خلف الأبنية الكئيبة والمتلاصقة، تختبئ مدينة طرابلس. تطلّ بخفرٍ من بين الأزقة المزدحمة، لتكشف عن تاريخ وحضارةٍ «مطمورين» بالإهمال. لا يُمكن الاعتماد على كثافة انتشار صور السياسيين لمعرفة إن كانت الحملات الانتخابية قد انطلقت في المدينة. فهذه الصور مرفوعة بشكلٍ دائم. ولكن الحديث عن السياسيين والانتخابات لا يغيب عن ألسن الطرابلسيين.
يملك يحيى محلاً لبيع الألبسة في سوق القمح المُرمّم حديثاً من قبل جمعية العزم (التابعة للرئيس نجيب ميقاتي). «أنا مع بيت كرامي بالأول»، يُعلن ابن باب الحديد السبعيني. استناداً إلى «سَمَعي الكتير منيح، يُقال إنّ تحالفاً سيتم بين ميقاتي و(الوزير أشرف) ريفي. الأول لم يوقف الخدمات والثاني ابن هذه البيئة، في حين أنّ آل الحريري تراجعت شعبيتهم كثيراً وليس لديهم مساعدات». جاره في محلّه لبيع الحبوب يختصر الحديث بجملةٍ واحدة: «لفّيهم كلّهم وحطيهم بالنار. لا انتخبت ولا بدي انتخب».
في «طلعة الكواع» المؤدية إلى القبة من جهة وشارع سوريا يساراً، يجلس رجلٌ من القبّة وإلى جانبه صديقه الذي سينتخب تيار المستقبل «لأن (رئيس الحكومة) سعد هو ابن رفيق الحريري». أما الأول، فيظهر من حديثه أنه يؤيد ميقاتي، «هو قدوة وله فضل على البلد. من تحالف معهم في البلدية حرقوه. التحالف الأقوى هو بين ميقاتي وريفي». يتطابق كلام عدد من أبناء طرابلس عن هذا التحالف مع ما يشيعه عضو في فريق عمل ريفي بأنّ «جمهورنا يقول نعم لميقاتي ولا للحريري، وجمهور ميقاتي يقول نعم لريفي ولا لـ(فيصل) كرامي».
التعب البادي على الوجوه في أسواق طرابلس القديمة يُثقل الروح. ولا خجل من الحديث عن تأثير المال الانتخابي لأنّ «الفقر مجرم يا بنتي». لا يجد عيد، موظف الدولة المتقاعد والذي يجلس في شارع الحرية، من حلّ سوى «مقاطعة الانتخابات». ينتقد الجميع: «ميقاتي لديه شلّة يساعدها فيحبّونه. ريفي فشل مجلسه البلدي. أما تيار المستقبل فلا يفعل شيئاً». لابن حيّ النوري، الذي يملك محلاً لتصليح الالكترونيات بالكاد يتسع له، رأيٌ آخر. يُعلّق صورة ريفي لأنه «يتكلم باسمنا ضدّ الاحتلال السوري (!) ويقف مع الفقراء». الإحباط في الشارع الطرابلسي يتوسع ليشمل أيضاً الأزمة السورية. الحديث عنها بدأ يأخذ منحى آخر بعد معركة حلب. تبيّن أنّ «الثورة غيّرت هدفها واستنزفتنا لسنوات طويلة. لماذا نبقى إذاً صندوق بريد؟». لا يعني ذلك القبول بالرئيس السوري بشار الأسد، ولكن تعزيز «خيار النأي بالنفس». حتى ريفي، «رأس حربة» المواجهة مع النظام السوري، يوافق، رداً على سؤال، على أنّ الشارع الطرابلسي «بدأ منذ فترة يتغيّر» في ما خصّ سوريا. يرى وزير العدل السابق أن الشام «على أبواب حلّ سياسي. وإعادة إعمار شمال سوريا ستكون من خلال طرابلس، ما سينعكس إيجاباً على الوضع الاقتصادي في المدينة. دورنا أن نُسهّل أعمال كلّ مستثمر». ماذا سيتبقى إذاً من خطاب ريفي؟ «خطابي ثابت وله علاقة بالصراع في المنطقة».
