0
تتحدث مصادر قريبة من الرئيس نجيب ميقاتي عن أنه عازم على العمل في المرحلة المقبلة، ومن خلال «المعارضة البناءة» التي ينوي المضي فيها، وعلى أساس نهج الوسطية والاعتدال الذي يتبعه، على وضع القوانين الأساسية لحسن تنفيذ مضامين اتفاق الطائف وتبيان كل إيجابياته وسلبياته، لأن الأولوية في نظر الرئيس ميقاتي هي للشروع في استكمال تطبيقه قبل المناداة بتغييره أو تعديله، ولأن تكرار الدعوات الى إعادة النظر ببعض بنوده سيفتح الباب عمليا على مواضيع لا مصلحة فــي الوقت الراهن لإثارتها قبل تحصين الساحة الداخلية التي يقول ميقاتي إنها تمر اليوم بحالات من التجاذب والضياع وتتأثر مباشرة بأوضاع المنطقة التي تتجه الى مزيد من التشابك والتعقيد.

أما على صعيد الشمال، فتؤشر المواقف المتميزة التي يتخذها الرئيس ميقاتي والحركة التي يقوم بها شمالا، الى اتساع التأييد الشعبي له الذي لم يعد محصورا في مدينة طرابلس وضواحيها، بل توسع الى مناطق عكار والضنية والمنية، حيث ترتسم معالم التحالفات في الانتخابات النيابية المقبلة والتي سيكون لـ «تيار العزم» الذي يشرف عليه الحضور السياسي المستقل المتمايز عن بقية التيارات والذي طبع أداء الرئيس ميقاتي سياسيا على المستوى الوطني، وإنمائيا على مستوى الشمال عموما، وطرابلس وعكار والضنية خصوصا.

واللافت في هذا السياق حضور ميقاتي وتياره في مناطق كانت قبلا معقودة اللواء سياسيا لتيار المستقبل، من دون أن يعني ذلك أن رغبة الرئيس ميقاتي هي الدخول في مواجهة سياسية مع التيار انطلاقا من قناعة لديه بأن العمل السياسي يتسع للجميع وعلى المواطنين أن يحددوا خياراتهم.

وتقول مصادر متابعة: ان ما عزز وضع الرئيس ميقاتي مؤخرا، في الشمال وخارجه، ثباته على مواقف وطنية قارب فيها المواضيع الخلافية أو تلك التي لا يجرؤ الكثيرون على مقاربتها والتي كانت له فيها مواقف تم توصيفها بـ «الوسطية»، وإذا بتسلسل الأحداث يظهر صوابية هذه المواقف التي استعارها منه كثيرون وباتوا يروجون لها ويدافعون عنها. 

"الأنباء الكويتية" - 16 كانون الأول 2016

إرسال تعليق

 
Top