0
من يلقِ نظرة متأنية على الشمال بكل اقضيته يلاحظ ان هذه الساحة تشهد حيوية سياسية تتفاعل مع الاحداث المحلية منها والاقليمية، وتخطو خطوات سريعة نحو الاستحقاق الانتخابي الذي بات حديث الساعة في مجالس النواب والقيادات والتيارات السياسية الشمالية.
 
لكل قضاء في الشمال خصوصيته السياسية غير ان ابرز التيارات السياسية الفاعلة هي تيار المستقبل، وتيار نجيب الرئيس ميقاتي، والتيار المتصاعد حديثا والذي لم يمر عليه عمليا اكثر من تسعة اشهر حين خاض تجربة الانتخابات البلدية بفوز ساحق هو تيار اللواء ريفي.
 
ثلاثة تيارات سياسية كل منها يسعى للتمدد على مساحة الشمال كله - باستثناء تيار المستقبل الذي سبق التيارين الآخرين منذ سنوات بالانتشار والتمدد في كل المناطق اللبنانية - في حين ان تيار ميقاتي لا يزال يخطو خطوات هادئة بالتمدد نحو مناطق الشمال دون أن يبدي حتى الآن خطة تمدد نحو الساحة اللبنانية بالرغم من نجاحه في تعميم شعار الاعتدال والوسطية التي لاقت ارتياحا لدى معظم مكونات لبنان السياسية، اما تيار ريفي فقد اطلق اولى خطواته بالتمدد نحو عكار، والضنية، وفي اتجاه طريق الجديدة في بيروت وبرجا الشوف والبقاعين الغربي والاوسط.
 
ولاحظت الاوساط السياسية ان الحريري لا يوفر جهدا في سبيل استعادة حضور تياره الشعبي في الشمال وبخاصة في طرابلس خزانه الشعبي الاكبر مستفيدا من عودته الى رئاسة الحكومة ليعود من باب السلطة الثالثة الى مناطق وعدها كثيرا في السنوات التي مضت...
 
اولى خطوات الحريري كانت بسلخ منطقة البداوي ووادي النحلة من دائرة قضاء المنية - الضنية وضمها الى دائرة طرابلس، وهي منطقة تشكل كتلة انتخابية لا يستهان بها محسوبة على التيار الازرق بالرغم من حضور وازن فيها لميقاتي والوزير السابق فيصل كرامي.
 
مراجع طرابلسية اشارت الى ان الحريري يضع نصب عينيه طرابلس والشمال وانه بصدد زيارة شعبية الى الشمال للتواصل مع انصاره ومع الطرابلسيين مباشرة وان هدفه بعد ذلك اسقاط المتمردين عليه من الحسابات السياسية واولهم ريفي ومن يدور في فلكه او يناصره من سياسيين او كوادر سابقين في التيار الازرق.
 
هناك من يعرب عن اعتقاده ان المشهد الانتخابي في طرابلس والشمال سيكون مشهدا ائتلافيا في كل الاقضية ومن شأن هذا الائتلاف أن يطوق الخصم الاول له المتمثل بريفي، والائتلاف المنتظر سيضم كلا من ميقاتي في طرابلس والوزير سليمان فرنجيه في زغرتا، وعصام فارس في عكار (المتوقع عودته قريبا الى لبنان) مع تعاون انتخابي يشمل التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية في البترون وزغرتا وعكار.
 
اما ريفي فقد اعلن انه يتجه للتحالف مع المجتمع المدني واختيار وجوه جديدة لكن بكر في الاعلان عن نواة لائحته المرتكزة على تحالف مع وليد كرامي ويعمل للتمدد نحو عكار والضنية والمنية وبدأ باستدعاء وجوه شابة لاختيار مرشحين منهم كي يخوض بهم معركة المواجهة معتمدا على لغة شعبوية وعلى قادة محاور سابقين.

دموع الأسمر - "الديار" - 25 كانون الثاني 2017

إرسال تعليق

 
Top