شعارات اللواء المتقاعد، وتواصله مع الناس، تبدو ذخيرته الأولى في مرحلة التمهيد للحملة الانتخابية. لكن الاستعدادات، لدى جميع القوى، تسير بوتيرة أبطأ في انتظار القانون الانتخابي الجديد.
يبدأ «ناشط سياسي» طرابلسي بالقول إنّه وفق ميزان القوى، «ميقاتي هو بيضة قبان اللائحة، الذي يحلّ جزءاً من الأزمة الاجتماعية عبر خدماته». ريفي «الثاني بسبب خطابه، ولا يزال يُمثل العصبية الطرابلسية. ترتفع أسهمه كلّما مارس تيار المستقبل الكيدية ضدّه». أما «المستقبل ففَقَد هيبته السياسيّة والمادية». غالبية استطلاعات الرأي تُظهر ذلك: ميقاتي يسبق ريفي بنقاط قليلة لا تتجاوز «هامش الخطأ»، أو العكس. والحريري ثالثهما. ووفق معلومات «الناشط»، فإنّ «الثلاثة يبحثون عن مرشحين يملكون المال وآخرين من المناطق الشعبية حيث الخزان الانتخابي». من هنا يبرز اسم «محمود الإدلبي للترشح على لائحة ميقاتي وأحمد المرج أو خالد صبح على لائحة ريفي».
تنفي مصادر ميقاتي المعلومات عن أسماء المرشحين، «لا يُمكن أن نأتي بأشخاص غير معروفين في معركة مصيرية، فضلاً عن أنّه لا شيء يُحسم قبل معرفة القانون». في هذا الوقت بدأت في تيار العزم مرحلة جديدة من التعامل مع الناخبين، «ندخل إلى بيوت لم ندخلها سابقاً ونلقى تجاوباً». واضح أنّ الشعرة التي كانت تربط ميقاتي بالحريري قُطعت، «نخوض معركة إثبات أنّ المستقبل لا يمثل وحده الطائفة السنية». ماذا لو تدخّلت السعودية؟ ترد المصادر بأنّ ميقاتي «ردّ الجميل للسعوديين وآل الحريري وانتهينا». مقابل «تراجع تيار المستقبل، الوحيد الذي لا نعرف قوته هو ريفي». تعتبر مصادر «العزم» أنّه شدّ العصب حوله من جديد «بعد أن سُحبت منه المواكبة وخلافه مع الوزير نهاد المشنوق البيروتي والمتهم في طرابلس بأنه مع حزب الله».
بحسب القيادي في «العزم» مصطفى آغا، هدف ميقاتي هو «تشكيل كتلة نيابية، إذا تحقق الهدف بلا معركة، كان به. وإن كان لا بُدّ من المعركة، فلا مشكلة». حالياً، «نحن في المعركة وحدنا، ولكن الرئيس لا يُقفل الباب على الحوار مع أحد». يُفرّق آغا بين حسابات البلدية وحسابات النيابة، «لسنا ضدّ الحريري، ولكن لماذا نتحالف معه؟ هل كان مُنسجماً مع مبادئ وطروحات فريقه في التسوية الرئاسية؟». التحالفات غير محسومة، حتى مع كرامي، رغم أنه «أكثر المقرّبين إلينا».
على مقلب ريفي، ينفي أيضاً عضو في فريق عمله الأسماء المطروحة من المناطق الشعبية كمرشحين محتملين على لائحته: «لن نُرشّح أعضاءً في البلدية أو مرشحين راسبين». لا يرى أنّ «بروباغندا فشل المجلس البلدي» تؤثر سلباً على ريفي، «ما يؤثر علينا هي لعبة الاستخبارات».
الهجوم على التيار الأزرق موجود أيضاً في كلام عضو فريق عمل ريفي: «لا يقدّمون الخدمات وانتخابات المكتب السياسي كانت دون المطلوب». النتيجة، «لا مصالحة مع المستقبل. خلاف ذلك، كل الاحتمالات مفتوحة في الانتخابات». بعد أن افتتح ريفي ماكينته الانتخابية، «خفّت حركتنا لأن في ذلك استهلاكاً ما دمنا لا نعرف متى الانتخابات». مشكلة أخرى يعاني منها هي التمويل، «من دونه لا يُمكن أن نُرشّح أحداً»، بحسب المصدر. كيف سيتأمن؟ يقول ريفي لـ»الأخبار» إنّ التمويل سيكون «عبر صندوق مساهمات. وستُكلفنا الانتخابات، بحدّها الأقصى، 5 ملايين دولار». هل يكون بهاء الحريري الراعي الرسمي؟ «في النهاية، بهاء هو الأخ الأكبر لسعد». يؤكد اللواء إنه «سيكون لي 8 مرشحين. العمل خفّ في الفترة الأخيرة، ولكن التواصل دائم مع الناس». وبرأيه، «أنا أُمثّل المناطق الشعبية. إذا وجدنا مرشحاً آخر، لا مانع».
