لا يستطيع احد حتى الآن تحديد شكل التحالفات الانتخابية بين القيادات والقوى السياسية على الساحة الطرابلسية والشمالية قبل تحديد شكل القانون الانتخابي وصيغته النهائية، كما لا يمكن تحديد صيغ التحالفات في ظل الاتجاه نحو التأجيل التقني برأي شخصيات نيابية ورغم ذلك فان حديث الساعة في المجالس السياسية الطرابلسية يدور في مجمله حول احتمالات تحالف هذا القطب السياسي مع ذاك وان لقاءات ثنائية تعقد هنا وهناك ومفاوضات مبكرة حول توزيع المقاعد بين القوى السياسية لكن لا شيء يمكن حسمه قبل صدور القانون الانتخابي الذي على اساسه تنطلق العجلة الانتخابية.
وفي هذا السياق كان لافتا ما طرحه الرئيس نجيب ميقاتي مؤخرا حول عزمه على تشكيل فريق عمل يكون ضمن لائحة واحدة لخوض الانتخابات وانه ينتظر صدور قانون الانتخابات كي يبادر الى تشكيل لائحته من فريق منسجم لتأمين فرص النجاح، لكن اكثر ما لفت تصريحه هو دعوته «من يجد نفسه في هذه اللائحة» فليتفضل... ماذا يعني هذا الكلام؟
اولا ان الرئيس ميقاتي لا ينتظر احدا كي يشكل لائحته وحسب مصادر مقربة منه انه يعمل على تظهير «فريقه المنسجم» ومن يرغب بالانضمام وفق ثوابته مرحب به.
ثانيا ان تأكيده مد الجسور مع كل الاطراف السياسية في لبنان يعني ان ابواب التحالفات مفتوحة حتى اللحظة الاخيرة وهذه احدى سمات نهجه السياسي الذي يتبعه منذ سنوات.
حين تسأل المصادر المقربة من ميقاتي عن احتمالات تحالفاته الانتخابية، لا تستبعد هذه المصادر اي احتمال ،سواء امكانية التحالف مع الرئيس سعد الحريري على غرار ما حصل في الانتخابات البلدية ،او احتمال التحالف مع اللواء اشرف ريفي حيث الود بينهما سيد الموقف وينسحب على قواعدهما الشعبية..
لكن لكل من الاقطاب الطرابلسيين حساباته الخاصة .... فالحريري في طرابلس بات الاضعف بين التيارات السياسية في ظل وجود قطبين استقطبا الشرائح الشعبية الطرابلسية ،ميقاتي وريفي، وترى مصادر ميقاتي ان التحالف مع الحريري لن يجدي اللائحة نفعا بقدر ما يكون عبئا عليها حيال منافس واسع الطيف والقوة الشعبية هو اللواء ريفي الذي يحظى بعطف الاحياء الشعبية التي عانت من اهمال وتهميش التيار الازرق الذي احتضنوه طويلا ثم انفضوا عنه نتيجة الاداء السيء الذي ترك اثارا سلبية على مناصريه الذين وجدوا في ابن مدينتهم ملاذا لهم يتجاوب مع هواجسهم وتطلعاتهم وحاجاتهم الملحة.
اما مصادر اللواء ريفي فترى ان للواء ثوابته التي لا يغيرها وان اي تحالف يبنى على هذه الثوابت التي تعتبر مسلمات لدى اللواء حتى ان الحديث عن احتمال عودة الوفاق بينه وبين الحريري قائم في حال واحدة هي عودة الحريري الى ثوابت 14 آذار التي كانت الاساس في اطلاق هذه الحركة وما عدا ذلك فانه لا يمكن التنازل عن لاءات اطلقها ريفي وبات نهجا وركيزة في تياره الشعبي الذي التف حوله منذ انخراطه في العمل السياسي بعد احالته الى التقاعد.
من جهة ثانية فان الساحة الطرابلسية تشهد هذه الايام ارتفاع وتيرة الانشطة الانتخابية وتنافسا بين التيارات ففي الوقت الذي انتقل فيه الى طرابلس امين عام المستقبل احمد الحريري ملبيا «صبحيات» وفطور وغداء ولقاءات لا تزال خجولة وفي نطاق ضيق خشية انكشاف الحجم الشعبي للتيار ،في المقابل تشهد احياء طرابلسية مهرجانات شعبية حاشدة على غرار ما حصل امس في الزاهرية استقبالا للواء ريفي ،ولقاءات حاشدة في باب الرمل للرئيس ميقاتي وبعضها في مجمع العزم والانتخابات هي الطبق الوحيد في كل هذه المهرجانات التي تسبق القانون الانتخابي لكن لا يمنع ذلك من التواصل مع الشرائح الشعبية في المدينة بل وجميعهم يخطب ود المجتمع المدني وهيئات شعبية فاعلة على الساحة الطرابلسية.
جهاد نافع - "الديار" - 13 آذار 2017
إرسال تعليق