ميشال سليمان أفضل رئيس للجمهورية بعد فؤاد شهاب
كتب حسن صبرا في مجلة الشراع: في جلسة ضمت شخصيات لبنانية بعضها كان في العمل الرسمي وتقاعد، وبعضها في عمل خاص وآخرون في مهن مختلفة، قال سفير سابق للبنان.. إنني أعتبر ان ميشال سليمان هو اهم رئيس جمهورية مر في لبنان بعد فؤاد شهاب.
ومع استحسان الرأي من كثيرين قال أحد الحضور: لكنني أزعم أن الظروف التي مرت على لبنان في عهد سليمان هي أصعب من تلك التي مرت في عهد شهاب. وأردف قائلاً: كان جمال عبد الناصر موجوداً في عهد شهاب وكانت مصر، وكانا داعمين للبنان مؤثرين فيه كثيراً، وكان عبد الناصر يردد للعرب ان للبنان وضعاً خاصاً عليكم ان تراعوه دائماً. ولكن مصر في عهد سليمان كانت مغيبة نفسها – وما زالت – عن اي دور لها في لبنان، وكان هناك توافق أميركي – عربي على دور لبنان كرسالة بين الغرب والشرق..
أما في عهد سليمان فقد كانت مطامع آل الاسد في لبنان سبباً لحروب أهلية مستمرة، ولم يكن في عهد شهاب مشروع فارسي للسيطرة على المشرق العربي والخليج العربي واعتماد لبنان ساحة منازلة لإيران مع خصومها المزعومين.. كما كانت قبل وخلال وبعد عهد سليمان.
قال حاضر آخر: لا تنسوا يا اخوان ان ميشال سليمان هو ابن جبيل، المنطقة التي لم تقدم للبنان سوى الاعتدال والوطنية والتمسك بالسيادة ومُثلها المعروفة في العميد ريمون اده ووريثه في الكتلة الوطنية كارلوس اده.. والدكتور فارس سعيد ورئيس بلدية جبيل زياد حواط وآخرين..
وأضاف أحدهم: لا تنسوا ايضاً الشيخ حسن عواد والدكتور محمود عواد.. فقط من أجل العيش المشترك.. يضحك الجميع.
ميشال سليمان خبره اللبنانيون، مدنيين وعسكريين، خلال قيادته الجيش اللبناني وله فيها ثوابت حمت لبنان وأخرجته من أتون معارك فرضت عليه فرضاً. فقد قاد الجيش بحكمة وحنكة وتحد من اجل الوطن ومواطنيه حين أرسلت استخبارات الاسد شاكر العبسي لإقامة أول إمارة اسلامية في شمالي لبنان، وقد تصدى لها نيابة عن الوطن، وقاتل لإنهاء هذا الكابوس ولتخفيف الخسائر عن الجيش والناس وأهالي مخيم نهر البارد الذي اعتصم فيه العبسي وعصابته المسماة "فتح الإسلام".
كان سليمان عاقلاً وهو يتصل ببشار الاسد المعروف ان استخباراته هي التي أرسلت العبسي من سجونها في دمشق الى لبنان لمعاقبة لبنان على ثورته البيضاء لطرد عصاباته المسماة جيشاً من الوطن المحتل من قبلها لثلاثين سنة.
اتصال قائد الجيش ميشال سليمان برئيس سورية يومها بشار الاسد كان يهدف الى نزع الفتائل وإظهار الحقائق خصوصاً بعد إعلان حليف الاسد في لبنان حسن نصرالله ان مخيم نهر البارد خط أحمر، ولكن سليمان الذي حرر جيشه المخيم من عصابات العبسي والاسد أسقط خط نصرالله نفسه وألزمه الصمت، وهذه بحد ذاتها صفعة لم يتلقاها حزب نصرالله من أحد قبل سليمان وطنياً وأخلاقياً.
