0
بعد حديث الرئىس ميشال عون الى فضائية مصرية اثناء زيارته مصر، حول ان الجيش اللبناني في وضعه الحالي غير قادر على مواجهة اي عدوان اسرائيلي، وبالتالي يمكن الاعتماد على المقاومة الاسلامية التي لا يتعارض سلاحها مع الجيش والدولة، تخوّف كثير من اللبنانيين، ان ينعكس حديث عون على العلاقات اللبنانية ـ العربية، وتحديداً دول الخليج التي تناولها امين عام حزب الله، خصوصاً السعودية والامارات العربية، بالانتقاد والاتهامات، والتعاون مع الولايات المتحدة واسرائيل، والاعتداء على دولة اليمن وشعبها، كما قد ينعكس على علاقات لبنان مع الولايات المتحدة الاميركية، المصدر الوحيد تقريباً لتعزيز الجيش اللبناني بالسلاح والعتاد، وقد اغتنم الرئىس عون زيارة رئىس لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الى لبنان مؤخراً، فدعا الولايات المتحدة الى تعزيز الجيش وتقويته ليتحمّل عبء مواجهة الارهاب «الداعشي» واي عدوان على لبنان، ويبدو ان دعوة عون لقيت آذاناً صاغية في واشنطن، فاعلن ان قائد القيادة المركزية الاميركية الجنرال جوزف فوتيل، سيصل بيروت اليوم على رأس وفد كبير من الجنرالات والخبراء، في مهمة لم تعلن تفاصيلها، ولكن بالتأكيد لها علاقة بالبحث في حاجات الجيش اللبناني اولاً، ومناقشة تداعيات المواجهة الاميركية ـ الايرانية على لبنان في حال وقوعها ثانياً، اما بالنسبة الى زيارة الرئىس الفلسطيني محمود عباس، فلم يعرف بعد على ماذا اتفق الرئيسان اللبناني والفلسطيني بالنسبة الى وضع المخيمات الفلسطينية ودورها، خصوصاً في حال حصول احداث امنية، او مواجهة بين اسرائيل وحزب الله، الا ان اللافت ان عضو اللجنة المركزية لمنظمة «فتح» عزام الاحمد، كشف انه «لا يمانع» في دخول الجيش الى مخيم عين الحلوة او اي مخيم آخر، ردّاً على ما قاله الرئيس عون بأن اوضاع المخيمات تتطلب اخذ اجراءات تنظيمية وميدانية، لتستقيم الامور بين المخيمات ومحيطها والدولة اللبنانية، في حين ان الرئىس عباس، أكد ان مصير ارهابيي المخيمات الذوبان، بعد المتغيّرات في سوريا والعراق.
 
قد يكون لزيارة عباس علاقة بالتحرّك الاميركي وقد لا يكون، لكن شيئاً غير عادي يدور في المنطقة، لبنان جزء منه، وفي مثل هذه القضايا الكبيرة التي تطرح منذ مدّة على شكل تسريبات او بالونات جسّ نبض، لا دور للدول الصغيرة مثل لبنان سوى حماية رأسها ووجودها، وذلك يكون بوعي ما يدور ويرسم لدول المنطقة، واخذ المتغيّرات بكثير من الجدّية والتعاون والتضامن بين المكوّنات الطائفية والسياسية، وبين الشعب والدولة ومؤسساتها، وعدم الغرق بمماحكات وتسجيل نقاط، والجنوح نحو مواقف استفزازية داخلياً وخارجياً، والاهم من كل هذا توفير الدعم للجيش ولقوى الأمن، تمويلاً، بوقف الهدر والفساد والمحاصصة، وثقة، بتقدير دورهما وتضحياتهما، وعوناً، بحماية ظهرهما من اي طابور خامس، وتسليماً بقدرتهما على حماية لبنان وشعبه، وتحصيناً بإبعاد لبنان عن سياسة المحاور وعن الحرب الفاترة حتى الآن، التي تدور في منطقتنا والعالم.

في هذا السياق من المفيد استعارة ما قاله وزير الشؤون الاجتماعية بيار بو عاصي في حديث «لاذاعة الشرق» عندما سئل عن مصير الهبة السعودية للجيش اللبناني حيث قال «الثقة بلبنان وبالقيادتين السياسية والعسكرية، تعجّل بالهبة السعودية»... اللبيب من الاشارة يفهم.

فؤاد أبو زيد - "الديار" - 27 شباط 2017

إرسال تعليق

 
Top