0
بسحر ساحر، انقلبت السلبية التي طبعت طويلا مفاوضات تشكيل أولى حكومات العهد ايجابية دفعت بعض المتفائلين إلى القول إن التشكيلة الحكومية الجديدة ستبصر النور قبل عيدي الميلاد ورأس السنة لتكون عودة الحياة إلى المؤسسات عيدية للبنانيين، وإن كانت بعض العصي السياسية والمطلبية لا تزال تعيق الولادة الحكومية، بفعل رغبة الجميع في ركوب قطار العهد الجديد.

وتعزو مصادر سياسية عبر "المركزية" هذا التفاؤل إلى جملة عوامل قد يكون أبرزها خطاب الموالين للعهد "الذين لا يفوّتون أي فرصة لتأكيد انفتاح الرئيس الجديد على الجميع، بمن فيهم أشرس خصومه السياسيين، بدليل كلام وزير الخارجية جبران باسيل عقب اجتماع "تكتل التغيير والاصلاح" الذي أكد فيه السعي إلى توليفة حكومية تضم الجميع لتأمين إنطلاقة جامعة للعهد العوني".

وتلفت أيضا إلى أن كلام الرئيس المكلف سعد الحريري أمس من عين التينة يصب في الاتجاه نفسه، "علما أنه سبق بساعات قليلة إطلالة الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله الذي بدا حريصا على تبديد أجواء التشنج السياسي التي سيطرت على المشهد الحكومي في الآونة الأخيرة، بدليل أنه أطلق رسائل ايجابية في اتجاه معراب لأول مرة، متجاوزا الخصومة السياسية الحادة بين الطرفين".

وفيما تشير المصادر إلى احتمال أن يشهد الأسبوع المقبل تطورا حكوميا ايجابيا، علما أن عددا من المسؤولين قد يمضي فترة الأعياد في الخارج، يبدي مطلعون على كواليس التأليف، تفاؤلا حذراً إزاء ضرب المواعيد الحكومية، ويذكرون في السياق، أن "العقدة الحكومية الأخيرة لا تزال عالقة في بنشعي"، كاشفين عن مساع لترتيب لقاء يجمع باسيل والنائب سليمان فرنجية، في محاولة لايجاد المخارج المناسبة.

من جهتها، ذهبت مصادر المشاركين في مفاوضات التشكيل إلى الجزم عبر "المركزية" أن "حقيبة الاشغال لن تعطى للمردة، ذلك أن تمكّن فرنجية من الحصول على إحدى الحقائب التي يطالب بها، سيكون بمثابة انتصار له ونكسة صريحة للعهد الجديد".

في المقابل، يبدو فرنجية مصراً على حقه في حقيبة وازنة، في مقابل محاولات تهميشه وإقصائه. من جهتها، تلفت المصادر إلى أنه "قد ينال حقيبة غير تلك التي يطالب بها (الطاقة الأشغال، الاتصالات)، وهذا ما يشكل مخرجا مشرفا يحفظ ماء وجه الجميع، والأمور ذاهبة في اتجاه إسناد التربية او الصحة إلى المردة لتلج الأمور باب الحلول".

وختمت: المطلوب الدفع في اتجاه ترجمة الايجابية على أرض الواقع، وذلك عن طريق دعوة فرنجية إلى الانفتاح على الرئيس عون، ويقبل بما يعرض عليه. ذلك أن حل هذه العقدة، يجعل الأزمة الحكومية على خط معراب – عين التينة غير ذات شأن، ما قد يسهل التشكيل. 

"المركزية" - 10 كانون الأول 2016

إرسال تعليق

 
Top