0
نشطت مساعي تأليف الحكومة خلال الساعات الماضية بعيدا عن الانظار اثر ركود اصاب العملية لأيام انعكس جمودا في حركة الاتصالات والمشاورات التي عادت لتتفعل في الظل من قبل المعنيين وفي مقدمهم الرئيس المكلف سعد الحريري الذي يحرص على التزام الصمت التام في كل ما يقوم به راهناً من خطوات واتصالات من شأنها انتاج حكومة وحدة وطنية لا تستبعد احدا من الكتل النيابية والتيارات السياسية والحزبية.

في الموازاة تتوقف اوساط شمالية قريبة من تيار المردة عند الجفاء الحاصل بين رئيسه النائب سليمان فرنجية ورئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل الذي يسعى على ما تقول الاوساط نفسها الى استبعاد النائب فرنجية ليس من الحكومة وحسب انما عن العهد ورئيسه العماد ميشال عون في محاولة لعزله وذلك لحسابات مناطقية بحتة لا لسبب جوهري بل لفقدان الكيمياء بين الجانبين نتيجة مواقف لم يكن في نظر انصار فرنجية من داع لاتخاذها من قبل باسيل الذي لطالما كان محط رعاية واحتضان من قبل زغرتا وزعيمها.

وتضيف ان فرنجية وقبل ان يتم تحويله مشكلة تعوق عملية تأليف الحكومة بادر الى اكثر من مرة الى التقرب سابقا من رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون ولاحقاً بعيد انتخابه رئيساً للجمهورية وهو القائل في هذا الاطار ردا على سؤال حول زيارته بعبدا ان رئيس الجمهورية لا يطلب اللقاء بل هو يستدعي اياً كان اذا اراد ولكن في مقابل هذه الخطوات الانفتاحية لم يلق اي جواب لا سلباً ولا ايجاباً وتم التعاطي معه وكأنه لا حيثية له اطلاقا وغير موجود وهو ما لا يرضاه اطلاقاً.

في المقابل تقول اوساط التيار الوطني الحر ان التيار لا يريد ابعاد فرنجية عن الحكومة والعهد لكنه متخوف من ان يقدم في حال اعطي حقيبة اساسية على توفير تغطية مطلوبة لبعض فريق المعارضة سواء من خلال مجلس الوزراء او حتى داخل الوزارة وهيكليتها الادارية. وهو ما يتخوف منه باسيل ووزراء التيار الوطني الحر وتكتل التغيير والاصلاح راهنا وسابقاً.

وتضيف: ان المخرج المقبول من الجميع والذي قد يكون خيارا مرجحا اعتماده في التشكيلة الوزارية المرتقبة اسناد حقيبة الصحة الى تيار المردة ومن يمثله خصوصا وان هذه الحقيبة تعتبر من الوزارات الخدماتية وسبق للنائب فرنجية ان قبل بها وتولاها في الحكومات السابقة وان لا حيثية للتيار والتكتل فيها.

اما بالنسبة الى زيارة فرنجية القصر الجمهوري تقول الاوساط نفسها ان الامر قيد البحث والمعالجة من قبل الاوساط المعنية ولكن المراد لمثل هذه الزيارة ان تكون ناجحة وتؤدي المطلوب منها خصوصا لجهة ما اصاب العلاقة ما بين عون وفرنجية قبيل اتمام الاستحقاق الرئاسي او بعده.

ولا تستبعد الاوساط ان يتم ذلك قبيل تشكيل الحكومة او بعدها بقليل خصوصا وان الدوائر المحيطة بالقصر الجمهوري والمعنية بتشكيل الحكومة تحرص على الاتيان بحكومة وحدة وطنية تمثل كافة المكونات في البلاد وتشكل جسر عبور لمصالحة شاملة من شأنها الدفع في اتجاه تحريك عجلة النهوض بالبلاد واخراجها من الجمود القاتل المسيطر على كافة القطاعات.

"المركزية" - 1 كانون الأول 2016

إرسال تعليق

 
Top