اكثر الاحاديث السياسية المتداولة في طرابلس والشمال هذه الايام هي تطورات الخصومة السياسية بين الرئيس سعد الحريري والوزير اشرف ريفي ومآل هذه الخصومة وانعكاسها على طرابلس وحياتها السياسية والخدماتية..
ولاحظت الاوساط انه في الوقت الذي انكفأت فيه الخدمات الاجتماعية وتعثر المجلس البلدي في خطواته ومع اقتراب استحقاقات انتخابية، تشهد المدينة حركات سياسية على وقع الاستعداد للاستحقاق الانتخابي النيابي المرتقب وقد نشطت مكاتب القيادات الطرابلسية في تنظيم لقاءات وندوات ومهرجانات تحت عناوين شتى بخاصة انشطة تيار الرئيس نجيب ميقاتي الحافلة باللقاءات الشعبية الى انشطة مركز الصفدي فيما ريفي ينظم لقاءات مع كوادر وهيئات شعبية طرابلسية اسبوعيا يغص بهم مكتبه وبدا انه يستعد لاطلاق تياره السياسي المستقل في الاسابيع المقبلة في ظل استطلاعات رأي تتحدث عنه كونه الرقم الاصعب الذي فرض نفسه على الساحة الطرابلسية.
الهاجس الاول للمعنيين بخصومة الحريري ـ ريفي المعروفة الاسباب هو العمل على ترميم العلاقة بين الرجلين وصولا الى اعادة المياه لمجاريها بينهما وساد في التداول ان مساعي سعودية تبذل لازالة العقبات وبدأت هذه المساعي منذ الزيارة التي قام بها الموفد السعودي السبهان الى لبنان واجتماعه بريفي والطلب اليه وقف الحملة على الحريري كونه يمثل السعودية في لبنان وخطاً احمر غير مسموح تجاوزه.
منذ ذاك الحين لاحظت الاوساط السياسية ان السجال المتبادل بين الرجلين توقف لا سيما ان ريفي بات يرسل اشارات ايجابية نحو الحريري بخاصة ان علاقته بأقطاب من تيار المستقبل لم تنقطع وفي المقدم الرئيس فؤاد السنيورة الذي بدا انه الاقرب الى موقف ريفي.
هناك من يستعجل اجراء هذه المصالحة لان العد العكسي للانتخابات النيابية يضيق من فسحة الوقت وان حاجة تيار المستقبل الى رأب الصدع بينه وبين اخصامه هي ملحة اكثر من حاجة ريفي اليها الذي يظهر ارتياحا لوضعه الشعبي والانتخابي ويجعله في موقع التحدي لجميع القوى والتيارات السياسية المحلية وقد اعد العدة لتشكيل هيكلية تنظيمية من شأنها مواجهة تيار المستقبل والقوى الطرابلسية الاخرى.
الى جانب ذلك يجري الحديث عن تحالفات جديدة في المدينة في حال نجح اللقاء بين الحريري وريفي، اذ تعتبر اوساط ان هناك مساعي جدية لايجاد صيغة تجمع بين الاقطاب السنة في طرابلس، وبات ذلك على قاب قوسين بعد المصالحة التي تمت بين الرئيسين ميقاتي والحريري اضافة الى تودد الوزير الصفدي للحريري وبعد وعد كبارة بوزارة ليحسم خياره الى جانب الحريري وان الوعد بالوزارة حصل كونه اثبت الوفاء للحريري ولمواقفه في كل المراحل.
لا يخفى على احد في طرابلس ان ريفي بات حالة سياسية لا يمكن تجاوزها وهذه الحالة دفعته لأن يبدأ بالتحضير بتشكيل لائحة من مرشحين لم يسبق لهم خوض تجارب سياسية وان ريفي مقتنع بترشيحه للوجوه الشابة الذي سيشكل تحديا جديا يحدد فيه حضوره الشعبي الطرابلسي ولذلك يحرص على ان يبقى خطابه السياسي مرتفعا لن يغيره باتجاه تكرار الاتهامات لحزب الله وايران وسوريا كون هذا الخطاب يشكل مادة استقطاب شعبية، والابتعاد عن استهداف الحريري وتيار المستقبل وكأنه تمهيد لمرحلة المصالحة المنتظرة والتي من شأنها ان تغير المعادلة السياسية في طرابلس.
دموع الأسمر - "الديار" - 7 كانون الأول 2016
إرسال تعليق