0
حال من الترقب تعيشها طرابلس، في انتظار ولادة الحكومة الجديدة، لمعرفة الأسماء التي ستشارك فيها وحصّة المدينة فيها. وإذا كانت صور الرئيس سعد الحريري قد عادت بكثرة إلى الشوارع والساحات بعد تكليفه تشكيل الحكومة، فإن صور الطامحين إلى دخول حكومته تنتظر إعلان التشكيلة الحكومية كي ترتفع إلى جانب صوره.
وحده النائب محمد كبارة لم ينتظر صدور مرسوم تشكيل الحكومة، إذ عكف منذ ورود اسمه في أغلب التشكيلات التي تتناقلها وسائل الإعلام، وإعلانه أن الحريري وعده بتوزيره، على المداومة في مكتبه في محلة التل لاستقبال الوفود والزوار المهنئة مسبقاً، فضلاً عن قيامه بجولات في المدينة.
وفي رأي كثيرين، أن حركة كبارة الاستباقية تهدف إلى الضغط على الرئيس الحريري لعدم التراجع عن وعده والتلويح بأن إبعاد «أبو العبد» عن تشكيلة حكومته سيكون مكلفاً جدّاً قبل أشهر من الانتخابات النيابية المرتقبة، خصوصاً أن الحريري يدرك أن كبارة وحده من بين نواب كتلته يمتلك حيثية سياسية مستقلة عنه، وبالتالي إن إقصاءه عن الحكومة ليس في مصلحة التيار الأزرق، لأن خصومه، وأبرزهم الرئيس نجيب ميقاتي، ينتظرون لحظة كهذه لاستمالة النائب الشمالي إلى جانبهم في النزال الانتخابي المرتقب. وبهذا الأسلوب يكون كبارة قد قطع الطريق مسبقاً على طامحين من داخل تيار المستقبل في طرابلس يتطلعون إلى المشاركة في حكومة الحريري، كالنائب سمير الجسر أو النائب السابق مصطفى علوش.
ميقاتي، من جهته، يدرك أنه سيواجه في الانتخابات النيابية المقبلة تحدّيات كثيرة، منها أن الحريري عاد إلى السلطة واستعاد معها بعض قوته ونفوذه، وأن الوزراء، من أشرف ريفي سابقاً إلى كبارة لاحقاً وغيرهما، باتوا أرقاماً صعبة في المعادلة السياسية في طرابلس ليس من السهل تجاوزها، ما يجعله أمام مفترق طرق: إما الالتحاق بركب لائحة الحريري بمفرده، أو خوض مواجهة ضده، انطلاقاً من معرفته من خلال تجربته السابقة أن المعارضة تكسب شعبية أكثر من السلطة.

عبد الكافي الصمد - الاخبار 16 تشرين الثاني 2016

إرسال تعليق

 
Top