهي التي تشرف على إدارة ضريح الإمام الرضا الشهير في مدينة مشهد، والمؤسسات المالية الضخمة التابعة لها، وذلك عقب وفاة رجل الدين عباس واعظ طبسي، الذي تولى المهمة لـ 37 عاما. 
 
تأثير وفاة رفسنجاني

وكان الموت المفاجئ لرئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام الإيراني أكبر هاشمي رفسنجاني، أبرز ساسة البلاد، في 8 يناير الماضي، أعاد التكهنات والترجيحات حول من سيخلف المرشد من جديد، إذ اعتبر رفسنجاني قوة سياسية رئيسية في إيران، رغم أن نفوذه السياسي تراجع في السنوات الأخيرة بعد تحوله إلى الإصلاحيين.

إلا أن القادة السياسيين في إيران كانوا يرون أنه ما زال يمتلك من النفوذ ما يكفي للضغط من أجل وجود مرشح أكثر اعتدالا لخلافة خامنئي، خصوصا بعد العملية الجراحية التي خضع لها خامنئي في 2014.

وكان رفسنجاني قد طرح فكرة "مجلس ثوري قيادي" بدل تعيين ولي فقيه جديد في حال وفاة خامنئي، لكن مع رحيل رفسنجاني يبدو أن هذه الفكرة ماتت معه حسبما يقول مراقبون، وتتجه الساحة الإيرانية إلى صراع الشخصيات لخلافة المرشد.
مرشحون آخرون

وهناك عدة مرشحين محتملين للمرشد خامنئي ينقسمون بين الإصلاحيين والمحافظين وتحالفاتهم داخل النظام نفسه، بدءاً من مجتبي خامنئي، نجل المرشد الحالي رجل المال والاقتصاد، وصولاً إلى نائب رئيس مجلس خبراء القيادة آية الله هاشمي شاهرودي وهو الرئيس السابق للسلطة القضائية، وكذلك صادق لاريجاني، الرئيس الحالي للسلطة القضائية، بالإضافة إلى رئيس الحالي حسن روحاني.

وهناك رجال دين أقل حظاً لتولي منصب الولي الفقيه بعد خامنئي، وهم كل من آية الله جوادي آملي، وآية الله محمد تقي مصباح يزدي، المقرب من المرشد وعضو مجلس الخبراء، إضافة إلى رجل الدين المتشدد أحمد جنتي. 

صالح حميد - "العربية" - 6 آذار 2017

إرسال تعليق

 
Top