0
يظلّل الاتصالاتِ الجارية على خط تأليف الحكومة، طيفُ الانتخابات النيابية المقبلة المحددة مبدئيا في ربيع 2017. فالاستحقاق حاضر في خلفية المشهد بقوة خصوصا في "لا وعي" القوى المسيحية، ليس فقط من باب تسابق الاطراف على "تناتش" الحقائب الخدماتية، بل من زاوية التحالفات السياسية التي ستحكم المرحلة المقبلة أيضا، اذ ترى مصادر سياسية مراقبة عبر "المركزية" ان "صورة" الحكومة العتيدة سترسم الى حدّ بعيد، خريطةَ التحالفات.

فـ"التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" يسيران جنباً الى جنب في قطار "التشكيل" اليوم، وقد أكد الوزير جبران باسيل أمس "أننا و"القوات" سنفكر كيف نعطي، لكن لن يأخذ أحد منا ما هو لنا"، في حين أشار رئيس القوات سمير جعجع الى ان "البعض منزعج من مشاركتنا في الحكومة العتيدة لكن لن يترك رئيس الجمهورية أي مجال لهذا الأمر وهو ملتزم معنا، ونحن لسنا في وارد فك الارتباط بيننا أبدا".

واذا كان طرفا "تفاهم معراب" سيخوضان بلا شك الانتخابات النيابية المرتقبة جنبا الى جنب، والظروف الزمنية والسياسية توطّد أسس تحالفهما، فان الاطراف المسيحية الاخرى تتهيّأ أيضا للمرحلة المقبلة انطلاقا من اتصالات "التشكيل" الحاصلة اليوم.

فرئيس الكتائب النائب سامي الجميّل يرفع الصوت ضد ما يعتبره "محاولات لتهميشه وعزله" من قبل معراب في شكل خاص، كما يطالب بقانون انتخابي عادل. وتقرأ المصادر بين سطور صرخة النائب المتني دعوة الى الحوار معه من قبل الثنائي المسيحي، خصوصا على أبواب الاستحقاق الانتخابي المرتقب.

اما تيار "المردة"، فيطالب من جهته بوزارة أساسية كالاتصالات أو الطاقة أو الاشغال، ويلعب رئيس مجلس النواب نبيه بري دورا كبيرا لضمان حصول حليفه النائب سليمان فرنجية على "رغباته الوزارية"، وفق المصادر، لا سيما في أعقاب ما حكي عن احتمال توزير رئيس حركة الاستقلال ميشال معوض من ضمن حصة "القوات"، برضى من الوطني الحر.

في الموازاة، يحاول حزب "الوطنيين الاحرار" وشخصيات مسيحية مستقلة، بعيدا من الاضواء تشكيل تكتّل أو تجمّع سياسي، ربما توسّع ليشمل "الكتائب" و"المردة"، والهدف منه خلق توازن على الساحة المسيحية مع ثنائي التيار – القوات والتصدي لحصر التمثيل المسيحي بهما.

وليس بعيدا، تفيد المصادر ان أي لقاء للاقطاب الموارنة في بكركي، مستبعد حاليا، خصوصا أن بنشعي لم تتحمّس للفكرة كثيرا. وفي السياق، تتحدث عن مساع لعقد مصالحة بين "التيار الوطني الحر" و"تيار المردة" وترتيب العلاقات بين رئيسيهما باسيل وفرنجية، لم تحرز أي تقدم حتى الساعة، علما ان فرنجية كان أعلن على هامش مشاركته في الاستشارات النيابية التي أجراها الرئيس سعد الحريري "أننا مستعدون لجلسة مصارحة مع الرئيس ميشال عون إذا أحب ذلك وإذا لم يحب "فهذه مشكلته"، مؤكدا "أننا نحترم موقع الرئاسة ونتعاطى معه على أساس أنه رئيس الجمهورية".

وفي عود على بدء، تشير المصادر الى ان معظم الاطراف السياسيين يتعاطى مع عملية تأليف الحكومة وهاجس المرحلة المقبلة وتحالفاتها في ذهنه، والحراك الدائر اليوم على ضفاف التشكيل يعدّ الى حدّ كبير "استباقيا" أو "وقائيا" لتحصين المواقع والتحالفات على مشارف الاستحقاقات المنتظرة.

"المركزية" - 14 تشرين الثاني 2016

إرسال تعليق

 
Top