0
يبدو رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون، وفق ما يقول زوار الرابية لـ"المركزية"، مرتاحا أكثر من أي وقت مضى، الى الطريق الذي يسلكه ترشحه لرئاسة الجمهورية، وهو يؤكد لكل من يلتقيه ان التطورات في المنطقة ولا سيما في سوريا تجري بما تشتهيه سفنه التي لا بدّ أن ترسو في بعبدا في نهاية المطاف بفضل صبر التيار البرتقالي وثباته في موقفه، حتى ان الجنرال يتحدث عن أن القلق المحدود الذي ساوره في الفترة الماضية تضاءل الى حد الاضمحلال اليوم وعاد التفاؤل بالرئاسة، يخيّم على الرابية.

ويقول بعض من التقى العماد عون مؤخرا إنه قرأ أكثر من مؤشّر ايجابي في الايام القليلة الفائتة زاد مناخاته الرئاسية صفاء، وربما دلّ الى قناعة بدأت تتولد تدريجيا لدى الاطراف السياسيين بضرورة التخلي عن الترشيحات الاخرى والسير بخيار العماد عون. ومن هذه المؤشرات، كلام الوزير المستقيل اللواء أشرف ريفي بعيد فوزه في انتخابات طرابلس حيث تحدث عن معطيات يملكها تقول ان وصول رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية الى سدة الرئاسة مستحيل. ويضاف الى مواقف ريفي، تلك التي صدرت عن رئيس تيار المستقبل الرئيس سعد الحريري الذي دعا حزب الله الى جمع كل من عون وفرنجية والخروج بمرشح واحد سيحظى بدعم "المستقبل" كائنا من يكن، الامر الذي استتبع بموقف ليّن من رئيس المردة الذي قال انه لن يكون محرجا اذا قرر الحريري دعم عون، ما دل الى قبول بتحرير رئيس التيار الازرق من الالتزام بتسوية باريس "الشهيرة". أما المؤشر الثالث فتمثل في المفاجأة التي فجّرها وزير الداخلية نهاد المشنوق بقوله ان خيار ترشيح النائب فرنجية لم يأت بقرار من الحريري فحسب بل بدأ باقتراح بريطاني – أميركي – سعودي تبناه الحريري. وقد تكللت كل هذه المعطيات باعلان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط انه لن يمانع انتخاب عون رئيسا اذا كان الامر محط اجماع مسيحي. الى ذلك، يشير زوار الرابية الى ان العماد عون رأى في دعوته الى العشاء الجامع الذي أقامه السفير السعودي علي عواض عسيري في دارته في الاسابيع الماضية، رسالة طيبة من المملكة تجاهه تدل الى ان الرياض لا تمانع انتخاب العماد عون أو أي شخصية أخرى يتفق عليها اللبنانيون، رئيسا للجمهورية.

وسط هذه الاجواء، تقول مصادر سياسية مستقلة لـ"المركزية" إن ما يحصل اليوم رئاسيا يعكس مرونة مستجدة لدى بعض الاطراف السياسية، تصب في خانة تسهيل انجاز الانتخابات الرئاسية التي باتت ملحة في نظرها لا سيما في ظل الاخطار الامنية المحدقة بلبنان والاوضاع الاقتصادية المتردية التي يمرّ فيها والتي قد تزيدها العقوبات الاميركية المفروضة على "حزب الله" ماليا، حراجة. غير أنها لا ترى ان تلك التنازلات قد تثمر انتخاب رئيس، ذلك أن أي معطى اقليمي جديد لم يتوافر بعد في الافق الرئاسي، فإيران لا تزال تمسك بورقة الاستحقاق وترفض الافراج عنه الا مقابل دور لها في المنطقة، كما ان حزب الله لن يفك أسر الرئاسة قبل ضمان مصير سلاحه والتثبت من عدم احراجه مستقبلا ومساءلته عن مشاركته في الحرب السورية. كما ان المصادر لا ترى أي مبرر سيدفع بالرياض الى القبول اليوم بالعماد عون الذي يجاهر بتحالفه مع إيران، رئيسا للجمهورية.


"المركزية" - 8 حزيران 2016

إرسال تعليق

 
Top