اما الأهم فهو ما سبق طرد عصابات الاسد من لبنان إثر ثورة الأرز بعد اغتيال الرئيس المظلوم رفيق الحريري في 14\2\2005، وانفجار ظاهرة 14 آذار في العام نفسه..
كانت 14 آذار 2005 هي مؤشر الربيع العربي الاخضر النقي بثورة الأرز وبياض ثلجه.. وحكمة ميشال سليمان كقائد للجيش حمت هذا الربيع وأزهاره حتى حققت حلمها بالاستقلال وطرد عصابات الاسد التي احتلت وطنها من 1975 حتى 2005، وقد عاثت فيه فساداً واستبداداً وقتلاً وهدراً للكرامات ودوساً للمؤسسات، وسلسلة إغتيالات طالت رئيس جمهورية ورئيس وزراء ومفتياً ورجال دين وقادة أحزاب وإعلام ونواباً وقادة أمنيين ووطنيين..
كان رئيس الجمهورية يومها الممدد له من بشار الاسد اميل لحود يحذر بما يشبه اليقين من شلالات دم ستهدر إذا خرج اللبنانيون بتظاهرة الربيع العربي الأخضر.. وكانت الرسالة موجهة إلى المنتفضين وإلى العماد ميشال سليمان بصفته قائداً للجيش.. لكن سليمان حمل مسؤوليته كاملة وحمى الناس والمؤسسة العسكرية وانتصر الربيع، وعندما شعر ان هناك من سيزحف إلى القصر الجمهوري لإسقاط لحود نفسه سلمياً وعبر التظاهرات حمل مسؤوليته كالعادة وحذر من يهمه الأمر ليمنع حصول الخطأ.. وقد منعه وان كان الخطأ ظل في السلطة حتى نهاية عهده الممدد له قسراً.
حمى سليمان قصر بعبدا رمزاً للرئاسة والمسؤولية الأولى، وما كان يحمي ساكنه.. حتى إذا جاء سليمان بإجماع عربي دولي رئيساً للبنان بعد مؤتمر الدوحة أيار \ مايو 2008، بعد جريمة حزب الله باحتلاله بيروت في 7 أيار \ مايو من العام نفسه..
جاء رئيساً لكل لبنان بروحية الحكمة والعقلانية والوطنية التي كان فيها قائداً للجيش طيلة 9 سنوات ونيف، وأكملها رئيساً للجمهورية طيلة 6 سنوات.
كان سليمان في قصر بعبدا قائداً مدنياً للمبادرات السياسية الكبرى في الحوار وقراراته الوطنية بـ"إعلان بعبدا"، بالنأي عن النفس، بالدفع نحو استراتيجية دفاع وطنية تحمي لبنان ولا تترك مصيره في يد حزب يوالي دولة أجنبية، بل هو صنيعتها، وعندما رفع هذا الحزب واسمه "حزب الله" شعاراً عجيباً بإسم ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة تصدى له ميشال سليمان نفسه ابن الشعب ورئيسه وقائد جيشه المقاوم واصفاً هذه الثلاثية بأنها خشبية، لينهال عليه غضب الحزب وميليشياته الاعلامية والسياسية والنيابية والمذهبية.. رغم ان هذا الحزب كان استند إلى تفاهم أغرب وأعجب مع قائد جيش سابق اسمه ميشال عون أصبح بعده رئيساً للجمهورية.
ويقيناً لو أراد ميشال سليمان تقليد عون في هذا التفاهم الغريب العجيب لكان هو رئيساً للجمهورية حتى الآن.. لكنه اختار العمل المؤسسي واحترام الدستور والميثاقية والناس واحترم نفسه ورفض مشروع "حزب الله" ورفض الكرسي وهو يعلم انه لن يعود رئيساً – على الأقل عندما انتهت ولايته عام 2014.
ميشال سليمان الآن.. ليس رئيساً سابقاً للجمهورية.. بل رئيس للمبادرات الوطنية، وهو إذ اعتمد مؤسسة الجمهورية عملاً نخبوياً وطنياً – فإنه حاضراً نموذج جعلت اسمه وتاريخه عنوان جلسة حوار عفوية وطنية أكد فيها انه أهم رئيس للجمهورية في لبنان بعد فؤاد شهاب.. وعود على بدء.
