«خبريات» عدّة تنتشر عن نية بهاء رفيق الحريري العودة إلى لبنان والتحرك سياسياً في وجه شقيقه سعد الحريري. التنسيق لهذه الغاية يجري مع الوزير المتمرد على تيار المستقبل أشرف ريفي، وفق ما تروّجه مصادر الأخير. في حين أنّ المطلعين على موقف بهاء يضعون حركته في إطار «زكزكة» رئيس الحكومة.
بعد اغتيال رئيس الوزراء رفيق الحريري في شباط ٢٠٠٥، احتشدت جماهير تيار المستقبل أمام منزل العائلة تصرخ: «بهاء… بهاء… بهاء». أراد هؤلاء إلقاء عباءة الوراثة على كتفَي بهاء الدين رفيق الحريري. وصوّرت كاميرات التلفزيون الابن البكر يومها يخرج لملاقاة الناس. إلا أنّ هتافات «الحريريين» لم تصل إلى مسامع العائلة الحاكمة في المملكة العربية السعودية، التي قررت أن تؤول السلطة إلى شقيق بهاء، سعد الدين الحريري الذي سيتحول بعد سنوات قليلة إلى رئيس للوزراء.
أما بهاء، فسينكفئ إلى الاهتمام بأعماله الخاصة، من دون أن يهضم سحب بساط السلطة من تحت رجليه. ملاحظاته على شقيقه، سياسياً وإدارياً، كثيرة. صحيح أنّ أي تصريح لم يصدر عنه شخصياً، لكنه لم ينفِ، وخاصة في الأشهر الثمانية الأخيرة، الأخبار المتداولة عنه، ما أدى إلى تعزيزها. الأمثلة كثيرة، آخرها العلاقة بينه وبين اللواء المتقاعد أشرف ريفي التي برزت مع الانتخابات البلدية. لم يُكذب بهاء المعلومات التي شاعت عن تمويله لائحة ريفي. وعوض أن يردّ على «شائعات» التنسيق مع وزير العدل السابق بصورة مع شقيقه تدحض ما يُقال، انتشرت بعد الانتخابات البلدية صورة تجمعه وريفي ومسؤول فريق حماية الأخير الرائد محمد الرفاعي. حتى وزير العدل المتمرّد على الرئيس سعد الحريري لم يتبرّع لنفي ما شاع، وبات يجري التعامل معه كحقيقة. الأخبار لم تتوقف عند هذا الحدّ، خاصة بعد البلبلة التي أثارها قرار مجلس الأمن المركزي خفض العناصر المكلفين حماية ريفي.
الجديد في القصة هو الشائعات التي تحدثت عن أن بهاء اشترى لريفي 7 سيارات مصفّحة، ردّاً على القرار الذي صدر بطلب من رئيس الحكومة. وأضيف إلى ذلك كلام عن نية بهاء العودة إلى لبنان وبدء العمل السياسي. مطلعون على أجواء الأخير يقولون إنّ «مشكلته هي في سياسة شقيقه سعد، والقشة التي قصمت ظهر البعير بينهما كانت ترشيح جمال عيتاني إلى الانتخابات البلدية في بيروت، واعتبار بهاء ذلك طعنة من شقيقه له، بسبب خلافاته مع عيتاني». طبيعة عمله حالياً «لا توحي بأنه يريد العودة والترشح إلى الانتخابات النيابية. فهو لا يهتم بتفاصيل السياسة اللبنانية، وهمّه «التنقير» على شقيقه». لكن هذه المعلومات تتناقض مع ما يُروّجه عدد من السياسيين الشماليين ومناصرو ريفي في طرابلس.
بعد اغتيال رئيس الوزراء رفيق الحريري في شباط ٢٠٠٥، احتشدت جماهير تيار المستقبل أمام منزل العائلة تصرخ: «بهاء… بهاء… بهاء». أراد هؤلاء إلقاء عباءة الوراثة على كتفَي بهاء الدين رفيق الحريري. وصوّرت كاميرات التلفزيون الابن البكر يومها يخرج لملاقاة الناس. إلا أنّ هتافات «الحريريين» لم تصل إلى مسامع العائلة الحاكمة في المملكة العربية السعودية، التي قررت أن تؤول السلطة إلى شقيق بهاء، سعد الدين الحريري الذي سيتحول بعد سنوات قليلة إلى رئيس للوزراء.
أما بهاء، فسينكفئ إلى الاهتمام بأعماله الخاصة، من دون أن يهضم سحب بساط السلطة من تحت رجليه. ملاحظاته على شقيقه، سياسياً وإدارياً، كثيرة. صحيح أنّ أي تصريح لم يصدر عنه شخصياً، لكنه لم ينفِ، وخاصة في الأشهر الثمانية الأخيرة، الأخبار المتداولة عنه، ما أدى إلى تعزيزها. الأمثلة كثيرة، آخرها العلاقة بينه وبين اللواء المتقاعد أشرف ريفي التي برزت مع الانتخابات البلدية. لم يُكذب بهاء المعلومات التي شاعت عن تمويله لائحة ريفي. وعوض أن يردّ على «شائعات» التنسيق مع وزير العدل السابق بصورة مع شقيقه تدحض ما يُقال، انتشرت بعد الانتخابات البلدية صورة تجمعه وريفي ومسؤول فريق حماية الأخير الرائد محمد الرفاعي. حتى وزير العدل المتمرّد على الرئيس سعد الحريري لم يتبرّع لنفي ما شاع، وبات يجري التعامل معه كحقيقة. الأخبار لم تتوقف عند هذا الحدّ، خاصة بعد البلبلة التي أثارها قرار مجلس الأمن المركزي خفض العناصر المكلفين حماية ريفي.
