0
أيّتها المرأة الكريمة أتَسمحينَ لي ببعض اللاءات؟

تثقَفي وانجحي تسَلَّحي بسلاح العلم والمعرفة، ضعيهما ايقونة في صدرك، إصنعي دساتيرك وسِنّي قوانينك الصارمة بنفسكِِ واصدري احكامك وشرائعكِ ِ على ذاتكِ انطلاقاً من مبادئك وقيمك وثوابتكِ وإن كانت أشدّ حزماً من شرائع المجتمع عليكِ. لا تدعي أحداً ينتزع نجاحك وفرحتُكِ ويُجرّدكِ من طموحاتكِ، لا تتأثري بثرثرات الفارغين عليكِ لأنّهم ضُعفاء، عاجزين لا يُطيقون لمعان الفرحة تتلألأ أو اهازيج التفوّق تلوح في عيْنيْكِ، لا تدعي مجتمعك المريض يسنّ عليك القوانين ويفرض قائمة الممنوعات الفاشلة والقرارات الإستبداديّة الخاطئة التي لا تمتُّ للحضارة والرقيّ بأيّ صلة. لا تأْبهي إطلاقا لانتقاداتهم اللاذعة وتعليقاتهم الرخيصة والمُهينة! 

لا تهتمّي بالحاقدين وذوي النفوس المريضة والعقول الناقصة الذين لا يبغون إلاّ تحطيمكِ وتحجيمكِ ، لا تنشغلي وتُضيّعي وقتكِ بالرد على تفاهاتهم وسخافاتهم، ودعي القدر يقوم بهذه المهمّة ويُعاقبهم، لا.. لا تدعيهم يسلبون منكِ حقوقكِ المقدّسة ويُطالبونكِ بواجباتكِ.

إيّاكِ أن تَظُنّي يوما انَّ قطار الوقت قد فاتُكِ، فابواب المعرفة دائماً مُشَرّعة امامكِ وسيوف النجاح دائما بانتظاركِ.

إجعلي كتابُكِ هو صديقكِ الحميم والامين، إقرإي.. أُترُكي كلّ شيء وإقرأي، فالقراءة هي السبيل الاقرب لسموّ الروح وإرتقاء الفكر.
وهل تدرين ما هو اهم إنجاز تقومين به ؟ الإنجاز الاوّل هو ان تتحرّري من القيود البالية والافكار التقليديّة المفروضة عليك، ان تتمرّدي على صغائر عقولهم وسماكة قشورهم وسطحيّاتهم السخيفة!

أحبّي واعشَقي ولكن لا تدعي الرجل هو هدفك الوحيد في الحياة، لا بلْ انطلاقا من تحقيق اهدافكِ وتطلّعاتكِ السامية إختاري الرجل الذي لا يكون ادنى مرتبة ممّا تستحقين! إختاري الرجل الذي يُخاطب روحكِ قبل جسدك، الرجل الذي يهيم في حقول افكاركِ ويُبحر في سفينة عقلك وفكركِ، رجلا يغرق في بحور طموحاتك وهاجسكِ، رجلا يستمع، يُصغي إليْكِ، يقرأُ لكِ، يُقدّر آراءكٍ ومواقفكِ، رجلا تكتسبين منه، رجلا يُسدي اليْكِ النصائح المثمرة ويُوجه النَّقد البنّاء، رجلا لا يُراقب بل يثق، رجلاً لا يُعاقب بل يتفهم، رجلا يُتقنْ فنّ الإصغاء قبل فنّ الكلام وإصدار الاحكام، إبتعدي عن الرجل الفارغ الذي لا يرى فيكِ إلاّ جسدا فانياً، إبتعدي عن الرجل الذي يخشى المرأة القويّة، الطموحة والناجحة، واتركيه لمنْ تستحقه.

إيّاكِ.. إيّاكِ ان تكوني شيْطاناً أخْرساً، ساكتا عن الحق.

لا تتَردّدي ولا تخافي يوما من خيبة أمل أو من فشل، فالنجاح ما هو إلاّ جنين التجارب ومولود الفشل. إجعَلي عدوّكِ اللّدود مضيعة الوقت سدىً والكسل والخمول، وتذكري دائما أنّ الوقت هو سر العبور والنجاح.

إيّاكِ ثمّ إيّاكِ ان تسمحي لثقتكِ بنفسكِ ان تقودكِ الى الغرور والتعالي اللّذين يأسران طموحاتك ويَحطّان من عطاءاتكِ وقدراتكِ، تنَمَّقي بسمات المحبة وتحلّي بنعمة الصبر وكذلك التواضع التي هي اقرب سبيل الى العظمة.

إيّاكِ.. إيّاكِ ان تكوني فارغة وتستندي على مظهرك الخارجيّ الفاني، كوني خمس ملكات في واحدة: أناقة، جمال، معرفة، علم، ذكاء.

حافظي على كرامتكِ واجعليها فوق كلّ اعتبار ، لا تدعي احدا يسلبُكِ ايّاها لأنّكِ لن ولن تتمكَّني من استرجاعها.

لا...لن اقولَ لكِ لا ترتكبي الاخطاء بل سأقول تجرّإي في المضيّ قدما حتّى لو ارتكبْتِ الاخطاء وتحلّي بالجرأة ذاتها في العدول عنها واستنتاج العبر الى الامام.

سيّدتي.. حاولي دائماً ان تجْمعي بين روح الطفولة و قوّة الشخصيّة والانوثة، بين الحكمة والطيبة والذكاء!

أجل.. في داخلك قدرة ومقدرة عظيمتان وقوّة هائلة، خارقة اودعها الخالق عزّ وجلّ فيكِ، دعيها تستيقظ وجَسّديها اقوالا وافعالا وأهدافاً ولا تكوني جاحدة بحق نفسكِ. إجعلي الإنتصار والتفوّق شعاركِ الوحيد، وعقيدتُكِ السيْر الى العلاء، لا تنظري الى الوراء إلاّ لاستنتاج العبَر المثمرة نحو الافضل، تمتَّعي بحريّتكِ المصوّنة بالمبادئ والقيم، إنتفضي، ثوري على إعاقتهم، على إملاءاتهم الفاشلة، أثبتي نفسكِ، كوني أمّ ناجحة، زوجة وفيّة، صديقة مخلصة، كوني وطن، كوني أمّة، كوني مدرسة، كوني إمرأة أنيقة، جميلة، واثقة، مُشعة، طموحة، مؤمنة وشغوفة، كوني زهرة تفوح بشتّى انواع العطور، كوني شمسا وهّاجة تنشر الدفء حولها، كوني ربيعا دائم الإخضرار، كوني أنتِ، كوني امرأة!

نعم.. عندما تكونين امرأة، يكون هو حتماً رجلاً.

رامونا الشدياق - "ليب تايم" - 10 تشرين الثاني 2016

إرسال تعليق

 
Top