لا يمكن لحزب الله ان يعلو فوق سقف ما ذهب اليه في بيان كتلة "الوفاء للمقاومة" أمس. فالانتقاد الذي وجهه لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة ولئن جاء لاذعا، لن يتخطى حدود الموقف، ما دامت الاجراءات الميدانية لمواجهته غير متاحة، استنادا الى ان أحدا غير قادر على الوقوف في وجه النظام المالي العالمي الذي تشكل واشنطن صاحبة قرار العقوبات الشهير ركيزة اساسية فيه، كما يتعذر على الحزب الاقدام على مغامرة داخلية غير محسوبة النتائج، لعلمه ويقينه ان التلاعب بالـ"ستاتيكو" القائم راهنا سياسيا وامنيا وماليا غير متاح لأي فريق في الداخل او الخارج على السواء من جهة ثانية، لان اي خطوة من هذا النوع من شأنها ان تفتح ابواب المنطقة برمتها على حرب شاملة لن يسلم من نيرانها أحد.
وجهة النظر هذه، تفنّدها اوساط دبلوماسية لـ"المركزية" بالقول ان طرفي الصراع السياسي الاساسيين في الداخل يلتزمان مقتضيات هذا الـ"ستاتيكو" الساري المفعول ما دام يحظى بالغطاء الخارجي، بدليل استمرار الحوار الثنائي بين تيار المستقبل وحزب الله على رغم عدم وصوله الى نقاط مشتركة ونتائج مثمرة في اي من ملفات البحث، حتى انه صمد في وجه مواقف لاذعة صدرت في اكثر من مناسبة عن مسؤولين من الجانبين بلغت احيانا حدّ الاتهامات المباشرة. اما الحوار الشامل فهو الدليل الثاني الى استمرار رضوخ القوى المحلية الى بنود الغطاء الدولي للساحة المحلية والالتقاء ولو من دون احراز تقدم لتكريس الهدنة السياسية والاعلامية وصيانة الشارع من اي هزات ارتدادية للمشهد الاقليمي المتفجّر.
وتشير الاوساط الى ان حزب الله وبعيد الحصار السياسي الخليجي العربي المُطبق عليه وادراجه في لوائح الارهاب ومع بدء سريان مفعول القانون الاميركي لتجفيف موارده المالية، يشعر بالاختناق ولم يعد في مقدوره مواجهة هذا الكّم من الضغط الا عبر المواقف، وان ايران العالمة بمآل احواله وحراجة وضعه تراجع خياراتها وتدرس اوراقها بدقة لانقاذه من الانهيار. وتبعا لذلك تراهن الاوساط الدبلوماسية على ان طهران قد تعمد للغاية الى فك أسر رئاسة لبنان من ضمن تسوية سياسية ينخرط فيها الحزب وتتخلى عن ورقة الرئاسة التي ما زالت تمسك بها حتى الساعة لتحصيل مكاسب سياسية اقليمية في التسويات الجاري نسجها لدول منطقة الشرق الاوسط حيث لم تتمكن حتى الان من الحصول ولو على جزء يسير منها لا بل خسرت بعض ما كانت تتمتع به من امتيازات في سوريا بعد الدخول الروسي المباشر على الخط، ورفض واشنطن دفع اي ثمن مقابل تنازل ايران عن ورقة لبنان وهي الوحيدة القادرة على ذلك، من هنا رفضت طهران بحسب الاوساط الوساطة الفرنسية لان باريس غير قادرة على دفع الفاتورة السياسية التي تتطلع اليها. اما رهان ايران على التهويل على السعودية ودول الخليج لحملها على تقديم تنازلات، فمُني بدوره بالفشل في ضوء التقلبات الكبرى في السياسات السعودية وانتقال الحكم الجديد في المملكة من مرحلة تجنب المواجهات الى قيادة زمام الدفاع في الخطوط الامامية عن مشاريعها وتشكيل تحالف اسلامي سني ضد الارهاب وتنفيذ مناورات عسكرية ضخمة (رعد الشمال).