ومع استحسان الرأي من كثيرين قال أحد الحضور: لكنني أزعم أن الظروف التي مرت على لبنان في عهد سليمان هي أصعب من تلك التي مرت في عهد شهاب. وأردف قائلاً: كان جمال عبد الناصر موجوداً في عهد شهاب وكانت مصر، وكانا داعمين للبنان مؤثرين فيه كثيراً، وكان عبد الناصر يردد للعرب ان للبنان وضعاً خاصاً عليكم ان تراعوه دائماً. ولكن مصر في عهد سليمان كانت مغيبة نفسها – وما زالت – عن اي دور لها في لبنان، وكان هناك توافق أميركي – عربي على دور لبنان كرسالة بين الغرب والشرق..
أما في عهد سليمان فقد كانت مطامع آل الاسد في لبنان سبباً لحروب أهلية مستمرة، ولم يكن في عهد شهاب مشروع فارسي للسيطرة على المشرق العربي والخليج العربي واعتماد لبنان ساحة منازلة لإيران مع خصومها المزعومين.. كما كانت قبل وخلال وبعد عهد سليمان.
قال حاضر آخر: لا تنسوا يا اخوان ان ميشال سليمان هو ابن جبيل، المنطقة التي لم تقدم للبنان سوى الاعتدال والوطنية والتمسك بالسيادة ومُثلها المعروفة في العميد ريمون اده ووريثه في الكتلة الوطنية كارلوس اده.. والدكتور فارس سعيد ورئيس بلدية جبيل زياد حواط وآخرين..
وأضاف أحدهم: لا تنسوا ايضاً الشيخ حسن عواد والدكتور محمود عواد.. فقط من أجل العيش المشترك.. يضحك الجميع.
ميشال سليمان خبره اللبنانيون، مدنيين وعسكريين، خلال قيادته الجيش اللبناني وله فيها ثوابت حمت لبنان وأخرجته من أتون معارك فرضت عليه فرضاً. فقد قاد الجيش بحكمة وحنكة وتحد من اجل الوطن ومواطنيه حين أرسلت استخبارات الاسد شاكر العبسي لإقامة أول إمارة اسلامية في شمالي لبنان، وقد تصدى لها نيابة عن الوطن، وقاتل لإنهاء هذا الكابوس ولتخفيف الخسائر عن الجيش والناس وأهالي مخيم نهر البارد الذي اعتصم فيه العبسي وعصابته المسماة "فتح الإسلام".
كان سليمان عاقلاً وهو يتصل ببشار الاسد المعروف ان استخباراته هي التي أرسلت العبسي من سجونها في دمشق الى لبنان لمعاقبة لبنان على ثورته البيضاء لطرد عصاباته المسماة جيشاً من الوطن المحتل من قبلها لثلاثين سنة.
اتصال قائد الجيش ميشال سليمان برئيس سورية يومها بشار الاسد كان يهدف الى نزع الفتائل وإظهار الحقائق خصوصاً بعد إعلان حليف الاسد في لبنان حسن نصرالله ان مخيم نهر البارد خط أحمر، ولكن سليمان الذي حرر جيشه المخيم من عصابات العبسي والاسد أسقط خط نصرالله نفسه وألزمه الصمت، وهذه بحد ذاتها صفعة لم يتلقاها حزب نصرالله من أحد قبل سليمان وطنياً وأخلاقياً.
اما الأهم فهو ما سبق طرد عصابات الاسد من لبنان إثر ثورة الأرز بعد اغتيال الرئيس المظلوم رفيق الحريري في 14\2\2005، وانفجار ظاهرة 14 آذار في العام نفسه..
