ألقى المدير العام لللأمن العام اللواء عباس ابراهيم كلمة خلال حفل تكريم نظمه اهالي بيروت في فندق الموفنبيك، جاء فيها:
"اهلي ابناء بيروت الاحباء
ايها الحضور الكريم
بيروت التي تعطي من دون حدود،
بيروت التي ارتحل اليها كل لبنان بحثا عن علم وعمل، وعن وطن كثر الساعون الى تمزيقه بنار الفتن، فهبت ست الدنيا تُجهضها.
بيروت التي تقرأ في شوارعها كل لغات الأرض،
بيروت الصروح التربوية والمعالم الدينية،
بيروت التي لا ترفع راية بيضاء كما قال فيها وعنها الشاعر محمود درويش،
بيروت حاضنة الفقراء والعمال، وملجأ الهاربين إليها من العنف والقمع،
من بيروت عاصمة لبنان، لكم ولأهلها الكرام ألف ألف تحية.
ايها الحفل الكريم
انه لشرف كبير ان اقف معكم وبينكم، مُكرّما من اهلي واحبائي، ابناء بيروت الميامين، الذين يتميزون بالوطنية والحق والانسانية وبالارادة الطيبة والصادقة. كنتم وما زلتم خير عضد لمؤسساتكم العسكرية والأمنية، خصوصا في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخنا حيث تزداد فيها القلاقل والاضطرابات والصراعات الإقليمية والدولية.
قلت سابقا وأعود لأؤكد ان للعالم ان يُخطط ما يريد وهو يفعل، لكن النتائج ليست قدرا إذا ما تمسكنا بوحدتنا الثقافية والوطنية والسياسية التي صنعها اباؤنا واجدادنا بالتعب والجهد. كما اؤكد لكم أيضا ان لبنان الذي تعرفوه جيدا، لا يزال يملك فرصة استثنائية للبقاء قويا بوجه الارهابين الإسرائيلي والتكفيري إذا ما أحسن أبناؤه صون وحدتهم عبر الحوار والتفاعل الانساني، وإذا ما أحسنت مكوناته التي تتميز بالتعددية الثقافية والروحية، الاستثمار بالعقل لا بالغرائز للعبور من غيتوات الهواجس الى فضاء الوطن .
اهلي واحبائي
الحضور الكريم
ليس صحيحا ان التوازن الأمني هو المدخل الى الإتزان السياسي، بالقدر الذي ليس صحيحا ايضا ان الأخير هو الطريق إلى الأول، بل عين الصواب هو ان بقاء لبنان رهن بالاتزان السياسي والتوازن الأمني، وفهم معناه كرسالة وكدور في المنطقة والعالم. والضرورة السياسية القصوى في هذه المرحلة تكمن في التمسك بالوطن والمواطنة وليس بالهويات الضيقة، والالتزام بالديموقراطية نهجا وممارسة وليست كفاصل انتخابي بين محطة وأخرى.
ان النظام السياسي ليس نصوصا او هيكلية، بل هو تعبير عن الحياة الوطنية التي ارتضيناها ونشأنا عليها. هو مؤسسات فاعلة، وظيفتها، لا بل دورها، صياغة العلاقة الحقوقية والانسانية والاخلاقية بين المواطن والدولة، وبناء الثقة من خلال المشاركة الإيجابية في كل مناحي الحياة، ليكون لنا دولة آمنة وليس سلطة أمنية قمعية. وهنا أود ان أطرح عنوانا هاما هو قضية اللاجئين الفلسطينيين والنازحين السوريين التي ترهق البلد، فليس صحيحا تلك العنصرية التي تتبدى من هنا او هناك، وهي خطيرة، كما دعوات التساهل اللامبالية الى حد الاستهتار، ان في الامرين خطورة شديدة، لأنه في الحالتين تخلى المجتمع الدولي عن هاتين القضيتين، وادار ظهره حتى صار الامر استنزافا امنيا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا وديمغرافيا وبيئيا على لبنان واللبنانيين، وان اي سقوط امني في اي مخيم من المخيمات او التجمعات، سواء كانت فلسطينية او سورية، يعني محاولة لتفجير الوطن، لن تمر مهما كانت الذرائع ومهما عظمت التضحيات، وعلى من يتوسل الدم من اجل مناكفات سياسية، ان يعرف ان زمن لبنان الساحة ولى، وانه ممنوع المساس بالأمن اللبناني، وان لا شيء يُبرر إيواء إرهابيين وانغماسيين او السكوت عنهم، بل على العكس من ذلك تماما، فمصلحة اخواننا السوريين او الفلسطينيين تكون بإدراكهم ان امنهم من امن لبنان واللبنانيين.
ايها الحضور الكريم
اننا كلبنانيين معنيون بالالتفاف حول الدولة ومؤسساتها العسكرية والأمنية لتحصين لبنان بوجه التطورات المتسارعة دوليا واقليميا، وبوضع الحوار كآلية وحيدة لا بديل عنها لمعالجة الاختلافات والخلافات السياسية، فدروس التاريخ حاضرة، وكلها أثبتت للجميع عقم محاولة الاستثمار على الوقت او على الخارج وفشلها، وهدفنا يجب ان يتركز على حماية لبنان التنوع ولبنان الرسالة ولبنان العيش الواحد.
ايها الأصدقاء، يا أهل بيروت الاعزاء، اسمحوا لي ان اعبر لكم عن سعادتي واعتزازي في الوقوف بينكم مكرما، وأمامكم مدافعا عن عاصمتنا بيروت، شاكرا لكم حضوركم، مثمنا عاليا مبادرتكم وكل من ساهم في انجاح هذا اللقاء المميز.
