0
لم ينقطع الرئيس نجيب ميقاتي عن التواصل المباشر مع الاحياء الشعبية في طرابلس والتجوال فيها بين الحين والاخر، عدا تواصل مشاريعه الانمائية في هذه الاحياء بغض النظر عن اي استحقاق انتخابي، حيث ان امتداده في هذه الاوساط بقيت على حالها كما كانت منذ عدة سنوات. وبحسب برنامج جمعية العزم التي تأسست لهذه الاهداف الانمائية والاجتماعية في طرابلس. 
 
ما يحصل منذ فترة ومع بدء العد العكسي للاستحقاق الانتخابي هو بداية ما يمكن تسميته «بتحمية» الماكينات الانتخابية للقيادات والتيارات السياسية الناشطة في المدينة، فيما يظهر ان ميقاتي يعكف على مراجعة حساباته الانتخابية لتحديد التحالفات وكل الاحتمالات الممكنة منذ الان وبالنظر الى تطورات الاوضاع السياسية المحلية وفي المحيط الاقليمي. 
 
لا تخفي اوساط طرابلسية ان كتلة ميقاتي الشعبية هي ذات وزن يحسب لها حساب حتى انها في رأي هذه الاوساط باتت تضاهي حضور التيار الازرق الشعبي في المدينة، ولم يعد للرئيس ميقاتي من منافس جدي الا الوزير السابق اشرف ريفي الذي يتابع تمدده في الاحياء الشعبية في المدينة. لكن لاحظت هذه الاوساط ان ما يجري في هذه الاحياء التي تشكل ثقلا شعبيا وكتلة انتخابية مؤثرة هو مخطط لتطويق الحضور الشعبي لميقاتي وان هناك قوى دخلت على الخط تعمل لانتزاع القواعد الشعبية الموالية لميقاتي وتقدم اغراءات ممزوجة بخدمات جاهزة وفق الحاجة تنعكس تأثيرا في حضور ميقاتي الشعبي وترجم بازالة صور له ورفع صور لوجوه اخرى، منها جديدة ومنها معروفة. وهي اشارة الى ان ميقاتي مستهدف نظرا لحضوره القوي في هذه الاحياء. 
 
واستغربت هذه الاوساط ان يتمكن احد الوجوه الجديدة من استقطاب مفاتيح انتخابية معروفة بولائها لميقاتي وفجأة استدارت لترفع صوراً جديدة. ولعل ما يحصل يرسم علامات استفهام حول هذا الاستهداف لعدة اسباب بحسب الاوساط:
 
- اولا: لان ميقاتي يعتبر القوة الناخبة الاولى في طرابلس بعد تراجع التيار الازرق.
- ثانيا: لان هناك من يواصل التعبئة والشحن باتجاه ميقاتي واطلاق سيل من الشائعات حوله.
- ثالثا: لان هناك من يخشى نشوء تحالف بين ميقاتي والرئيس سعد الحريري ومن شأن هذا التحالف ان يتحول الى محدلة انتخابية تعوم التيار الازرق وتفضي الى نشوء كتلة وازنة لميقاتي في طرابلس والشمال...
 
تعتقد الاوساط ان ميقاتي مطلع على مجريات الاحداث ويراقبها بهدوء اعصاب لان ما يجري من نزع لصوره ورفع لصورة اخرى هي مجرد «فقعات صابون» ولا يمكن لحرب الصور ان تؤثر في ولاء مفاتيح انتخابية لها حضورها وتأثيرها حين تدق ساعة الانتخابات الجدية. اما على مستوى تحالفات ميقاتي المستقبلية فكل الاحتمالات مفتوحة تحت عنوان مصلحة طرابلس واهلها فوق كل المصالح. فالانتخابات هي معركة ديموقراطية لاجل طرابلس والنهوض بها والشمال، وفي رأي الاوساط ان ميقاتي نجح في التمدد خارج طرابلس نحو اقضية الشمال الاخرى، واي تحالف معه ينسحب على بقية تلك المناطق التي حقق فيها حضورا فاعلا لا يمكن تجاهله في الاستحقاق المقبل. 

دموع الأسمر - "الديار" - 27 كانون الثاني 2017

إرسال تعليق

 
Top