تجمع القوى والتيارات السياسية على ان الضربات الاستباقية التي توجهها الاجهزة الامنية كافة للخلايا الارهابية تشكل عملا وقائيا بتقنية عالية الدقة تمكنها من اختراق هذه الخلايا وتكشف مخططاتهم واهدافهم الاجرامية التي تستهدف الساحة اللبنانية وخاصة اهدافا مدينة ومراكز تجمعات كبرى في المناطق حيث لم يعد الخطر محصورا في منطقة واحدة.
وفي هذا السياق، فان المداهمة التي نفذتها فرقة المكافحة في مديرية المخابرات في الجيش اللبناني منذ يومين في قرية المجدل في وادي خالد اسفرت عن توقيف تاجر الاسلحة (غ.ع.ي) مع ولديه عامر وعبد الله ومصادرة كمية من الاسلحة والقنابل والذخائر ونقل الموقوفون مع المصادرات الى بيروت لمتابعة التحقيات.
حسب مصادر مطلعة ان الوضع في وادي خالد في ظل انتشار الجيش اللبناني على طول المنطقة الحدودية ويقظة الاجهزة الامنية بات اكثر استقرارا خاصة وان وعي فاعليات ورؤساء البلديات والعشائر وتعاون الجميع مع الاجهزة الامنية جنب المنطقة الكثير من الاحداث منذ ان رفعت العشائر الغطاء عن اي مرتكب او مخل بالامن وشعار هذه العشائر ان وادي خالد يبقى تحت سقف الدولة والقانون ومن تورط من شباب الوادي ليسوا الا افرادا غرر بهم ولا يمكن ان يصموا المنطقة بوصمة الارهاب.
مرجع شمالي لفت الى اهمية المتابعة الامنية في حماية المنطقة وضرورة تعاون المجتمع المدني في كشف المشبوهين او المتورطين اينما كانوا حماية للمجتمع والناس وانه من الواجب تشكيل جدار حماية من تغلغل الفكر الارهابي التكفيري بتفعيل وتنظيم خطوط التصدي لهذا الفكر بدءا من منابر المساجد وصولا الى دور رجال الدين الاسلامي في توعية الشباب وابراز مخاطر هذا الفكر وانحرافه عن مفاهيم الدين الاسلامي.
يكشف المرجع ان نمو الفكر التكفيري الارهابي يجد بيئة حاضنة في مناطق متخلفة تجهل اصول الدين الحنيف وان هناك افراد غرر بهم حظوا في الوقت عينه بحماية وغطاء سياسي من تيارات او شخصيات سياسية تتعاطف مع المنحى التكفيري وتجد فيه وسيلة تؤدي الى توازن طائفي ومذهبي في مواجهة حزب الله وان من شأن ذلك ان يخدم مشاريع تلك الشخصيات والتيارات.
ويشير المرجع الى ان المطلوب في هذه الظروف الدقيقة التي يمر بها لبنان والمحيط الاقليمي في ظل التطورات الدراماتيكية، هو نزع الغطاء السياسي ليس عن المشبوهين وحسب ،بل وعن الشخصيات السياسية التي تأوي مشبوهين ومتورطين او رموز الفكر التكفيري والتطرف الديني حيث ينمو هؤلاء تحت رداء شخصيات او تيارات سياسية الى أن يحل الظرف المناسب كي يذبحوا باظافرهم الابرياء ممن يخالفهم الرأي والفكر.
لكن اخطر ما يواجه الساحة الشمالية في الوقت الراهن هو عودة الخطاب المذهبي والطائفي الى الظهور مجددا كأحد اسلحة المعارك الانتخابية المرتقبة، حيث يجد بعض الساسة ومعهم بعض رجال الدين ينشطون في مناطق ومن على منابر دينية او في مناسبات مفتعلة في تظهير الفكر المتطرف وارتداء جلباب المذهبية لتوجيه السهام نحو حزب الله وايران وسوريا حي يسهل استثارة الغرائز المذهبية في اللعبة الانتخابية وتحت هذا الجلباب يختفي من يجد فرصة سانحة له لخرق المناطق وتحقيق اهداف اجرامية.
ويحذر المرجع من «عودة الروح» الى بعض الشبان الذين يفرج عنهم بعد انقضاء سنوات سجنهم وهم ممن ارتكبوا جرائم موصوفة وخرجوا بتسويات ومصالحات لكنهم يخرجون اكثر تشددا وتطرفا واكثر اندفاعا للانتقام ويجدون بيئة خصبة لدى شخصيات سياسية او تيارات ناشطة وهناك من يسارع الى احتضان هؤلاء لاسباب انتخابية بل ويمدونهم بالمساعدات التي توفر لهم ظروف تنظيم وانشطة تشكل من جديد تهديدا مباشرا للمجتمع.
جهاد نافع - "الديار" - 24 كانون الثاني 2017
إرسال تعليق