يرتكز الاقتصاد اللبناني على ما يأتي من الخارج. وفي حين تبقى التحويلات والتدفقات المالية من الخارج مصدراً أساسياً لتوازن الاقتصاد المحلي، يزداد إقبال اللبنانيين، وقد أضيف اليهم النازحون مؤخراً، على الاستيراد والاستهلاك. وينعكس كلّ ذلك عجزاً في الميزان التجاري والمدفوعات وفي المالية العامة وزيادة في الدين العام.
يبقى الاقتصاد اللبناني بامتياز مبنياً على حجم الاستيراد القوي من الخارج. ويرتفع حجم هذا الاستيراد مع زيادة إقبال اللبنانيين على الاستهلاك. وقد زادت وتيرة الاستهلاك بشكل اضافي بسبب النازحين السوريين خصوصاً.
ويبقى مفعول الاستهلاك في لبنان سلبياً عموماً اذ انه يستند بجزء كبير منه على الاستيراد وليس على الانتاج المحلي. ويفسّر ذلك الوضع الافضل للقطاع التجاري مقارنة مع القطاعات الاخرى وخصوصاً قطاعي الزراعة والصناعة وهما يمثّلان عادة الاقتصاد الحقيقي للدولة.
لكن من الايجابيات القليلة لهذا الاستيراد والاستهلاك، ارتفاع الايرادات الحكومية من الضريبة على القيمة المضافة، وهي ضريبة على الاستهلاك بامتياز.
وبالفعل فقد سجلت هذه الايرادات من الضريبة المضافة زيادة ونسبتها %7 على أساس سنوي، كما سجلت احجام الاستيراد من الخارج ارتفاعاً ونسبته %7 ايضاً على أساس سنوي.
لكنّ حجم الاستيراد المتزايد مقابل تراجع حجم الصادرات من لبنان ما زال يرفع حجم العجز التجاري اللبناني، والذي زاد %10,7 في النصف الاول من العام، إذ تراجعت الصادرات %11,1.
وعلى رغم ارتفاع التدفقات المالية %5,5 لتصل الى 6,2 مليارات دولار في النصف الاول من العام 2016، الّا انها لم تتمكن من وقف ارتفاع عجز ميزان المدفوعات اللبناني، وقد بلغ عجز الميزان المذكور 1,8 مليار دولار صعوداً من 1,3 مليار دولار في النصف الاول من العام 2015.
ومع ركود الاستثمار، إذ تبقى حالة الترقّب والحذر تسود اوساط المستثمرين الذين يؤجلون القرارات الاستثمارية الكبرى، انعكسَ تَردّي الاوضاع العامة الحكومية والمالية والاقتصادية والامنية ازدياداً لافتاً للعجز العام الذي ارتفع بنسبة %35,7 أي نحو 1,4 مليار دولار. فبلغ الدين العام في نهاية شهر ايار 71,5 مليار دولار.
البورصة اللبنانية
بلغ حجم التداول في البورصة اللبنانية 91899 سهماً قيمتها 3,6 ملايين دولار امس، مع تبادل 52 عملية بيع وشراء تناولت 8 انواع من الاسهم. ودعم التداول بأسهم بيبلوس النشاط امس اذ تجاوزت قيمة اسهم البنك المذكور المتداولة الـ3 ملايين دولار مع استقرار اسهمه من الفئة (2009) على 100,10 دولار، وتراجع اسهمه الفئة (2008) 0,09 في المئة الى 100,10 دولار.
اما اسهم سوليدير الفئة (أ) فارتفعت %0,10 الى 9,46 دولارات، وتراجعت الفئة (ب) 1,17 في المئة الى 9,28 دولارات. واستقرت اسهم عودة العادية والفئة (G) على 6,10 دولارات، و100,3 دولار على التوالي.
كما تراجعت اسهم بيبلوس الفئة العادية %1,81 الى 1,62 دولار، واسهم بلوم (GDR) %0,49 الى 10و02 دولارات.
وفي الختام تراجعت البورصة %0,25 الى 10,993 ملايين دولار قيمة سوقية.
اسواق الصرف العالمية
تراجع الدولار الاميركي بنسبة %0,3 الى 101,26 ين لكنه كان متقدماً بنسبة %0,21 الى 1,1151 دولار مقابل اليورو وبنسبة %0,24 الى 1,2978 دولار مقابل الجنيه الاسترليني.
امّا الدولار النيوزيلندي فقد ارتفع الى اعلى مستوى له في عام بعد ان اقتصر تخفيض الفائدة على نسبة طفيفة وما زالت الاسواق تتحذر ما اذا كان الاحتياطي الفدرالي الاميركي سوف يرفع اسعار الفائدة هذا العام.
النفط والذهب
تراجعت اسعار النفط أمس مع زيادة المخزونات النفطية الاميركية من جهة ومع استمرار الفائض الكبير في الانتاج مقارنة مع اللب فانحصر سعر نفط نايمكس في تداولات بعد الظهر عند مستوى 41,93 دولاراً اميركياً للبرميل على رغم تحقيقه بعض المكاسب الطفيفة.
اما سعر نفط برنت الخام فزاد %0,39 الى 44,22 دولاراً للبرميل.
كذلك كان الوضع بالنسبة للذهب الذي تراوح حول مستوى 1353 دولاراً للاونصة، فقد حَدّ مِن مَكاسبه تَقدّم الدولار في اسواق الصرف. وكانت الفضة مستقرة على 20,18 دولاراً للأونصة.
بورصات الاسهم العالمية
مع تقلبات اسعار النفط تأثرت البورصات الاسيوية أمس، فتراجع مؤشر نيكي الياباني %0,18 الى 16735، وتراجع مؤشر شانغهاي الصيني %0,53 الى 3003. وارتفع مؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ 0,39% الى 22580 نقطة.
كذلك سجل في البورصات الاوروبية ارتفاع الالمانية %0,61 الى 10716 نقطة، وتراجع البريطانية %0,21 الى 6852 نقطة، وارتفاع الفرنسية %0,75 الى 4485 نقطة. واتجهت البورصة الاميركية للفتح على ارتفاع مستفيدة من ارباح الشركات.
طوني رزق - "الجمهورية" - 12 آب 2016
إرسال تعليق