منذ ما يقارب المائتي عام، بنى بشير جنبلاط - احد كبار العائلة الجنبلاطية - كنيسة مارونية في المختارة، ولم يكن في المختارة موارنة، كانت الكنيسة تخدم ضيوفه – لاسيما آل الخازن من مشايخ كسروان - عندما يأتون الى المختارة لقضاء جزء من الصيف.
وفي تلك المرحلة ايضا بنى البشير جامعا الى جوار قصر المختارة، خصص لصلاة من يريد من العائلة والضيوف، لاسيما منهم ابناء اقليم الخروب، وكبار الزائرين من السلطنة العثمانية.
أعاد رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط ترميم الكنيسة والجامع، وفي هذا التوقيت المفصلي من تاريخ لبنان، وقد دعا الى تدشين الكنيسة بحضور البطريرك الماروني بشار الراعي وفعاليات آل الخازن، وحشد من شخصيات البلاد من مختلف المشارب والاتجاهات، كما سيدعو في سبتمبر المقبل الى تدشين الجامع بحضور مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان وجمع من الشخصيات الوطنية والاسلامية.
بصرف النظر عن اختلاف الاوضاع بين بدايات القرن الـ 19 وبدايات القرن الـ 21، تبقى المشتركات اللبنانية هي هي.
فتعاضد العائلات اللبنانية بعيدا عن التعصب والانغلاق انتجت الخصوصية اللبنانية منذ ايام الإمارة، مرورا بعصر الولايات الى زمن المتصرفية الذي غلب عليها النمط العثماني، وصولا لعهد الانتداب الفرنسي ومن ثم الاستقلال الاول في العام 1943 والثاني في العام 2005.
الخطوة الجنبلاطية الجديدة تعيد التذكير بالفكرة اللبنانية الجامعة، والتي كانت وحدها وراء إنشاء لبنان الكبير.
ولبنان الكبير الذي ولد من رحم النتائج السياسية للحرب العالمية الاولى، وكرس دولة مستقلة بموجب اتفاق سايكس – بيكو وأعلن عن قيامته في العام 1920، مهدد بالانفراط في ظل الاجواء التي تحيط به – او التي يعيشها في الداخل ـ وصورة فكفكة حدود الدول ترتسم على الجدران المدمرة في حلب وفي الفلوجة وفي الرقة وفي كردستان وفي الحسكة ومنبج، ويمكن ان نقول في كل مكان.
لا تعني خطوة جنبلاط الجامعة، استعادة للثنائية الدرزية – المسيحية في الجبل على الإطلاق، فخصوصيات عصر الامارة ولّت الى غير رجعة، كما ان خصائصها المحلية لم تعد قائمة على الاطلاق.
ولكن التذكير بأهمية دور الوفاق الجبلي بكل مكوناته قد يكون ضرورة للاستفاقة من الغفوة الوطنية التي طالت تحت تأثير مخدر الارتباطات الاقليمية والدولية، إذا لم نقل الارتباطات المذهبية المستجدة، والتي تنذر بتخريب ما تبقى من لبنان.
ومشهد المختارة الجامع، لم يكن بهدف استعادة التذكير بالدور المتقدم للعائلات السياسية، بل انه لتقريب المسافات امام الرؤية الوطنية الجامعة.
فقد ظلمت الوطنية اللبنانية على مدى العقود الماضية إبان الوجود العسكري السوري، وهي تظلم اليوم على ايدي ابنائها اكثر فأكثر من جراء الفراغ في سدة رئاسة الجمهورية لما يزيد عن سنتين وثلاثة أشهر، كأنما جمعة المختارة جاءت لتسد بعض الفراغ الوطني الناتج عن الفراغ في موقع الرئاسة.
اكثر من ذلك، فإن مصادفة الجمعة الجنبلاطية مع الذكرى الـ 15 لمصالحة الجبل التاريخية التي كرسها الكاردينال نصرالله بطرس صفير بزيارته للمختارة، تؤكد على إرادة العيش المشترك بين ابناء الجبل خصوصا، وبين اللبنانيين بشكل عام، بصرف النظر عن التباينات الناتجة عن تعارض الرؤى حول ما يجري في سورية، وتجاوزا للإخفاقات الدستورية الكبيرة التي تتخبط بها البلاد.