الجديد في القصة هو الشائعات التي تحدثت عن أن بهاء اشترى لريفي 7 سيارات مصفّحة، ردّاً على القرار الذي صدر بطلب من رئيس الحكومة. وأضيف إلى ذلك كلام عن نية بهاء العودة إلى لبنان وبدء العمل السياسي. مطلعون على أجواء الأخير يقولون إنّ «مشكلته هي في سياسة شقيقه سعد، والقشة التي قصمت ظهر البعير بينهما كانت ترشيح جمال عيتاني إلى الانتخابات البلدية في بيروت، واعتبار بهاء ذلك طعنة من شقيقه له، بسبب خلافاته مع عيتاني». طبيعة عمله حالياً «لا توحي بأنه يريد العودة والترشح إلى الانتخابات النيابية. فهو لا يهتم بتفاصيل السياسة اللبنانية، وهمّه «التنقير» على شقيقه». لكن هذه المعلومات تتناقض مع ما يُروّجه عدد من السياسيين الشماليين ومناصرو ريفي في طرابلس.
يتحدث أحد أعضاء فريق عمل اللواء المتقاعد عن بهاء الحريري الذي «تأثر سلباً باختيار السعوديين لشقيقه سعد ليُكمل المسيرة عوضاً عنه». سيطرت عليه حالة «القرف» حين رأى السياسة التي ينتهجها شقيقه «من إبعاد المقربين من رفيق الحريري إلى زيارة سوريا ولقاء (الرئيس السوري) بشار الأسد والحوار مع حزب الله». كذلك سجّل ملاحظات عدّة «على غياب رئيس الحكومة ٤ سنوات عن لبنان، وتحميله مسؤولية تردي الوضع التنظيمي والشعبي لتيار المستقبل». لم يكن الحريري يحسب أبعاد خطواته «لأنه كان لديه الغطاء السعودي»، وبهاء لم يحسم قرار المواجهة. إلى أن قرّر «سعد الحريري عدم إقامة اعتبار لشقيقه وترشيح جمال عيتاني الذي يُحمّله بهاء مسؤولية فشل مشروع سوليدير الأردن». مقابل هذه العلاقة المتردية بين الشقيقين، «الوزير (ريفي) لم يقطع تواصله مع بهاء ومع السيدة نازك الحريري التي يزورها في باريس». يعي بهاء أنه لا يحظى بغطاء دولي أو إقليمي»، لكنه قرر «أن يواجه انطلاقاً من أنّ هذا تيار أبيه، وحقه إعادة وصل ما قطعه شقيقه مع الناس»، بحسب العضو في فريق عمل ريفي. والعلاقة الجيدة مع وزير العدل سببها «إدراك بهاء أننا نحن مع يحمل قضية والده».
ينفي المصدر أن يكون بهاء قد موّل حملة «البلدية» في طرابلس، أو قدّم سبع سيارات مصفحة، «التواصل حصل بعد البلدية خلال لقاء في الأردن، أبلغ خلاله بهاء الوزير ريفي بأنه يريد التعاون معه في السياسة». يؤكد المصدر أنّ «التواصل بين بهاء وريفي شبه يومي، ويلتقيان من حين لآخر. ما نعرفه أنّ بهاء قرر العودة، ولكن لا نحسم نيته للترشح إلى الانتخابات النيابية. هذا الأمر يُقرره هو». ولكن، هل يجرؤ أن يعمل ضدّ شقيقه ومن دون غطاء إقليمي؟ «مش فرقانة معو حدا. الدعم الإقليمي يلحقنا كما حصل بعد البلدية»، يجيب المصدر.
مسلسل الشائعات لم يتوقّف. في أزقة طرابلس، انتشرت «خبرية» تقول إنّ ولي العهد السعودي محمد بن نايف قدّم سيارتين مصفحتين إلى ريفي. وتُستخدم هذه «الخبرية» للقول إن وزير العدل السابق بات رجل الرياض في لبنان، بدلاً من رئيس تيار المستقبل. عضو فريق عمل ريفي ينفي «الخبرية»، قائلاً إنّ «لدى الوزير السابق 4 سيارات مصفحة، إحداها قدّمها صاحب معرض سيارات في طرابلس، رافضاً الإفصاح عن هوية من قدّم السيارات الثلاث الأخرى». وهذه العبارة يكررها ريفي رداً على سؤال، لافتاً إلى أنه تلقّى، كتقدمة، ثلاث سيارات مصفحة أخرى، «تبيّن أنني لستُ بحاجة إليها، وسأعيدها إلى من قدّمها إليّ ونشكره».
مقابل هذا الجو، يستبعد أحد المطلعين على أجواء بيت الوسط أن تكون المعلومات عن نية بهاء لخوض غمار السياسة صحيحة، «لأنه لا يحظى دعم السعودية». يشرح أنه «قبل أشهر، وفي ذروة الخلافات بين المملكة وسعد، استُقبل بهاء، قبل أن يتبين للسعوديين أنه لا يصلح أن يكون بديلاً لشقيقه». إلا أنه «مع آل الحريري كل الأمور مُمكنة». لم تعد العلاقات بين السعودية وسعد الحريري إلى سابق عهدها، لكنها في الوقت نفسه لم تسحب ورقة تكليفه بعد. لا يعني ذلك أنّ الأفق الخليجي مسدود أمام بهاء. اعتراضه على أداء شقيقه صبّ في الاتجاه نفسه مع شخصيات إماراتية تُساعده على التوسع سياسياً، كمؤسس ورئيس مجلس إدارة إحدى أهم الشركات الهندسية في الإمارات.
ليا القزي - "الأخبار" - 26 كانون الثاني 2017
إرسال تعليق