كانت 14 آذار 2005 هي مؤشر الربيع العربي الاخضر النقي بثورة الأرز وبياض ثلجه.. وحكمة ميشال سليمان كقائد للجيش حمت هذا الربيع وأزهاره حتى حققت حلمها بالاستقلال وطرد عصابات الاسد التي احتلت وطنها من 1975 حتى 2005، وقد عاثت فيه فساداً واستبداداً وقتلاً وهدراً للكرامات ودوساً للمؤسسات، وسلسلة إغتيالات طالت رئيس جمهورية ورئيس وزراء ومفتياً ورجال دين وقادة أحزاب وإعلام ونواباً وقادة أمنيين ووطنيين..
كان رئيس الجمهورية يومها الممدد له من بشار الاسد اميل لحود يحذر بما يشبه اليقين من شلالات دم ستهدر إذا خرج اللبنانيون بتظاهرة الربيع العربي الأخضر.. وكانت الرسالة موجهة إلى المنتفضين وإلى العماد ميشال سليمان بصفته قائداً للجيش.. لكن سليمان حمل مسؤوليته كاملة وحمى الناس والمؤسسة العسكرية وانتصر الربيع، وعندما شعر ان هناك من سيزحف إلى القصر الجمهوري لإسقاط لحود نفسه سلمياً وعبر التظاهرات حمل مسؤوليته كالعادة وحذر من يهمه الأمر ليمنع حصول الخطأ.. وقد منعه وان كان الخطأ ظل في السلطة حتى نهاية عهده الممدد له قسراً.
حمى سليمان قصر بعبدا رمزاً للرئاسة والمسؤولية الأولى، وما كان يحمي ساكنه.. حتى إذا جاء سليمان بإجماع عربي دولي رئيساً للبنان بعد مؤتمر الدوحة أيار \ مايو 2008، بعد جريمة حزب الله باحتلاله بيروت في 7 أيار \ مايو من العام نفسه..
جاء رئيساً لكل لبنان بروحية الحكمة والعقلانية والوطنية التي كان فيها قائداً للجيش طيلة 9 سنوات ونيف، وأكملها رئيساً للجمهورية طيلة 6 سنوات.
كان سليمان في قصر بعبدا قائداً مدنياً للمبادرات السياسية الكبرى في الحوار وقراراته الوطنية بـ"إعلان بعبدا"، بالنأي عن النفس، بالدفع نحو استراتيجية دفاع وطنية تحمي لبنان ولا تترك مصيره في يد حزب يوالي دولة أجنبية، بل هو صنيعتها، وعندما رفع هذا الحزب واسمه "حزب الله" شعاراً عجيباً بإسم ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة تصدى له ميشال سليمان نفسه ابن الشعب ورئيسه وقائد جيشه المقاوم واصفاً هذه الثلاثية بأنها خشبية، لينهال عليه غضب الحزب وميليشياته الاعلامية والسياسية والنيابية والمذهبية.. رغم ان هذا الحزب كان استند إلى تفاهم أغرب وأعجب مع قائد جيش سابق اسمه ميشال عون أصبح بعده رئيساً للجمهورية.
ويقيناً لو أراد ميشال سليمان تقليد عون في هذا التفاهم الغريب العجيب لكان هو رئيساً للجمهورية حتى الآن.. لكنه اختار العمل المؤسسي واحترام الدستور والميثاقية والناس واحترم نفسه ورفض مشروع "حزب الله" ورفض الكرسي وهو يعلم انه لن يعود رئيساً – على الأقل عندما انتهت ولايته عام 2014.
ميشال سليمان الآن.. ليس رئيساً سابقاً للجمهورية.. بل رئيس للمبادرات الوطنية، وهو إذ اعتمد مؤسسة الجمهورية عملاً نخبوياً وطنياً – فإنه حاضراً نموذج جعلت اسمه وتاريخه عنوان جلسة حوار عفوية وطنية أكد فيها انه أهم رئيس للجمهورية في لبنان بعد فؤاد شهاب.. وعود على بدء.
حسن صبرا – مجلة الشراع – 27 آذار 2017
إرسال تعليق