0
لم تتمكن زيارة رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل، الى القصر الجمهوري، من انتشال الحزب من المآزق السياسية التي وقع فيها من تاريخ تسلم النائب الجميل قيادة الحزب، واعتبرت مصادر كتائبية بقاعية ان الجميل الابن قد استعجل كثيراً في هذا الامر، خصوصاً في مرحلة يمرّ فيها الحزب بمنعطفات تحتاج الى اهل الخبرة السياسية، وآخر هذه المنعطفات الانتخابات الرئاسية، التي كشفت عن ابتعاد الكتائب كثيراً عن القراءة الصحيحة للمتغيرات الدولية والمحلية، والاقليمية، وهذا القصور الرؤيوي اثار موجة من البلبلة وعدم القدرة على اتخاذ قرار مبني على قراءة استراتيجية للمرحلة المقبلة.
 
هذا السلوك السياسي الغامض للحزب أدّى وفق المصادر الكتائبية البقاعية، الى استبعاده من الحكومة الحالية، ولم ترَ المصادر ايّ اصرار من حلفاء الحزب على ضرورة اشتراكه في الحكومة كما أصرّ فريق 8 آذار على اعطاء رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية وزارة سيادية، بالرغم من التباين الهائل الذي نشأ بين التيار الوطني الحر وتيار المردة على خلفية الانتخابات الرئاسية. هذا الوفاء لفرنجية من حلفائه، عبّر عنه النائب ايلي ماروني امام قيادة المردة في البقاع عندما زارت اقليم زحلة الكتائبي في الاسابيع القليلة الماضية.
 
خروج الكتائب عن الاجماع المسيحي فيما يخص وصول الجنرال ميشال عون الى رئاسة الجمهورية، فرض اتخاذ قرار ضمني بمواجهة العهد الجديد والخطوات التي اتخذها حزب الكتائب في البقاع عشية اختطاف سعد ريشا على يد العصابات المنتشرة في المنطقة، دلّت بشكل واضح على هذه المواجهة، فكان التحريض الى قطع كافة الطرقات الرئيسية والفرعية علّها تصيب حزب الله، الذي ألمحت اليه كل تصريحات المزايدين والمستثمرين، لا بل طرح ماروني في الاجتماع الذي عُقد في مطرانية الموارنة في زحلة لبحث قضية ريشا، الى انتشار مسلح، وهذا ما رفضه المطران جوزف معوّض والنواب الآخرون، جرى تلاسن بين ماروني والنائب السابق سليم عون الذي رفض هذا الطرح جملة وتفصيلاً، ويضاف الى التصعيد الكتائبي في البقاع، التغطية المكثفة التي قامت بها وسائل اعلام الحزب بشكل أدّى لطرح تساؤلات عديدة حول الاسباب العميقة لهذه التغطية، وتشير المصادر الكتائبية البقاعية، ان عدم ابلاغ نواب زحلة لماروني عن نيتهم بزيارة القصر الجمهوري واطلاع رئيس الجمهورية على اجواء المنطقة التي رافقت عملية خطف ريشار، أثار حفيظته وشن هجوماً لاذعاً طالهم جميعاً في مطرانية الروم الكاثوليك التي كانت تتحضر لعقد اجتماع للنواب والفعاليات لبحث الخطوات التي يجب اتخاذها للوصول الى الافراج عن ريشا.
 
كل التحريض الذي مورس باتجاه طائفة بعينها وقوى سياسية محددة في المنطقة، الذي صب في خانة الاستثمار السياسي، والتصويب على العهد الجديد الذي لم يستطع نشر الامن والاستقرار في المنطقة، جاء تصريح وزير الاعلام ملحم رياشي من منزل ريشا الذي زاره للتهنئة قال ظاهرة العصابات في المنطقة لم تحظَ بأي تغطية سياسية او دينية، ومردّها ازمات اقتصادية واجتماعية متراكمة سنعمل على حلها.

خالد عرار - "الديار" - 29 كانون الثاني 2017

إرسال تعليق

 
Top