خلاصة المرحلتين الأولى والثانية من اختيار المرشحين العونيين إلى الانتخابات النيابية المقبلة أفادت بعدم وجود مرشحين خارقين في كسروان، ولا بد من انتظار المرحلة الثالثة ليتضح وضع من حالت شروط اللعبة دون إشراكهم في المرحلتين الأولى والثانية
الإيجابية الرئيسية للتأجيل المتكرر للانتخابات النيابية تكمن في تساقط المرشحين الذين لم يحتملوا تكلفة «بريستيج الترشيح»، فقرروا الاكتفاء بإدارة حساباتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، والاستمتاع اجتماعياً بكونهم مرشحين سابقين إلى الانتخابات النيابية.
الانتخابات التمهيدية التي يجريها التيار الوطني الحر أسهمت في انكفاء كثيرين أيضاً بعد انفضاحهم. لكن، مع ذلك، هناك بعض الحركة في بعض الأقضية، ربما كان أبرزها في كسروان. في الأقضية الأخرى ارتسمت الملامح شبه النهائية للوائح مع نيل المرشحين تأييد نسبة كبيرة من المستطلَعين، رغم وجود نواب أقوياء ووزراء وعدة مرشحين نافذين في هذه الدوائر. أما نتيجة السباق العونيّ ـــ العونيّ في كسروان، فحَسمت عدم وجود مرشح قويّ، وأبقت الباب مشرعاً. إذ لم يحصل أي مرشح على تأييد أكثر من 15% من المستطلعين، وهي نسبة تتيح لبعض المرشحين أن يحتفلوا باعتبارهم تجاوزوا «قطوع الاستطلاع». لكن نسبة التأييد نفسها جعلت مرشحين آخرين في أقضية أخرى يظهرون بمظهر الهزيلين شعبياً.
وكانت معبّرة عودة الوزير جبران باسيل، بعيد نتائج الاستطلاع، إلى المنزل الذي انطلق منه العماد ميشال عون بعيد انتخابات 2009: قصر روجيه عازار. عازار كان منغمساً في الأعمال حين طلب الجنرال لقاءه قبل ثماني سنوات، وبعيد دقائق قليلة من لقائهما، صارحه بأنه يريد مرشحين مثله عام 2013، وسيوكله بتمثيله في المناسبات من الآن وصاعداً. وهذا ما حصل. لكن مع وضع التيار الوطني الحر نظام اختيار المرشحين، كان عازار أحد أبرز المستبعدين لعدم استيفائه شروط الترشيح. إلا أن عجز المرشحين العونيين عن تأمين حضور قوي في الاستطلاعات من جهة، وعلاقة عازار الوطيدة برئيس الجمهورية ورئيس التيار الوطني الحر من جهة أخرى، أعادا الكرة إلى ملعب الرئيس السابق لبلدية عرمون الكسروانية. وفي خلال لقاء الوزير باسيل بناشطين من التيار الوطني الحر في منزل عازار قبل بضعة أسابيع، قال إن التيار يبحث عن مرشحين ديناميكيين يتابعون ملفاتهم حتى النهاية مثل صاحب الدعوة، متوقفاً عند أهمية أن يكون النائب رئيس بلدية سابقاً ليتعلم كيفية إعداد الملفات الإنمائية ومتابعتها. وكان باسيل قد حرص على مواصلة تكليف عازار بكل الملفات الكسروانية المرتبطة بالوزارات والإدارات العامة، وخصوصاً وزارة الأشغال العامة والنقل التي سلمت عازار الأسبوع الماضي مشروعين دسمين ينتظر أن يدشن رئيس الجمهورية شخصياً انطلاقة العمل بهما.
الإيجابية الرئيسية للتأجيل المتكرر للانتخابات النيابية تكمن في تساقط المرشحين الذين لم يحتملوا تكلفة «بريستيج الترشيح»، فقرروا الاكتفاء بإدارة حساباتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، والاستمتاع اجتماعياً بكونهم مرشحين سابقين إلى الانتخابات النيابية.
الانتخابات التمهيدية التي يجريها التيار الوطني الحر أسهمت في انكفاء كثيرين أيضاً بعد انفضاحهم. لكن، مع ذلك، هناك بعض الحركة في بعض الأقضية، ربما كان أبرزها في كسروان. في الأقضية الأخرى ارتسمت الملامح شبه النهائية للوائح مع نيل المرشحين تأييد نسبة كبيرة من المستطلَعين، رغم وجود نواب أقوياء ووزراء وعدة مرشحين نافذين في هذه الدوائر. أما نتيجة السباق العونيّ ـــ العونيّ في كسروان، فحَسمت عدم وجود مرشح قويّ، وأبقت الباب مشرعاً. إذ لم يحصل أي مرشح على تأييد أكثر من 15% من المستطلعين، وهي نسبة تتيح لبعض المرشحين أن يحتفلوا باعتبارهم تجاوزوا «قطوع الاستطلاع». لكن نسبة التأييد نفسها جعلت مرشحين آخرين في أقضية أخرى يظهرون بمظهر الهزيلين شعبياً.
