0
اللبنانيّون، على اختلاف فئاتهم ومشاربهم، رحَّبوا بمبادرة الرئيس سعد الحريري وخطوة المكاشفة والمصارحة، التي مهَّد لها في أول إفطار موسِّع في "بيت الوسط".
 
أبدى كثيرون ارتياحهم وانشراحهم لتأكيده أنه سيفتح كل الدفاتر، ويقول كل شيء. كل ما عليه قبل كل ما له، وخصوصاً بالنسبة الى دفاتر الانتخابات.
 
فالمتوقَّع، والمطلوب أيضاً، القاء الضوء على الحقائق كما هي بوقائعها، وتبديد الأضاليل، وإعطاء كل ذي حق حقه، وتحديد حلقة مرتكبي الأخطاء وما هو أسوأ، والتي كانت نتائجها مليئة بالأضرار الشخصيّة والعامة.
 
ليس مُستغْرباً أن يتصل محبو سعد الحريري وقبله الشهيد رفيق الحريري، مشدِّدين على الأهميِّة الكبرى لهذه الاطلالة التي من شأنها وضع النقاط على الحروف، ووضع حدّ لهذه البلبلة العارمة. ومَنْ يدري، بل مَنْ يستطيع الجزم أن ما حصل، وما تعرّضت له "السياسة الحريرية" من مكامن، ودعسات ناقصة، وأخطاء كان مُدَبَّراً؟ كاحتمال على الأقل.
 
في كل حال، ليتصرّف الرئيس الحريري، وليتطرَّق إلى كل ما من شأنه خدمة قضيته الأولى، والتي كانت، كذلك، قضية والده، لجهة "عودة الروح إلى لبنان".
 
لبنان؟ أجل، لبنان أو سويسرا الشرق الذي لم يعد يعرف الاستقرار منذ ذلك اليوم الأسود. ولا الأمان. ولا الازدهار. حتى لم يعد يستطيع أن ينتخب رئيساً للجمهورية، بل يكاد يصبح مهجوراً ويتغيّر الكثير الكثير من ملامحه القديمة وما كان يميِّزه ويجعله قبلة الشرق والغرب.
ولا شيء أهم من لبنان، سواءً بالنسبة الى رفيق الحريري أم إلى نجله سعد الحريري. من هذه الزاوية البالغة الاهتمام يتوقَّع الناس أن يُكمل الحريري ما بدأه. فيضع النقاط على الحروف. وعلى رؤوس الأشهاد أيضاً. وليتابع النهج الجديد الذي بشِّر به واستقبله اللبنانيون بالتأييد، والمطالبة بالمزيد حيث يحاول من ظنّوا أن الدهر قلب ظهر المجن لسعد... ولكل ما كان.
 
نحن معه بقوة. نقول قوله. ونشدُّ على يده. وندعوه أن يكشف الغطاء عن كلّ من يعتبره مسؤولاً عن هذه الانتكاسة التي يجب أن تكون عابرة. أيّاً تكن الظروف. وأيّاً يكن المقابل...
أمّا لجهة العلاقات التاريخيَّة والراسخة مع المملكة العربيَّة السعوديَّة، فإن الحريري أوضح للقلقين أن لا شيء يعكِّر هذه العلاقات التي ستبقى محتضنة لبنان أيّاً تكن الأخطاء أو الهفوات، وخصوصاً بوجود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز على رأس القيادة.
 
معه حق سعد الحريري حين يعلن "نحن تيّار الاعتدال والطائف" الذي لولاه لما استعيد لبنان من أفواه الحيتان.
 
سمعتهم يردّدون: اذاً، هذا هو سعد.


الياس الديري - "النهار" - 11 حزيران 2016

إرسال تعليق

 
Top