0
لا تزال عصي كثيرة تعترض دواليب المفاوضات الجارية للمّ شمل المجتمع السياسي في توليفة وزارية يريدها المعنيون تجسيدا للوحدة الوطنية بين اللبنانيين. وإذا كانت عقدة "الأشغال" لا تزال عالقة على خط معراب - بنشعي- عين التينة، فإن المراقبين لا يسقطون من حساباتهم تموضع الكتائب في باكورة حكومات عهد الرئيس ميشال عون. ففي وقت لا يفوّت النائب سامي الجميل، تماما كسائر كوادر حزبه، فرصة تأكيد اعتماد مقاربة ايجابية تجاه العهد الجديد، ما يفسر مطالبته بمقعد وزاري في حكومة يفترض أن تكون جامعة، فإن كلاما كثيرا سرى في الآونة الأخيرة عن احتمال بقاء الكتائب خارج الحكومة لأن صيغة 24 وزيرا لا تتيح توسيع مروحة المشاركين إلى حد ضم بعض الأفرقاء "المعارضين" وبينهم الكتائب.

إلا أن أوساط الصيفي نفت عبر "المركزية" هذه الأجواء، مؤكدة "أننا لم نسمع كلاما من هذا النوع. في كل الأحول، بالنسبة إلينا، تشكيل الحكومة لدى الرئيس المكلف. ونعتبر أن مكاننا في حكومة وحدة وطنية محفوظ، بناء على ما نسمعه من رئيس الجمهورية ومن الرئيس الحريري".

وفي معرض الكلام عن أن التمثيل الوزاري في الحكومة المرتقبة يجب أن ينسجم مع الحضور في الندوة النيابية، ما يدفع كثيرين إلى انتقاد الجميل لجهة رفع سقف المطالب، لا تفوت مصادر الكتائب "فرصة تذكير الجميع أننا حزب تاريخي موجود بقوة ولنا خمسة نواب في البرلمان، ما يعني أن من حقنا أن نكون حاضرين في الحكومة، وهو ما كرسه وعدا رئيس الجمهورية والرئيس المكلف"، مشددة على "أننا إلى جانب رئيس الجمهورية في مشروعه لأن العهد دنا منا في رسالته، بدليل خطاب القسم الذي أقنعنا ونحن سنتابع ما يجري على الأرض في مراحل لاحقة".

وعما يتردد عن أن حصة الكتائب لم تبحث بعد في كواليس التأليف، تشير أوساط "الصيفي" إلى أن "لا كلام جديا في هذا الشأن. وكل ما نراه اليوم لا يعدو كونه "بالونات إختبار إعلامية" غير صادرة عن المعنيين بمجريات التشكيل، علما أن لنا كل الثقة بالرئيس الحريري، وبالحلف الذي يجمعنا"، كاشفة عن "ميل داخل المكتب السياسي الكتائبي إلى توزير الشيخ سامي الجميل في "وزارة لائقة"".

وفي مقابل الايجابية التي يبدو الجميل حريصا على تأكيدها في كل إطلالة له على حلفائه وخصومه على السواء، تكثر التساؤلات عما إذا كان نائب المتن الشاب يلحظ احتمال الركون إلى خيار المعارضة الذي أتاحه له عدم الاقتراع لصالح عون في مجلس النواب. من جهتهم، يلفت الكتائبيون إلى "أننا لا نريد أن نصدم العهد وهو في بداياته، بمعارضة لا نجد لها مبررا كافيا اليوم، في وقت يريد فيه الرئيس عون تنفيذ خطاب القسم، والحفاظ على السيادة وإزالة التفلت الذي نراه في لبنان. وهذه العناوين تشكل مشروعا متكاملا لا يمكن إلا أن نكون إلى جانبه. لكننا سنلجأ إلى المعارضة إن أخل العهد بالثوابت الأساسية".

وفي السياق نفسه، تعزو "الصي" تأخر التأليف إلى مطالب كثيرة يرفعها حلفاء العهد السابقون والجدد على السواء، بدليل اعتراف عون بصفقة أبرمها مع "القوات" قبل انتخابه، من دون أن ننسى الفيتوات المتبادلة التي نرفضها. كل هذا يجعلنا نقول إن مجريات التأليف أرست معادلة جديدة تؤكد أن "حزب الله" هو الممر الالزامي إلى مختلف الاستحقاقات في لبنان. ذلك أن تماما كما كان "حزب الله" ممرا إلزاميا لانتخاب عون رئيسا، يبدو اليوم أن الرئيس نبيه بري (الذي يفاوض باسم "حزب الله" أيضا) ممرّ إلزامي إلى تشكيل حكومة العهد الأولى.

"المركزية" - 25 تشرين الثاني 2016

إرسال تعليق

 
Top