عشتم عاشت بيروت وعاش لبنان".
"اهلي ابناء بيروت الاحباء
ايها الحضور الكريم
بيروت التي تعطي من دون حدود،
بيروت التي ارتحل اليها كل لبنان بحثا عن علم وعمل، وعن وطن كثر الساعون الى تمزيقه بنار الفتن، فهبت ست الدنيا تُجهضها.
بيروت التي تقرأ في شوارعها كل لغات الأرض،
بيروت الصروح التربوية والمعالم الدينية،
بيروت التي لا ترفع راية بيضاء كما قال فيها وعنها الشاعر محمود درويش،
بيروت حاضنة الفقراء والعمال، وملجأ الهاربين إليها من العنف والقمع،
من بيروت عاصمة لبنان، لكم ولأهلها الكرام ألف ألف تحية.
ايها الحفل الكريم
انه لشرف كبير ان اقف معكم وبينكم، مُكرّما من اهلي واحبائي، ابناء بيروت الميامين، الذين يتميزون بالوطنية والحق والانسانية وبالارادة الطيبة والصادقة. كنتم وما زلتم خير عضد لمؤسساتكم العسكرية والأمنية، خصوصا في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخنا حيث تزداد فيها القلاقل والاضطرابات والصراعات الإقليمية والدولية.
قلت سابقا وأعود لأؤكد ان للعالم ان يُخطط ما يريد وهو يفعل، لكن النتائج ليست قدرا إذا ما تمسكنا بوحدتنا الثقافية والوطنية والسياسية التي صنعها اباؤنا واجدادنا بالتعب والجهد. كما اؤكد لكم أيضا ان لبنان الذي تعرفوه جيدا، لا يزال يملك فرصة استثنائية للبقاء قويا بوجه الارهابين الإسرائيلي والتكفيري إذا ما أحسن أبناؤه صون وحدتهم عبر الحوار والتفاعل الانساني، وإذا ما أحسنت مكوناته التي تتميز بالتعددية الثقافية والروحية، الاستثمار بالعقل لا بالغرائز للعبور من غيتوات الهواجس الى فضاء الوطن .
اهلي واحبائي
الحضور الكريم
ليس صحيحا ان التوازن الأمني هو المدخل الى الإتزان السياسي، بالقدر الذي ليس صحيحا ايضا ان الأخير هو الطريق إلى الأول، بل عين الصواب هو ان بقاء لبنان رهن بالاتزان السياسي والتوازن الأمني، وفهم معناه كرسالة وكدور في المنطقة والعالم. والضرورة السياسية القصوى في هذه المرحلة تكمن في التمسك بالوطن والمواطنة وليس بالهويات الضيقة، والالتزام بالديموقراطية نهجا وممارسة وليست كفاصل انتخابي بين محطة وأخرى.
ان النظام السياسي ليس نصوصا او هيكلية، بل هو تعبير عن الحياة الوطنية التي ارتضيناها ونشأنا عليها. هو مؤسسات فاعلة، وظيفتها، لا بل دورها، صياغة العلاقة الحقوقية والانسانية والاخلاقية بين المواطن والدولة، وبناء الثقة من خلال المشاركة الإيجابية في كل مناحي الحياة، ليكون لنا دولة آمنة وليس سلطة أمنية قمعية. وهنا أود ان أطرح عنوانا هاما هو قضية اللاجئين الفلسطينيين والنازحين السوريين التي ترهق البلد، فليس صحيحا تلك العنصرية التي تتبدى من هنا او هناك، وهي خطيرة، كما دعوات التساهل اللامبالية الى حد الاستهتار، ان في الامرين خطورة شديدة، لأنه في الحالتين تخلى المجتمع الدولي عن هاتين القضيتين، وادار ظهره حتى صار الامر استنزافا امنيا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا وديمغرافيا وبيئيا على لبنان واللبنانيين، وان اي سقوط امني في اي مخيم من المخيمات او التجمعات، سواء كانت فلسطينية او سورية، يعني محاولة لتفجير الوطن، لن تمر مهما كانت الذرائع ومهما عظمت التضحيات، وعلى من يتوسل الدم من اجل مناكفات سياسية، ان يعرف ان زمن لبنان الساحة ولى، وانه ممنوع المساس بالأمن اللبناني، وان لا شيء يُبرر إيواء إرهابيين وانغماسيين او السكوت عنهم، بل على العكس من ذلك تماما، فمصلحة اخواننا السوريين او الفلسطينيين تكون بإدراكهم ان امنهم من امن لبنان واللبنانيين.
ايها الحضور الكريم
اننا كلبنانيين معنيون بالالتفاف حول الدولة ومؤسساتها العسكرية والأمنية لتحصين لبنان بوجه التطورات المتسارعة دوليا واقليميا، وبوضع الحوار كآلية وحيدة لا بديل عنها لمعالجة الاختلافات والخلافات السياسية، فدروس التاريخ حاضرة، وكلها أثبتت للجميع عقم محاولة الاستثمار على الوقت او على الخارج وفشلها، وهدفنا يجب ان يتركز على حماية لبنان التنوع ولبنان الرسالة ولبنان العيش الواحد.
ايها الأصدقاء، يا أهل بيروت الاعزاء، اسمحوا لي ان اعبر لكم عن سعادتي واعتزازي في الوقوف بينكم مكرما، وأمامكم مدافعا عن عاصمتنا بيروت، شاكرا لكم حضوركم، مثمنا عاليا مبادرتكم وكل من ساهم في انجاح هذا اللقاء المميز.
عشتم عاشت بيروت وعاش لبنان".
24 آذار 2017
إرسال تعليق