اللائحة الثالثة عمادها تيار المستقبل، بالتحالف مع النائب محمد الصفدي كما ينتشر في طرابلس. منسّق التيار، ناصر عدره، يقول إنّ «التحالفات والمرشحين يُحددهم الرئيس الحريري». الماكينة الزرقاء «لم تنطلق بانتظار إقرار القانون. وبعد الانتخابات الداخلية، سيكون هناك خطة لإعادة التواصل مع الشارع. لم يعد بإمكاننا أن لا نستمع إلى القاعدة الشعبية». يُصرّ عدره على أنّ تياره «لم يخرج عن الثوابت»، ولكنه يعيد الأصداء السلبية في الشارع ضدّه إلى «الحملة التي تشنّها الأطراف كافة بهدف إضعافنا. وممكن أن يكون شحّ الخدمات قد أثّر قليلاً». لن يُغيّر «المستقبل» في خطابه، «المرحلة تقتضي عدم التشنّج».
النيابة في طرابلس «معركة وجودية» لتيار المستقبل الذي يواجه قوة ميقاتي الخدماتية وقوة ريفي الذي يقبض على العصب الشعبي. حتى اللحظة، لا يوجد تحالف صريح بين ميقاتي وريفي، إلا أنّ أُسسه موجودة. الشارع، بنسبة كبيرة منه، يرتاح إلى هذه الثنائية. وخدماتياً، يُلبّي مكتب ميقاتي الطلبات التي يُرسلها إليه مكتب ريفي ويكون الأخير عاجزاً عن القيام بها. من غير المعروف بعد إن كان الأمر سيتطور إلى تحالف انتخابي. ولكن، حتى تبلور الأمور، سيستمر الاثنان في «ابتزاز» الحريري بإمكانية توحّدهما ضدّه. الخلاصة أن أيام الحريري الطرابلسية لن تكون مفروشة بالورود.
يملك يحيى محلاً لبيع الألبسة في سوق القمح المُرمّم حديثاً من قبل جمعية العزم (التابعة للرئيس نجيب ميقاتي). «أنا مع بيت كرامي بالأول»، يُعلن ابن باب الحديد السبعيني. استناداً إلى «سَمَعي الكتير منيح، يُقال إنّ تحالفاً سيتم بين ميقاتي و(الوزير أشرف) ريفي. الأول لم يوقف الخدمات والثاني ابن هذه البيئة، في حين أنّ آل الحريري تراجعت شعبيتهم كثيراً وليس لديهم مساعدات». جاره في محلّه لبيع الحبوب يختصر الحديث بجملةٍ واحدة: «لفّيهم كلّهم وحطيهم بالنار. لا انتخبت ولا بدي انتخب».
في «طلعة الكواع» المؤدية إلى القبة من جهة وشارع سوريا يساراً، يجلس رجلٌ من القبّة وإلى جانبه صديقه الذي سينتخب تيار المستقبل «لأن (رئيس الحكومة) سعد هو ابن رفيق الحريري». أما الأول، فيظهر من حديثه أنه يؤيد ميقاتي، «هو قدوة وله فضل على البلد. من تحالف معهم في البلدية حرقوه. التحالف الأقوى هو بين ميقاتي وريفي». يتطابق كلام عدد من أبناء طرابلس عن هذا التحالف مع ما يشيعه عضو في فريق عمل ريفي بأنّ «جمهورنا يقول نعم لميقاتي ولا للحريري، وجمهور ميقاتي يقول نعم لريفي ولا لـ(فيصل) كرامي».
