0
يكثر الحديث والتكهن والاشارات، الى ان فتح باب الحوار بين حزب القوات اللبنانية، وحزب الله، لم يعد صعباً او مستحيلاً، وان الكلام الايجابي من الطرفين الذي يكثر في خطاب مسؤولي الحزبين، يساعد على تقريب ساعة اللقاء، ولكن الذين يعتقدون ان نتائج كبيرة ستحصل كتلك التي نتجت عن حوار حزب الله والتيار الوطني الحرّ، لن يكونوا واقعيين، لان ما يفرّق بين الحزبين، وخصوصاً ما يتعلّق بالقضايا الاستراتيجية، اكثر بكثير مما يجمع بينهما، ولكن ما يمكن ان يتوصلا اليه في حال تم الحوار، لن يكون قليلاً، لانه سيكون عامل تهدئة على الساحة السياسية والشعبية، وعامل تأثير في اراحة الناس، وفي اعادة الاعتبار والهيبة الى الدولة، اما ما خصّ الخلافات الاستراتيجية، فمن المرجح الا تثار في بداية الحوار، من منطلق اعطاء فرصة للايجابيات ان تأخذ حقها ومداها على الارض بحيث تخلق عامل ثقة يمكن الافادة منه لاحقاً.
 
العوامل المشتركة بين الجانبين، التي سمحت بخلق اجواء ايجابية مشجعة، يمكن اختصارها بالآتي، وفق التحليل وليس المعلومات.
 
العامل الاول، كان التعارف الشخصي الذي تم بين الدكتور سمير جعجع والسيد حسن نصرالله على طاولة الحوار الاول الذي عقد برعاية رئيس المجلس النيابي نبيه بري، والذي انتج عدداً كبيراً من القرارات الهامة التي لم تنفذ بسبب العدوان الاسرائيلي على لبنان في 2006، وتضامن الجميع ضد العدوان ووضع الخلافات جانباً.
 
العامل الثاني، ان جعجع كان سباقاً الى اغلاق مكتب الاتصال الاسرائيلي في جونية، فور تسلمه قيادة القوات اللبنانية.
 
العامل الثالث، ثبت بالممارسة على الارض من خلال مشاركة القوات اللبنانية في الحكومات، ان وزراء القوات لم ينغمسوا بالفساد ولا بالمحاصصة، ولا بالفئوية واستغلال الوظيفة وقد اعطى جعجع شهادة مماثلة لوزراء حزب الله.
 
العامل الرابع، توقف جعجع عن شنّ حملات ضد مواقف حزب الله، بعد المصالحة مع الرئىس العماد ميشال عون والتخلّي عن ترشّحه لرئاسة الجمهورية ودعم عون.
 
العامل الخامس، بعد فتح ابواب الحوار بين حزب الله وبكركي، وحزب الكتائب، وتيار المستقبل والحزب الاشتراكي وتحالف الحزب مع تيار المردة والتيار الوطني الحر، اصبح مستغربا ان يبقى العداء مستحكما بين القوات وحزب الله، خصوصا بعد انتخاب عون رئىسا للجمهورية وهو حليف الاثنين معا.

في نهاية هذا العرض، من المفيد الاشارة وفق مصادر روحية مسيحية، كان لها دور وطني وسياسي مؤثر، ان حزب الله كان بإمكانه ان يكسب ثقة الجميع، مسيحيين واسلاميين، ويتحالف مع الجميع دون استثناء احد، لو غلّب الانتماء اللبناني والشأن اللبناني والمصلحة اللبنانية على ما عداها، ووضع نفسه وقدراته بتصرّف الدولة، وترك لرئىس الجمهورية ومجلس الوزراء ومجلس النواب حق اتخاذ القرارات المناسبة، كما نصّ على ذلك الدستور، عندها كان يمكن ان يكون لبنان الاقوى عربيا، والاغنى عربيا، والاكثر امنا عربيا واقليميا.

فؤاد أبو زيد - "الديار" - 11 كانون الثاني 2017

إرسال تعليق

 
Top