0
حذر مدير منظمة الحج والزيارة الإيرانية، سعيد أوحدي، المواطنين الإيرانيين من التوجه إلى الحج عن طريق بلد ثالث، وذلك بعدما منعت طهران حجاجها من الذهاب إلى الديار المقدسة هذا العام، ما يدل على أن خطة "تسييس الحج" من قبل إيران مستمرة، وفق مراقبين.

ونقلت وكالة "تسنيم" الإيرانية عن أوحدي في مغالطة واضحة قوله: "أوصي المواطنين الذين يريدون السفر للحج انطلاقاً من بلدان أخرى، بأنه بالنظر إلى الحرب النفسية التي يشنها السعوديون على إيران، وعدم تقديم الخدمات القنصلية للحجاج الإيرانيين، لا ننصح مواطني بلادنا بالتوجه إلى الحج في العام الجاري".

بينما أكدت مصادر متطابقة أن سبب منع الحجاج الإيرانيين هذا العام يعود إلى عدم توقيع بعثة منظمة الحج والزيارة الإيرانية، على محضر إنهاء ترتيبات الحج والتي حظيت بموافقة جميع الدول الإسلامية.

من جهته، نقل موقع "سحام نيوز" عن "مصادر حكومية مطلعة داخل النظام الإيراني أن أهم أسباب عدم التوقيع على محضر الاتفاق يعود إلى مطلبين أساسيين فرضهما المرشد الأعلى، علي خامنئي، على البعثة وإلزامها بعدم التنازل عنهما.

وبحسب المصادر، أصر خامنئي على "إجراء مراسم "دعاء كميل" في الحرم النبوي بهدف تحويله إلى منبر سياسي لمهاجمة المملكة العربية السعودية واستغلال الشعائر الإسلامية من أجل تصفية حسابات سياسية، الأمر الذي رفضته السعودية"، وفق الموقع.

أما المطلب الثاني، فكان إجراء مراسم "البراءة من المشركين"، حيث ينظم الإيرانيون كل عام مسيرة بهذه المناسبة تتسبب في زحام غير طبيعي في الحج.

يذكر أن السعودية رفضت خلال المحادثات بين الجانبين، الشروط الإيرانية التي قالت إنها لا تقع ضمن طقوس الحج المتعارف عليها، حيث تضمّنت فقرات في محضر ترتيبات الحج طقوساً مذهبية محددة، مثل "إقامة دعاء كميل ومراسم البراءة ونشرة زائر"، حيث اعتبرت الرياض أن "هذه التجمعات تعيق حركة بقية الحجيج من دول العالم الإسلامي".

من جهته، زعم أوحدي أن من الفقرات السعودية في مذكرة التفاهم "عدم استخدام الخطوط الجوية الإيرانية، وإصدار تأشيرات الدخول من بلد ثالث، وعدم إقامة مستوصفات علاج إيرانية، وعدم تقديم خدمات قنصلية، وعدم توفير سبل لضمان أمن الحجاج".

من ناحيتها، أوضحت وزارة الحج والعمرة في المملكة العربية السعودية في بيان أن الجانبين اتفقا على إصدار التأشيرات بشكل إلكتروني من داخل إيران، بموجب آلية اتفق عليها مع وزارة الخارجية السعودية، ومناصفة نقل الحجاج بين الناقل الوطني السعودي والناقل الوطني الإيراني، وكذلك الموافقة على طلب الوفد الإيراني السماح لهم بتمثيل دبلوماسي عبر السفارة السويسرية لرعاية مصالح حجاجهم.

وأكدت الوزارة أن "بعثة منظمة الحج والزيارة الإيرانية، بامتناعها عن توقيع محضر إنهاء ترتيبات الحج، تتحمل أمام الله ثم أمام شعبها، مسؤولية عدم قدرة مواطنيها على أداء الحج لهذا العام، كما توضح رفض المملكة القاطع لتسييس شعيرة الحج أو المتاجرة بالدين"، وفقاً لما جاء في نص البيان. 


"العربية" - 1 حزيران 2016

إرسال تعليق

 
Top