0
فتحت الطريق امام وحدة حزب البعث العربي الاشتراكي بـ «اجنحته الثلاثة» بعد ان ظهر التقارب وانفتاح الحوار بين القيادتين القطريتين للحزب الاولى برئاسة الامين القطري النائب عاصم قانصوه، والثانية برئاسة الامين القطري سهيل القصار، وتشكلت لجنة منهما، تعقد اجتماعات دورية، وتحضّر لانعقاد مؤتمر عام، وانتخابات لقيادة جديدة، الا ان ما يؤخر حصول ذللك هو التريث لانضمام «الجناح الثالث» برئاسة الامين القطري نعمان شلق، الذي يعتبر نفسه الشرعية الحزبية المستمدة من المرجعية الحزبية الام في سوريا، ليكتمل عقد الوحدة الحزبية.
 
وفي هذا الإطار فإن النائب قانصوه، يجهد لوحدة البعثيين، ويلاقيه في مسعاه القصار وشلق الذي يؤكد لـ «الديار» على ان وحدة الحزب هي عنوان اساسي لقيادته، ولكن تحت سقف شرعية الحزب التي يمثلها، ويمكن الحوار حولها وهو يتفق مع السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي في هذا الطرح والذي سبق له ورعى حل القيادتين القطريتين للوزير السابق فايز شكر ومعين غازي، وجرت انتخابات وفاز القصار، ثم تعيين شلق من قبل القيادة القطرية للحزب في سوريا، في وقت سبق لقانصوه ان عقد مؤتمرا قبل اشهر وانتخب امينا قطريا.
 
امام حالة التشرذم التي يمر بها حزب البعث، توجه النائب قانصوه الى سوريا، والتقى فيها مسؤولين وفي مقدمهم اللواء علي المملوك، وتواصل مع الرئىس بشار الاسد، الذي استمع الى عضو القيادة القومية في حزب البعث العربي الاشتراكي، ورفيق والده الرئيس حافظ الاسد في الحركة التصحيحية، وان رأيه ما زال مسموعا لدى القيادة السورية، اذ يكشف قانصوه لـ «الديار» انه طرح موضوع وحدة الحزب، الذي لا يجوز ان يبقى في حالة انقسام وصراعات، ليس عنوانها سياسياً، لان الكل مجمع على مرجعية الرئيس الاسد، وعلى الخط السياسي الذي وضعه والمستمد من عقيدته القومية التي يمثلها فكر حزب البعث العربي الاشتراكي الذي كانت الوحدة العربية عنوان رسالته وفلسطين قضيته المركزية والمقاومة لتحرير الارض المحتلة، هي نهجه ولا احد من البعثيين على خلاف مع هذه القواعد الثابتة.
 
وانطلاقا من هذه المطالعة التي قدمها في اتصاله بالرئيس الاسد، اقترح قانصوه عقد مؤتمر عام لحزب البعث يضم كل البعثيين في لبنان العاملين منهم والمنكفئين للم شملهم، لانه في ظل الانتصارات التي يحققها الجيش السوري وحلفاؤه، واخرها في حلب، على المؤامرة التي تتعرض لها سوريا كدولة مقاومة، لا يجوز ان يبقى حزب البعث مشرذما، ولا بدّ من آلية لتوحيده، اذ لقي كلام قانصوه ترحيبا وتأييدا من الرئيس السوري، الذي دعا الى التواصل مع الامين القطري المساعد لحزب البعث في سوريا الدكتور هلال هلال ورئيس مكتب التنظيم يوسف الاحمد، فاجتمع بهما قانصوه، وجرى نقاش حول ما آلت اليه اوضاع الحزب في لبنان، وكانت الاجواء ايجابية، باتجاه تحقيق وحدة حزب البعث.
 
وواصل قانصوه اتصالاته، فالتقى السفير السوري للتنسيق معه، والذي بعد عودته من سوريا، كان ارسل له وفدا ضم كلاً من: رائف حوفان، واصف شرارة واكرم يونس، قبل نحو من شهر، من اصل البحث في وحدة الحزب، وهو الذي بحثه قانصوه على غداء مع السفير علي، الذي اشار الى وجود قيادة قطرية برئاسة شلق، وهي التي تحظى بالشرعية الحزبية، واعتراف القيادة القطرية في سوريا، ولا بدّ من اجراء اتصالات ولقاءات، لانضاج الحل، فاتفق قانصوه والسفير السوري على متابعة الاتصالات، ووضعت اسماء بالذين سيدعون للمؤتمر الذي اقترحه السفير ان يكون في احدى قاعات السفارة، بعد حل موضوع الشرعية الحزبية.
 
وقد بدأ قانصوه اتصالاته مع مختلف المسؤولين الحاليين والسابقين في الحزب، وحتى مع المنقطعين عن العمل الحزبي، من اجل التحضير لمؤتمر عام، يحضره لا يقل عن مئتي بعثي، ويكون شعاره وحدة حزب البعث، على ان تجري خلاله انتخابات لقيادة قطرية جديدة، وهو يتحرك ايضا من ضمن اللجنة المكلفة من القيادة القطرية في سوريا، والتي عهد اليها حل الازمة.
 
حصل قانصوه على الدعم لمبادرته من الرئيس الاسد، بعد ان شاعت اخبار، انه لم يعد مرغوباً به في سوريا، وممنوع زيارتها، فيأتي لقاؤه بالرئيس السوري ليدحض كل ما اشيع، وفق ما يؤكد ليبدأ قانصوه مرحلة لوحدة الحزب الذي قضى فيه نحو 64 عاماً دون انقطاع، ويعتبر من رموزه القياديين في لبنان، وتبوأ مناصب عليا فيه وهو يمثله في مجلس النواب، وعُين مرة وزيراً باسمه، كما شخصيات بعثية اخرى.
 
فهل يوفق قانصوه بمهمته، ويقدم مع رفاقه من البعثيين هدية لسوريا وقيادتها، وحدة حزب البعث في لبنان، ليكمّل الانتصارات اليي يحققها الجيش السوري بمؤازرة «قوى الدفاع الوطني» في سوريا، ودعم الحلفاء الدوليين والاقليميين والمقاومين، لدحر مؤامرة الجماعات الارهابية على سوريا، التي تصب في المشروع الصهيوني لتفتيت المنطقة ، والاحتراب فيها.
 
يبدو ان الامور متجهة الى مزيد من الاتصالات واللقاءات، ومتابعة الحوار، ولكن باتجاه حل لا يخالف توجيهات القيادة السورية.

كمال ذبيان - "الديار" - 25 كانون الثاني 2017

إرسال تعليق

 
Top