هل تتجدَّد “بوليصة التأمين” التي حمت الواقع اللبناني حتى الساعة من “الحماوة” الاقليمية وحالت دون انضمامه الى “ملاعب النار” المشتعلة في المنطقة؟ ام ان “الصيف الساخن” الذي بدأت مؤشراته تلوح في المحيط على وقع دخول إدارة الرئيس الاميركي باراك اوباما وضعية “البطة العرجاء”، سيلفح “بلاد الأرز” الواقعة بين “مطرقة” تحديات أمنية كبيرة نتيجة ارتفاع منسوب “الخطر الداعشي” عليه، و”سندان” أزمة سياسية مستفحلة بفعل الفراغ الرئاسي المستمر منذ عامين ونيف والتي تشعّبت تعقيداتها في المدة الأخيرة؟
هذان السؤلان يحضران بقوة في بيروت التي يتقاسم المشهد فيها ملفان:
* الأول أمني في ظلّ تزايُد المخاوف من هجمات لـ “داعش” في لبنان في إطار محاولته “الهروب الى الامام” في ضوء اشتداد الخناق عليه في سورية والعراق.
وفي هذا السياق، تُواصِل الأجهزة الأمنية اللبنانية خوض “سباق” مع الشبكات الإرهابية التي تسدّد في مرماها “ضربات وقائية” في شكل شبه يومي، كان آخرها ضبْط مخبأ جوّال لـ “داعش” في فان أزيل جوفه وكان يُستخدم لتهريب ارهابيين يوضعون في داخله ويُنقلون إما الى جرود عرسال او منها، وقد أوقف الجيش عنصرين من “داعش” بعدما نصب لهما مكمناً (في عرسال) بناء على معلومات سابقة لدى مديرية المخابرات.
ويحاول لبنان في الإطار نفسه الاستفادة من القرار الاقليمي – الدولي الكبير الذي ما زال قائماً بالحفاظ على “ستاتيكو” الاستقرار فيه، وهو الشرط الضروري لتفادي “انفجار” القنبلة الموقوتة التي يشكّلها 1.5 مليون نازح سوري يستضيفهم لبنان، بما يهدد بركوبهم البحار نحو اوروبا وشواطئها، علماً ان من شأن النجاح في منْع تجدُّد موجة التفجيرات الارهابية التي سبق ان ضربت في الأعوام السابقة (كان آخرها في نوفمبر الماضي) معاقل لـ “حزب الله” ان يمهّد لصيف سياحي واعدٍ برزت مؤشراته من حجوز الفنادق وشركات الطيران، وهو ما يترافق مع مساعٍ لإطلاق ما يسمى “الصيف الأمني” لمحاكاة ملامح “الحماسة” الخليجية للعودة الى لبنان في ظل إشاراتٍ ايجابية صدرت خصوصاً من السعودية، من خلال كلام نُقل عن سفيرها علي عواض عسيري عن “ان المملكة حذرت رعاياها من المجيء إلى لبنان، لكنها لم تمنعهم من السفر إليه إطلاقاً، وبالتالي يستطيع أي سعودي أن يزور لبنان من دون أي مشكلة”.
* اما الملف الثاني فسياسي، ويختصره عنوانا الفراغ الرئاسي وتداعيات الانتخابات البلدية التي أصابت خصوصاً تيار “المستقبل” (بقيادة الرئيس سعد الحريري) بعدما خرج من “بلديات طرابلس” مشظى بفوز ابن “الحالة الحريرية” وزير العدل المستقيل اللواء اشرف ريفي على اللائحة التي دعمها زعيم “المستقبل” وسائر زعماء عاصمة الشمال، ثم بـ “العاصفة” التي أحدثتها انتقادات وزير “المستقبل” نهاد المشنوق للسياسة السعودية في لبنان وتحميل الرياض مسؤولية التنازلات التي قدّمها الحريري سواء في عهد الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز او في ظلّ القيادة الحالية.
واذا كان الفراغ الرئاسي لا يشي بتطورات تكسر دورانه في حلقة مفرغة رغم كل التأويلات التي تشير الى ارتفاع حظوظ العماد ميشال عون للرئاسة على حساب النائب سليمان فرنجية، باعتبار ان “القفل والمفتاح” في الملف الرئاسي يبقى خارجياً بامتياز ومرتبطاً بمسار المواجهة السعودية – الايرانية المحتدمة، فإن الوضع الداخلي يبدو على مشارف ارتفاع في “السخونة السياسية” على خلفية محاولة زعيم “المستقبل” استعياب صدمتيْ ريفي والمشنوق وإعادة الإمساك بزمام تياره وخطابه وسقفه السياسي.