وفي تلك المرحلة ايضا بنى البشير جامعا الى جوار قصر المختارة، خصص لصلاة من يريد من العائلة والضيوف، لاسيما منهم ابناء اقليم الخروب، وكبار الزائرين من السلطنة العثمانية.
أعاد رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط ترميم الكنيسة والجامع، وفي هذا التوقيت المفصلي من تاريخ لبنان، وقد دعا الى تدشين الكنيسة بحضور البطريرك الماروني بشار الراعي وفعاليات آل الخازن، وحشد من شخصيات البلاد من مختلف المشارب والاتجاهات، كما سيدعو في سبتمبر المقبل الى تدشين الجامع بحضور مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان وجمع من الشخصيات الوطنية والاسلامية.
بصرف النظر عن اختلاف الاوضاع بين بدايات القرن الـ 19 وبدايات القرن الـ 21، تبقى المشتركات اللبنانية هي هي.
فتعاضد العائلات اللبنانية بعيدا عن التعصب والانغلاق انتجت الخصوصية اللبنانية منذ ايام الإمارة، مرورا بعصر الولايات الى زمن المتصرفية الذي غلب عليها النمط العثماني، وصولا لعهد الانتداب الفرنسي ومن ثم الاستقلال الاول في العام 1943 والثاني في العام 2005.
الخطوة الجنبلاطية الجديدة تعيد التذكير بالفكرة اللبنانية الجامعة، والتي كانت وحدها وراء إنشاء لبنان الكبير.
ولبنان الكبير الذي ولد من رحم النتائج السياسية للحرب العالمية الاولى، وكرس دولة مستقلة بموجب اتفاق سايكس – بيكو وأعلن عن قيامته في العام 1920، مهدد بالانفراط في ظل الاجواء التي تحيط به – او التي يعيشها في الداخل ـ وصورة فكفكة حدود الدول ترتسم على الجدران المدمرة في حلب وفي الفلوجة وفي الرقة وفي كردستان وفي الحسكة ومنبج، ويمكن ان نقول في كل مكان.
لا تعني خطوة جنبلاط الجامعة، استعادة للثنائية الدرزية – المسيحية في الجبل على الإطلاق، فخصوصيات عصر الامارة ولّت الى غير رجعة، كما ان خصائصها المحلية لم تعد قائمة على الاطلاق.
ولكن التذكير بأهمية دور الوفاق الجبلي بكل مكوناته قد يكون ضرورة للاستفاقة من الغفوة الوطنية التي طالت تحت تأثير مخدر الارتباطات الاقليمية والدولية، إذا لم نقل الارتباطات المذهبية المستجدة، والتي تنذر بتخريب ما تبقى من لبنان.
ومشهد المختارة الجامع، لم يكن بهدف استعادة التذكير بالدور المتقدم للعائلات السياسية، بل انه لتقريب المسافات امام الرؤية الوطنية الجامعة.
فقد ظلمت الوطنية اللبنانية على مدى العقود الماضية إبان الوجود العسكري السوري، وهي تظلم اليوم على ايدي ابنائها اكثر فأكثر من جراء الفراغ في سدة رئاسة الجمهورية لما يزيد عن سنتين وثلاثة أشهر، كأنما جمعة المختارة جاءت لتسد بعض الفراغ الوطني الناتج عن الفراغ في موقع الرئاسة.
اكثر من ذلك، فإن مصادفة الجمعة الجنبلاطية مع الذكرى الـ 15 لمصالحة الجبل التاريخية التي كرسها الكاردينال نصرالله بطرس صفير بزيارته للمختارة، تؤكد على إرادة العيش المشترك بين ابناء الجبل خصوصا، وبين اللبنانيين بشكل عام، بصرف النظر عن التباينات الناتجة عن تعارض الرؤى حول ما يجري في سورية، وتجاوزا للإخفاقات الدستورية الكبيرة التي تتخبط بها البلاد.
د. ناصر زيدان - "الأنباء الكويتية" - 10 آب 2016
إرسال تعليق