0
حتى الساعة لم تطأ قدما النائب سليمان فرنجية قصر بعبدا ولا يبدو في الافق ما يوحي بترجله يوماً قريباً في القصر الجمهوري فلا هو عازم على المجيء ولا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون سيوجه له دعوة حسب ما اوحت مصادر المردة منذ اكثر من شهرين كشرط لفرنجية كي يزور رئيس البلاد، وفي كلا الحالتين ومع المعرفة الحثيثة بطباع الرجلين لا توجد بارقة امل في جمع زعيم مسيحي برئيس للجمهورية. ولا شك ان نقول مصادر مسيحية عليمة ان المعول عليهم للقيام بوساطة قد جربوا حظوظهم ولكن ما من نتيجة تذكر حتى الآن وتشرح هذه المصادر عن الاطراف التي حاولت التقريب بين وجهات النظر وفق التالي:

اولاً: البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي يعمل في العلن والخفاء على جمع الرجلين وفق صيغ معينة وتعتبر مصادر الصرح البطريركي ان الراعي يقوم بهذا المسعى بتكليف او من دونه وفق رسالته الدينية والوطنية وشعار تسلمه البطريركية الذ يتمثل بكلمتين: شركة ومحبة ومن هذا المنطلق لم يترك البطريرك فرصة او وسيط مساعد للقيام بهذه المهمة، وكانت اجوبة الطرفين تتمحور حول عدم وجود اختلاف في النظرة الاستراتيجية الوطنية ولا لمستقبل الوطن والشراكة بين كافة مكوناته ولا حتى عداء شخصي مستحكم بين الرئيس وفرنجية ليتمحور الخلاف من اساسه حول ما قاله رئيس تيار المردة في اكثر من مقابلة تلفزيونية عن العماد ميشال عون قبل ان يصبح رئيساً للجمهورية واعتباره كلاماً لا يمكن القبول به من قبل مصادر التيار الوطني الحر التي تضيف: ان غبطة البطريرك حاول المساعدة في فترات عديدة واطراف آخرين الا ان وضع الشروط كان ابرز سمات الخلاف خصوصاً بعدما مدّ رئيس البلاد يده للجميع وحتى اخصامه للوصول الى اجماع ان دور البطريرك الراعي حسب المصادر المسيحية سوف يستكمل في كل لحظة وعند كل لقاء ان كان من خلاله شخصياً او موفدين من قبله.
ثانياً: لا يبدو ان حزب الله قد تكللت مساعيه باي نجاح يذكر بل وحسب المصادر المسيحية فان الامور ذاهبة نحو التأزم والتوتر بشكل علني دون حاجة للاقنعة، وما ينطبق على حزب الله يتوازى مع مساعي الرئيس نبيه بري الذي اصبحت علاقته جيدة بالتيار الوطني الحر وحكماً مع النائب سليمان فرنجية فان مقولة «خالي الوفاض» تصح على الواقع القائم بين المردة والتيار الوطني الحر وهي سلبية بامتياز وطاغية على كافة تحركات الطرفين واكثر الدلالات على هذا التأزم هي التصاريح المباشرة التي جرت بين الوزير جبران باسيل والنائب سليمان فرنجية حين وصف الاخير قانون الانتخاب الذي عمل عليه باسيل انه معقد ليرد رئيس التيار الوطني بانه «يتفهم ان يكون هناك من لا يفهم بالارقام»، كما ان الوزير السابق يوسف سعادة كان واضحاً حينما قال: «يمكن ان يكون قد نشأ لدى البعض حين تحدث عن عقل واسع وخلاف يتسلق المنابر ويملأ الشاشات ويفرّخ كل يوم قانوناً على قياسه» واعطى سعاده باسيل تشبيهاً حين وصف باسيل «بالطاووس» حتى ولو لم يسمّه في حين قاطع فرنجية الاستشارات النيابية في قصر بعبدا وهي سابقة من نوعها الأمر الذي وجد فيه التيار الوطني رسالة سلبية للغاية في وجه العهد مع العلم ان رئيس الجمهورية أعلن في حينه ان ابواب بعبدا مفتوحة امام الجميع.

ثالثا: عملت بعض الشخصيات المستقلة حتى دون تكليف من الجهتين على محاولة تقريب وجهات النظر بين المردة والتيار الوطني الا انها بدورها وجدت صعوبات في هذا الاطار حيث تبين لها ان لكل جهة رأيها الخاص ومتمسكة به ولكنها لاحظت ان هناك وداً لم يفقد حتى الساعة بين الحزبين.

رابعاً: مصادر التيار الوطني الحر أكدت انها ليست بوارد التصعيد تجاه اية فئة اوحزب او تيار خصوصاً ان هناك العديد من كوادر التيار الوطني يضمرون الود للنائب فرنجية حتى ولو لم تكن هناك علاقة مباشرة بين الحزبين وتوضح ان قانون الانتخاب لن يقبل به التيار اذا كان يستهدف اية فئة مع العلم ان مشروع القانون الذي قدمه الوزير جبران باسيل لا يتأثر به النائب فرنجية اما بالنسبة للمناداة بالنسبية فان خسارة موقع من هنا يمكن تعويضه في دائرة أخرى هكذا هي حال الاحزاب والتيارات مجتمعة ولا ضرورة لاستعمال وسائل التواصل الاجتماعي سبيلاً للهجوم على رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر، من هنا تضيف المصادر نفسها ان الوزير باسيل له كامل الحرية في زيارة اية منطقة خصوصا انها كانت معدة سلفاً منذ قبل شهرين من الزمن.

مصادر تيار المردة تعتبر ان العلاقة بين رئيس الجمهورية والنائب سليمان فرنجية تتلخص بالقول: ان القديم ما زال على قدمه لأن المسألة مسألة نوايا وليست مصالحة فقط وفيما خص المردة نوايانا سليمة ولكن عندما يتم النظر الى سلسلة من الامور الاساسية في البلد يمكن الاستخلاص من خلالها اننا مستهدفون وفق التالي:

أ- قانون الانتخاب وما يجري الحديث حول التقسيمات يوحي وكأن المردة وسليمان فرنجية هما الهدف الاساسي من اجل اقصائهما.

ب- في تشكيل الحكومة وما رافقها من فيتوات على النائب فرنجية حول توزيع الحقائب يدل على ان النوايا كانت للاحراج من اجل الاخراج ولكن لا يمكن لأي كان ان يلغي احد في هذا البلد خصوصاً ان الجميع كانت لديه معاناة مع هذا الامر ابتداء من الرئيس ميشال عون الذي نفي خمسة عشرة عاما ثم عاد رئيسا للجمهورية وكذلك الدكتور سمير جعجع الذي سجن احد عشر عاماً ثم افرج عنه، وتضيف المصادر نحن كمردة تعرضنا للكثير من الضغوط والمعاناة ايضاً وبالتالي فان التهويل لا ينفع معنا، والحرب على شخصية مسيحية وازنة في البلد يضاف اليها من هم خارج الثنائي القواتي - العوني والمحور الذي ننتمي اليه كمردة وهو محور كبير.

ج- ما جرى اخيراً في زغرتا من حركات لا يبشر بالخير وكل المقصود من خلاله توجيه الرسائل ولكن نحن لنا حضورنا في زغرتا والشمال ولا أحد يستطيع نكران هذا الأمر.

عيسى بو عيسى - "الديار" - 26 شباط 2017

إرسال تعليق

 
Top