وكانت بارزة في هذا السياق اشارتان اعتُبرتا توطئة لما ستكون عليه مواقف الحريري في الأيام القليلة المقبلة حيال عناوين داخلية وخارجية حيث سيطلّ في إفطارات، المعلَن منه واحد يقيمه السبت في “البيال”، ليطلق اول الكلام بعد الانتكاسة في طرابلس وكلام المشنوق المثير للجدل بحق السعودية.
الإشارة الاولى حملها ردّه العنيف عبر “تويتر” على ما جاء في كلمة الرئيس السوري بشار الاسد لمناسبة افتتاح عمل مجلس الشعب السوري الجديد، اذ وصف الأسد بأنه “أكبر إرهابي”، مضيفاً: “حين يخرج هذا المجرم من سورية فسنرى كيف يتوقف الإرهاب، فهو مَن صنع(داعش)وأخواتها”. ولم يوفّر زعيم “المستقبل” (حزب الله) اذ لم يستغرب “أن يشكر الأسد أسياده من إيران و(حزب الله)”، مؤكداً”ان الشعب السوري سينتصر عليهم جميعاً لأنه على حق”.
اما الاشارة الثانية فجاءت من كتلته البرلمانية التي رفضت ضمناً كلام المشنوق عن السعودية، اذا قالت بعد اجتماع غاب عنه الأخيرة”ان الشعب اللبناني لن ينسى الدور الكبير والاستثنائي للمملكة العربية السعودية في الدفاع عن استقلال لبنان وسيادته وسلمه الأهلي، وعن صيغته الفريدة، وفي مساعدته والوقوف إلى جانبه في شتى المجالات السياسية والأمنية والاجتماعية والاقتصادية والمالية”، وذلك برعاية مباشرة من المسؤولين فيها، وفي مقدمهم”الملك فهد بن عبدالعزيز وبعده الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وما زالت مستمرة في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز”.
كما نوّهت ”بالدور الاستثنائي الذي قام به وزير الخارجية الراحل الأمير سعود الفيصل، وهي الجهود التي تكللت بالاتفاق التاريخي في الطائف الذي تمت فيه إعادة صوغ وتجديد الميثاق الوطني اللبناني الذي تحول دستوراً وأنهى الحرب الداخلية اللبنانية”.
هذان السؤلان يحضران بقوة في بيروت التي يتقاسم المشهد فيها ملفان:
* الأول أمني في ظلّ تزايُد المخاوف من هجمات لـ “داعش” في لبنان في إطار محاولته “الهروب الى الامام” في ضوء اشتداد الخناق عليه في سورية والعراق.
وفي هذا السياق، تُواصِل الأجهزة الأمنية اللبنانية خوض “سباق” مع الشبكات الإرهابية التي تسدّد في مرماها “ضربات وقائية” في شكل شبه يومي، كان آخرها ضبْط مخبأ جوّال لـ “داعش” في فان أزيل جوفه وكان يُستخدم لتهريب ارهابيين يوضعون في داخله ويُنقلون إما الى جرود عرسال او منها، وقد أوقف الجيش عنصرين من “داعش” بعدما نصب لهما مكمناً (في عرسال) بناء على معلومات سابقة لدى مديرية المخابرات.
ويحاول لبنان في الإطار نفسه الاستفادة من القرار الاقليمي – الدولي الكبير الذي ما زال قائماً بالحفاظ على “ستاتيكو” الاستقرار فيه، وهو الشرط الضروري لتفادي “انفجار” القنبلة الموقوتة التي يشكّلها 1.5 مليون نازح سوري يستضيفهم لبنان، بما يهدد بركوبهم البحار نحو اوروبا وشواطئها، علماً ان من شأن النجاح في منْع تجدُّد موجة التفجيرات الارهابية التي سبق ان ضربت في الأعوام السابقة (كان آخرها في نوفمبر الماضي) معاقل لـ “حزب الله” ان يمهّد لصيف سياحي واعدٍ برزت مؤشراته من حجوز الفنادق وشركات الطيران، وهو ما يترافق مع مساعٍ لإطلاق ما يسمى “الصيف الأمني” لمحاكاة ملامح “الحماسة” الخليجية للعودة الى لبنان في ظل إشاراتٍ ايجابية صدرت خصوصاً من السعودية، من خلال كلام نُقل عن سفيرها علي عواض عسيري عن “ان المملكة حذرت رعاياها من المجيء إلى لبنان، لكنها لم تمنعهم من السفر إليه إطلاقاً، وبالتالي يستطيع أي سعودي أن يزور لبنان من دون أي مشكلة”.