التعب البادي على الوجوه في أسواق طرابلس القديمة يُثقل الروح. ولا خجل من الحديث عن تأثير المال الانتخابي لأنّ «الفقر مجرم يا بنتي». لا يجد عيد، موظف الدولة المتقاعد والذي يجلس في شارع الحرية، من حلّ سوى «مقاطعة الانتخابات». ينتقد الجميع: «ميقاتي لديه شلّة يساعدها فيحبّونه. ريفي فشل مجلسه البلدي. أما تيار المستقبل فلا يفعل شيئاً». لابن حيّ النوري، الذي يملك محلاً لتصليح الالكترونيات بالكاد يتسع له، رأيٌ آخر. يُعلّق صورة ريفي لأنه «يتكلم باسمنا ضدّ الاحتلال السوري (!) ويقف مع الفقراء». الإحباط في الشارع الطرابلسي يتوسع ليشمل أيضاً الأزمة السورية. الحديث عنها بدأ يأخذ منحى آخر بعد معركة حلب. تبيّن أنّ «الثورة غيّرت هدفها واستنزفتنا لسنوات طويلة. لماذا نبقى إذاً صندوق بريد؟». لا يعني ذلك القبول بالرئيس السوري بشار الأسد، ولكن تعزيز «خيار النأي بالنفس». حتى ريفي، «رأس حربة» المواجهة مع النظام السوري، يوافق، رداً على سؤال، على أنّ الشارع الطرابلسي «بدأ منذ فترة يتغيّر» في ما خصّ سوريا. يرى وزير العدل السابق أن الشام «على أبواب حلّ سياسي. وإعادة إعمار شمال سوريا ستكون من خلال طرابلس، ما سينعكس إيجاباً على الوضع الاقتصادي في المدينة. دورنا أن نُسهّل أعمال كلّ مستثمر». ماذا سيتبقى إذاً من خطاب ريفي؟ «خطابي ثابت وله علاقة بالصراع في المنطقة».
شعارات اللواء المتقاعد، وتواصله مع الناس، تبدو ذخيرته الأولى في مرحلة التمهيد للحملة الانتخابية. لكن الاستعدادات، لدى جميع القوى، تسير بوتيرة أبطأ في انتظار القانون الانتخابي الجديد.
يبدأ «ناشط سياسي» طرابلسي بالقول إنّه وفق ميزان القوى، «ميقاتي هو بيضة قبان اللائحة، الذي يحلّ جزءاً من الأزمة الاجتماعية عبر خدماته». ريفي «الثاني بسبب خطابه، ولا يزال يُمثل العصبية الطرابلسية. ترتفع أسهمه كلّما مارس تيار المستقبل الكيدية ضدّه». أما «المستقبل ففَقَد هيبته السياسيّة والمادية». غالبية استطلاعات الرأي تُظهر ذلك: ميقاتي يسبق ريفي بنقاط قليلة لا تتجاوز «هامش الخطأ»، أو العكس. والحريري ثالثهما. ووفق معلومات «الناشط»، فإنّ «الثلاثة يبحثون عن مرشحين يملكون المال وآخرين من المناطق الشعبية حيث الخزان الانتخابي». من هنا يبرز اسم «محمود الإدلبي للترشح على لائحة ميقاتي وأحمد المرج أو خالد صبح على لائحة ريفي».
تنفي مصادر ميقاتي المعلومات عن أسماء المرشحين، «لا يُمكن أن نأتي بأشخاص غير معروفين في معركة مصيرية، فضلاً عن أنّه لا شيء يُحسم قبل معرفة القانون». في هذا الوقت بدأت في تيار العزم مرحلة جديدة من التعامل مع الناخبين، «ندخل إلى بيوت لم ندخلها سابقاً ونلقى تجاوباً». واضح أنّ الشعرة التي كانت تربط ميقاتي بالحريري قُطعت، «نخوض معركة إثبات أنّ المستقبل لا يمثل وحده الطائفة السنية». ماذا لو تدخّلت السعودية؟ ترد المصادر بأنّ ميقاتي «ردّ الجميل للسعوديين وآل الحريري وانتهينا». مقابل «تراجع تيار المستقبل، الوحيد الذي لا نعرف قوته هو ريفي». تعتبر مصادر «العزم» أنّه شدّ العصب حوله من جديد «بعد أن سُحبت منه المواكبة وخلافه مع الوزير نهاد المشنوق البيروتي والمتهم في طرابلس بأنه مع حزب الله».
