0
بعد البيان - المبادرة لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون، عن ان ابواب القصر الجمهوري مفتوحة امام من لديه هواجس من السياسيين، ليستمع اليهم ويناقشهم، فاتحاً ثغرة في جدار حل ازمة تشكيل الحكومة، فان المواقف التي اعلنها رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل بعد اجتماع «تكتل الاصلاح والتغيير»، تكمل ما صدر عن رئاسة الجمهورية، من ان الحكومة تتسع للجميع وسمى كلاً من: «تيار المردة» والحزب السوري القومي الاجتماعي وحزب الكتائب وسنيين من 8 اذار والنائب طلال ارسلان، وهو كلام وضع في اطار ايجابي وانفتاحي وتلاق مع قوى سياسية وحزبية.
 
لكن هذه الاقوال يلزمها افعال، وان توضع موضع التنفيذ، وهذا كان رأي من سماهم باسيل، الذي ليس هو من يشكل الحكومة، لكنه احد طباخيها، كونه يمثل كتلة نيابية كبيرة، وتياراً سياسياً له حجمه الشعبي، اضافة الى ان رئيس الجمهورية هو مؤسس التيار الذي يرأسه باسيل، وعليه مسؤولية المساعدة على انطلاقة العهد، اذ تشير مصادر سياسية في ما كان يسمى 8 آذار، او حلف المقاومة، الى ان المسألة هي في التمثيل المسيحي في الحكومة، ما يؤخر تشكيل الحكومة، لان القوى السياسية والحزبية الاخرى من الطوائف الاسلامية، حسمت امر تمثيلها وحجمها في الحكومة، اذا ما حصلت مقايضات وسيمثل الطائفة السنية «تيار المستقبل» والطائفة الشيعية، تحالف «حزب الله» وحركة «امل»، والطائفة الدرزية بحصة للنائب وليد جنبلاط، ويبقى كيف ستتوزع المقاعد المسيحية.
 
فالتحالف الذي نشأ بين «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر»، يحاول ان يشكل ثنائية مسيحية، يكون لها الحصة الكاملة في الحكومة، كما في الانتخابات النيابية المقبلة، وفي الادارات الرسمية، وتحت عنوان «عودة المسيحيين الى الدولة»، بوصول رئيس قوي يمثل تحالف تياره مع «القوات اللبنانية» وبحجم 86% من المسيحيين ان لم يكن اكثر. لذلك فان الازمة تكمن هنا، تقول المصادر، وهو ما يجري بحثه حول كيف تتمثل القوى المسيحية مثل المردة والكتائب او الحزب القومي العابر للطوائف، ولكن له وجوده التاريخي في مناطق ذات الكثافة المسيحية، مثل الكورة والمتن الشمالي وكان له فيهما مرشحون ثم نواب من هذين القضاءين، اضافة الى انه يتمثل بنائبين مسيحيين في قضاءي مرجعيون - حاصبيا النائب اسعد حردان وفي بعلبك - الهرمل النائب مروان فارس.
 
فكيف سيتم تمثيل قوى لها وزنها المسيحي، حيث تتسع لها حكومة من 24 وزيراً، ليتوزع عليها ثلاثة وزراء مسيحيين، اذا ما تم توزيع عادل وفق الاحجام وتوزيع الحقائب بحيث ما طرحه الوزير باسيل، تضيف المصادر، يجب ان يكون له جواب في تمثيل هذه الاطراف، اذا ما جرى تخفيض حصة «القوات اللبنانية» من ثلاثة وزراء الى اثنين، تقول المصادر، وان يعطي رئيس الجمهورية من حصته «كأب للجميع»، طالما هو على مسافة واحدة من كل الاطراف، فيكون التمثيل المسيحي لحكومة من 24 وزيراً تضم 12 مسيحياً على الشكل الآتي: «التيار الوطني الحر» ثلاثة وزراء، «القوات اللبنانية» وزيران، رئيس الجمهورية وزيران، الطاشناق وزير واحد، المردة وزير واحد، الكتائب وزير واحد، القومي وزير واحد، مسيحي مستقل وزير واحد.
 
هذه الصيغة تحفظ تمثيل كل القوى التي لها حضور مسيحي برأي المصادر، وان اربعة احزاب منها، وهي «التيار الوطني الحر» و«القوات» والكتائب والمردة، اعتبرت في لقاء بكركي الاكثر تمثيلا مسيحيا وفق الاحجام. اما الحزب القومي، فانه لا طائفي، ويمكنه كما ابلغ الرئيس المكلف ان يسمي وزيراً من اي طائفة، وسبق ان تمثل بوزير سني حسن عز الدين ووزير شيعي علي قانصو، ووزير ارثوذكسي اسعد حردان، ودرزي محمود عبد الخالق، واذا عُرض عليه مقعد كاثوليكي فلديه النائب مروان فارس وغيره، كما من الموارنة والاقليات.
 
فالتمثيل المسيحي يُحل في الحكومة بالمرونة التي ابداها باسيل، الذي عليه ان يقنع حليفه الجديد «القوات اللبنانية»، بذلك، لا ان يستمع الى جعجع الذي يؤكد أن على رئيسي الجمهورية والحكومة المكلف ان يصدرا مراسيم الحكومة، ومن يقبل يقبل، ومن يرفض يعارض، وهذا الطرح لا يلامس «الواقعية السياسية» التي بدأ رئيس «التيار الوطني الحر» يتعاطى معها، وهو يرتبط بتفاهم مع «حزب الله» الذي وقف الى جانب وصول العماد عون الى رئاسة الجمهورية، ويعتبر فرنجية حليفاً شريفا، ولا يمكن ان يقصيه احد، او لا يعطيه حقه، تقول المصادر التي تؤكد على ان الحكومة دون مكونات فيها ذكرها باسيل، لن تولد، ولا يمكن «للقوات اللبنانية» التي ساهمت في تسهيل انتخاب عون ولم تصنعه، ان تفرض وصاية على العهد.

كمال ذبيان - "الديار" - 10 كانون الأول 2016

إرسال تعليق

 
Top