* اما الملف الثاني فسياسي، ويختصره عنوانا الفراغ الرئاسي وتداعيات الانتخابات البلدية التي أصابت خصوصاً تيار “المستقبل” (بقيادة الرئيس سعد الحريري) بعدما خرج من “بلديات طرابلس” مشظى بفوز ابن “الحالة الحريرية” وزير العدل المستقيل اللواء اشرف ريفي على اللائحة التي دعمها زعيم “المستقبل” وسائر زعماء عاصمة الشمال، ثم بـ “العاصفة” التي أحدثتها انتقادات وزير “المستقبل” نهاد المشنوق للسياسة السعودية في لبنان وتحميل الرياض مسؤولية التنازلات التي قدّمها الحريري سواء في عهد الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز او في ظلّ القيادة الحالية.
واذا كان الفراغ الرئاسي لا يشي بتطورات تكسر دورانه في حلقة مفرغة رغم كل التأويلات التي تشير الى ارتفاع حظوظ العماد ميشال عون للرئاسة على حساب النائب سليمان فرنجية، باعتبار ان “القفل والمفتاح” في الملف الرئاسي يبقى خارجياً بامتياز ومرتبطاً بمسار المواجهة السعودية – الايرانية المحتدمة، فإن الوضع الداخلي يبدو على مشارف ارتفاع في “السخونة السياسية” على خلفية محاولة زعيم “المستقبل” استعياب صدمتيْ ريفي والمشنوق وإعادة الإمساك بزمام تياره وخطابه وسقفه السياسي.
وكانت بارزة في هذا السياق اشارتان اعتُبرتا توطئة لما ستكون عليه مواقف الحريري في الأيام القليلة المقبلة حيال عناوين داخلية وخارجية حيث سيطلّ في إفطارات، المعلَن منه واحد يقيمه السبت في “البيال”، ليطلق اول الكلام بعد الانتكاسة في طرابلس وكلام المشنوق المثير للجدل بحق السعودية.
الإشارة الاولى حملها ردّه العنيف عبر “تويتر” على ما جاء في كلمة الرئيس السوري بشار الاسد لمناسبة افتتاح عمل مجلس الشعب السوري الجديد، اذ وصف الأسد بأنه “أكبر إرهابي”، مضيفاً: “حين يخرج هذا المجرم من سورية فسنرى كيف يتوقف الإرهاب، فهو مَن صنع(داعش)وأخواتها”. ولم يوفّر زعيم “المستقبل” (حزب الله) اذ لم يستغرب “أن يشكر الأسد أسياده من إيران و(حزب الله)”، مؤكداً”ان الشعب السوري سينتصر عليهم جميعاً لأنه على حق”.
اما الاشارة الثانية فجاءت من كتلته البرلمانية التي رفضت ضمناً كلام المشنوق عن السعودية، اذا قالت بعد اجتماع غاب عنه الأخيرة”ان الشعب اللبناني لن ينسى الدور الكبير والاستثنائي للمملكة العربية السعودية في الدفاع عن استقلال لبنان وسيادته وسلمه الأهلي، وعن صيغته الفريدة، وفي مساعدته والوقوف إلى جانبه في شتى المجالات السياسية والأمنية والاجتماعية والاقتصادية والمالية”، وذلك برعاية مباشرة من المسؤولين فيها، وفي مقدمهم”الملك فهد بن عبدالعزيز وبعده الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وما زالت مستمرة في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز”.
كما نوّهت ”بالدور الاستثنائي الذي قام به وزير الخارجية الراحل الأمير سعود الفيصل، وهي الجهود التي تكللت بالاتفاق التاريخي في الطائف الذي تمت فيه إعادة صوغ وتجديد الميثاق الوطني اللبناني الذي تحول دستوراً وأنهى الحرب الداخلية اللبنانية”.
"الرأي الكويتية" - 9 حزيران 2016
إرسال تعليق