وازاء مسلسل الاخفاقات الايرانية بفصوله المتكررة، ولانقاذ حزب الله ، تختم الاوساط ان زيارة وزير خارجية ايران محمد جواد ظريف الى باريس منتصف الجاري قد تحمل جديدا على المحور الرئاسي اللبناني تحت وطأة الضغط الدولي والتهديدات الواسعة من التنظيمات الارهابية باستهداف الساحة اللبنانية وضرورة تطويقها بانتخاب رئيس جمهورية واكمال عقد السلطات الدستورية وتفعيل المؤسسات، ولحماية حزب الله في آن.
"المركزية" - 10 حزيران 2016
وجهة النظر هذه، تفنّدها اوساط دبلوماسية لـ"المركزية" بالقول ان طرفي الصراع السياسي الاساسيين في الداخل يلتزمان مقتضيات هذا الـ"ستاتيكو" الساري المفعول ما دام يحظى بالغطاء الخارجي، بدليل استمرار الحوار الثنائي بين تيار المستقبل وحزب الله على رغم عدم وصوله الى نقاط مشتركة ونتائج مثمرة في اي من ملفات البحث، حتى انه صمد في وجه مواقف لاذعة صدرت في اكثر من مناسبة عن مسؤولين من الجانبين بلغت احيانا حدّ الاتهامات المباشرة. اما الحوار الشامل فهو الدليل الثاني الى استمرار رضوخ القوى المحلية الى بنود الغطاء الدولي للساحة المحلية والالتقاء ولو من دون احراز تقدم لتكريس الهدنة السياسية والاعلامية وصيانة الشارع من اي هزات ارتدادية للمشهد الاقليمي المتفجّر.
وتشير الاوساط الى ان حزب الله وبعيد الحصار السياسي الخليجي العربي المُطبق عليه وادراجه في لوائح الارهاب ومع بدء سريان مفعول القانون الاميركي لتجفيف موارده المالية، يشعر بالاختناق ولم يعد في مقدوره مواجهة هذا الكّم من الضغط الا عبر المواقف، وان ايران العالمة بمآل احواله وحراجة وضعه تراجع خياراتها وتدرس اوراقها بدقة لانقاذه من الانهيار. وتبعا لذلك تراهن الاوساط الدبلوماسية على ان طهران قد تعمد للغاية الى فك أسر رئاسة لبنان من ضمن تسوية سياسية ينخرط فيها الحزب وتتخلى عن ورقة الرئاسة التي ما زالت تمسك بها حتى الساعة لتحصيل مكاسب سياسية اقليمية في التسويات الجاري نسجها لدول منطقة الشرق الاوسط حيث لم تتمكن حتى الان من الحصول ولو على جزء يسير منها لا بل خسرت بعض ما كانت تتمتع به من امتيازات في سوريا بعد الدخول الروسي المباشر على الخط، ورفض واشنطن دفع اي ثمن مقابل تنازل ايران عن ورقة لبنان وهي الوحيدة القادرة على ذلك، من هنا رفضت طهران بحسب الاوساط الوساطة الفرنسية لان باريس غير قادرة على دفع الفاتورة السياسية التي تتطلع اليها. اما رهان ايران على التهويل على السعودية ودول الخليج لحملها على تقديم تنازلات، فمُني بدوره بالفشل في ضوء التقلبات الكبرى في السياسات السعودية وانتقال الحكم الجديد في المملكة من مرحلة تجنب المواجهات الى قيادة زمام الدفاع في الخطوط الامامية عن مشاريعها وتشكيل تحالف اسلامي سني ضد الارهاب وتنفيذ مناورات عسكرية ضخمة (رعد الشمال).
وازاء مسلسل الاخفاقات الايرانية بفصوله المتكررة، ولانقاذ حزب الله ، تختم الاوساط ان زيارة وزير خارجية ايران محمد جواد ظريف الى باريس منتصف الجاري قد تحمل جديدا على المحور الرئاسي اللبناني تحت وطأة الضغط الدولي والتهديدات الواسعة من التنظيمات الارهابية باستهداف الساحة اللبنانية وضرورة تطويقها بانتخاب رئيس جمهورية واكمال عقد السلطات الدستورية وتفعيل المؤسسات، ولحماية حزب الله في آن.
"المركزية" - 10 حزيران 2016
إرسال تعليق