بحسب القيادي في «العزم» مصطفى آغا، هدف ميقاتي هو «تشكيل كتلة نيابية، إذا تحقق الهدف بلا معركة، كان به. وإن كان لا بُدّ من المعركة، فلا مشكلة». حالياً، «نحن في المعركة وحدنا، ولكن الرئيس لا يُقفل الباب على الحوار مع أحد». يُفرّق آغا بين حسابات البلدية وحسابات النيابة، «لسنا ضدّ الحريري، ولكن لماذا نتحالف معه؟ هل كان مُنسجماً مع مبادئ وطروحات فريقه في التسوية الرئاسية؟». التحالفات غير محسومة، حتى مع كرامي، رغم أنه «أكثر المقرّبين إلينا».
على مقلب ريفي، ينفي أيضاً عضو في فريق عمله الأسماء المطروحة من المناطق الشعبية كمرشحين محتملين على لائحته: «لن نُرشّح أعضاءً في البلدية أو مرشحين راسبين». لا يرى أنّ «بروباغندا فشل المجلس البلدي» تؤثر سلباً على ريفي، «ما يؤثر علينا هي لعبة الاستخبارات».
الهجوم على التيار الأزرق موجود أيضاً في كلام عضو فريق عمل ريفي: «لا يقدّمون الخدمات وانتخابات المكتب السياسي كانت دون المطلوب». النتيجة، «لا مصالحة مع المستقبل. خلاف ذلك، كل الاحتمالات مفتوحة في الانتخابات». بعد أن افتتح ريفي ماكينته الانتخابية، «خفّت حركتنا لأن في ذلك استهلاكاً ما دمنا لا نعرف متى الانتخابات». مشكلة أخرى يعاني منها هي التمويل، «من دونه لا يُمكن أن نُرشّح أحداً»، بحسب المصدر. كيف سيتأمن؟ يقول ريفي لـ»الأخبار» إنّ التمويل سيكون «عبر صندوق مساهمات. وستُكلفنا الانتخابات، بحدّها الأقصى، 5 ملايين دولار». هل يكون بهاء الحريري الراعي الرسمي؟ «في النهاية، بهاء هو الأخ الأكبر لسعد». يؤكد اللواء إنه «سيكون لي 8 مرشحين. العمل خفّ في الفترة الأخيرة، ولكن التواصل دائم مع الناس». وبرأيه، «أنا أُمثّل المناطق الشعبية. إذا وجدنا مرشحاً آخر، لا مانع».
اللائحة الثالثة عمادها تيار المستقبل، بالتحالف مع النائب محمد الصفدي كما ينتشر في طرابلس. منسّق التيار، ناصر عدره، يقول إنّ «التحالفات والمرشحين يُحددهم الرئيس الحريري». الماكينة الزرقاء «لم تنطلق بانتظار إقرار القانون. وبعد الانتخابات الداخلية، سيكون هناك خطة لإعادة التواصل مع الشارع. لم يعد بإمكاننا أن لا نستمع إلى القاعدة الشعبية». يُصرّ عدره على أنّ تياره «لم يخرج عن الثوابت»، ولكنه يعيد الأصداء السلبية في الشارع ضدّه إلى «الحملة التي تشنّها الأطراف كافة بهدف إضعافنا. وممكن أن يكون شحّ الخدمات قد أثّر قليلاً». لن يُغيّر «المستقبل» في خطابه، «المرحلة تقتضي عدم التشنّج».
النيابة في طرابلس «معركة وجودية» لتيار المستقبل الذي يواجه قوة ميقاتي الخدماتية وقوة ريفي الذي يقبض على العصب الشعبي. حتى اللحظة، لا يوجد تحالف صريح بين ميقاتي وريفي، إلا أنّ أُسسه موجودة. الشارع، بنسبة كبيرة منه، يرتاح إلى هذه الثنائية. وخدماتياً، يُلبّي مكتب ميقاتي الطلبات التي يُرسلها إليه مكتب ريفي ويكون الأخير عاجزاً عن القيام بها. من غير المعروف بعد إن كان الأمر سيتطور إلى تحالف انتخابي. ولكن، حتى تبلور الأمور، سيستمر الاثنان في «ابتزاز» الحريري بإمكانية توحّدهما ضدّه. الخلاصة أن أيام الحريري الطرابلسية لن تكون مفروشة بالورود.
ليا القزي - "الأخبار" - 22 شباط 2017
إرسال تعليق