وكانت معبّرة عودة الوزير جبران باسيل، بعيد نتائج الاستطلاع، إلى المنزل الذي انطلق منه العماد ميشال عون بعيد انتخابات 2009: قصر روجيه عازار. عازار كان منغمساً في الأعمال حين طلب الجنرال لقاءه قبل ثماني سنوات، وبعيد دقائق قليلة من لقائهما، صارحه بأنه يريد مرشحين مثله عام 2013، وسيوكله بتمثيله في المناسبات من الآن وصاعداً. وهذا ما حصل. لكن مع وضع التيار الوطني الحر نظام اختيار المرشحين، كان عازار أحد أبرز المستبعدين لعدم استيفائه شروط الترشيح. إلا أن عجز المرشحين العونيين عن تأمين حضور قوي في الاستطلاعات من جهة، وعلاقة عازار الوطيدة برئيس الجمهورية ورئيس التيار الوطني الحر من جهة أخرى، أعادا الكرة إلى ملعب الرئيس السابق لبلدية عرمون الكسروانية. وفي خلال لقاء الوزير باسيل بناشطين من التيار الوطني الحر في منزل عازار قبل بضعة أسابيع، قال إن التيار يبحث عن مرشحين ديناميكيين يتابعون ملفاتهم حتى النهاية مثل صاحب الدعوة، متوقفاً عند أهمية أن يكون النائب رئيس بلدية سابقاً ليتعلم كيفية إعداد الملفات الإنمائية ومتابعتها. وكان باسيل قد حرص على مواصلة تكليف عازار بكل الملفات الكسروانية المرتبطة بالوزارات والإدارات العامة، وخصوصاً وزارة الأشغال العامة والنقل التي سلمت عازار الأسبوع الماضي مشروعين دسمين ينتظر أن يدشن رئيس الجمهورية شخصياً انطلاقة العمل بهما.
المرحلة الثالثة من السباق العوني إلى الترشح للانتخابات النيابية تتضمّن استطلاعاً للرأي يشمل المرشحين الحزبيين الذين تخطوا المرحلتين السابقتين (الانتخابات الحزبية والاستطلاع)، وآخرين لم يشاركوا فيهما، إضافة إلى مرشحين غير عونيين. ويتيح ذلك لعازار الترشح، فتتبين جديته من عدمها. وفي موازاة عازار الذي سيفتتح مكتباً انتخابياً كبيراً في الذوق في الأيام المقبلة، ينتظر أن يفتتح العميد المتقاعد شامل روكز مكتبه الانتخابيّ الرئيسي قريباً هو الآخر. فمنذ استقالته، دأب روكز على لقاء بعض الصحافيين ورؤساء وأعضاء المجالس البلدية الكسروانيين خصوصاً، وبعض الناشطين العونيين وزملاء سابقين سواء في الجيش أو في حزب الوطنيين الأحرار. أما اليوم، فيستعد لمرحلة جديدة أكثر جدية تتضمن تأسيس الماكينة الانتخابية التي ستتيح له تبيان الجديين من المخادعين الذين يقولون لكل من يلتقونه ما يود سماعه، ويتلمس عملياً حقيقة شعبيته. وبعيداً عن الحواسيب التي لا تزال فارغة، والمكتب الذي يسهل ملؤه، لم تتحدد بعد لدى المقربين من روكز خطة العمل الخدماتيّ في دائرة متطلبة. علماً أن صهر رئيس الجمهورية لم ينتسب إلى التيار الوطني الحر، ولم يدخل بالتالي في السباق العوني. لكن اسمه سيرد حتماً في المرحلة الثالثة من الإعداد العوني لتشكيل اللوائح.
ومن خارج التيار، يتصرف المرشح السابق إلى رئاسة الجمهورية نعمة افرام باعتباره شريك العهد الأول في كسروان، علماً بأن رئيس الجمهورية كان قد اتهم اللائحة المدعومة من افرام في وجه لائحته في جونية قبل بضعة أشهر بأنها تتلقى التمويل من رجال أعمال مغرضين. ومشكلة افرام أنه يفترض نفسه حاجة للعهد، لا العكس. وينتظر بالتالي أن يطرق رئيس الجمهورية بابه ليطلب تشريفه برئاسة اللائحة بدل أن يقدم هو أوراق اعتماده. وتجدر الإشارة إلى أن علاقة افرام قوية ووطيدة بالوزير باسيل بحكم دعم افرام لأنشطة الوزارة المعنية بالاغتراب، وضمه إلى اللائحة العونية سيضعف كثيراً اللائحة الأخرى. كذلك إن ضم الوزير السابق زياد بارود من شأنه إضعاف اللائحة الأخرى. والجدير قوله هنا أن الثابت الوحيد في هذه اللائحة الأخرى هو نفوذ النائب السابق فريد هيكل الخازن، أما كل اسم آخر فمتحرك: يحركه العماد عون كما يشاء. فالقوات كانت في مقلب الخازن، لكنها انتقلت إلى المقلب العونيّ. النائب السابق منصور البون واقع بين المقلبين. افرام في مقلب الخازن، لكنه مستعد للقفز حين يطلب منه القفز. في كسروان رد طلب رئيس الجمهورية صعب، فكيف الحال إن كان الطلب طلب الرئيس والتيار الوطني الحر والقوات مجتمعين. وهناك في هذا السياق من يقول إن النائب السابق فريد هيكل الخازن ملزم بخوض معركة خاسرة يسجل فيها وجوده بحصوله على رقم كبير، ولا شيء يخسره. أما الآخرون، فسيكونون مجانين في حال معاداتهم العهد القوي منذ البداية، إذ سيخسرون إمكانية توزيرهم أو تعيينهم مستشارين أو حتى تبني ترشيحهم إلى الانتخابات في آخر لحظة. ولا شك في أن رئيس الجمهورية سينصح باسيل بأن يأخذ كل وقته قبل إعلان لائحته الكسروانية، فيفتح باب الترشيح ويقفل وقد تفتح صناديق الاقتراع وتقفل ــ إذا أجريت الانتخابات مجدداً ــ من دون أن يعلم بعض المرشحين إن كانوا معلقين أو مطلقين.
غسان صعود - "الأخبار" - 10 كانون الثاني 2017
إرسال تعليق