0
يتحرك "التيار الوطني الحر" اليوم على أكثر من جبهة. ففيما ينهمك نوابه ووزراؤه بالمشاركة في رسم الخرائط الانتخابية في مطابخ اللجان المشتركة، لم تمر التطورات الرئاسية الجديدة من دون أن تتلقفها أوساط الرابية بترحيب بما تعتبره "اعترافا بأحقية النائب العماد ميشال عون في ملء فراغ القصر الرئاسي الشاغر ، وإن أتى هذا الاعتراف متأخرا". غير أن كل هذا لم يحجب الضوء عن كلام كثير يشير إلى مبالغة في التفاؤل العوني"، فيما المعطيات الرئاسية على حالها، خصوصا أن النائب سليمان فرنجية لا يزال متمسكا بترشيحه المدعوم من تيار المستقبل. كيف ترد الرابية؟ وأي صورة رئاسية ترسم في ضوء المعطيات الجديدة؟

في هذا السياق، تشير أوساط الرابية لـ"المركزية" إلى أن" قبل المواقف المستجدة عند الآخرين، يعود تفاؤلنا إلى ثباتنا على موقفنا المرتبط بالحق الذي لا يمكن أن ينازع أحد عليه. فليس أمام أي من الأفرقاء الآخرين، إلا الرابية ممرا الزاميا نحو الرئاسة، وسيصل الجميع إلى هذا الواقع عاجلا أم آجلا. لذلك، نرى اليوم معطيات تفيد أن هذا الموضوع بات قريبا، ولا حل آخر. كل هذا من دون أن نسقط من حساباتنا عامل الوقت. اليوم ارتقع منسوب التفاؤل بسبب بعض المؤشرات الرئاسية الايجابية بينها مواقف الوزير نهاد المشنوق والنائب وليد جنبلاط الأخيرة، إضافة إلى كلام النائب سليمان فرنجية الذي أعلن أنه قال للرئيس الحريري إن لا مشكلة لديه اذا قرر الحريري تأييد العماد عون، ودعوة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند زعيم "المستقبل" إلى لقاء عون. كل هذه الأمور تدفع إلى القول إن الملف الرئاسي تحرك مجددا، ولا بد أن يقود الجميع إلى الرابية".

وفي مقابل التفاؤل العوني، كثر الكلام عن أن التيار الأزرق باق على تأييد ترشيح فرنجية، ما دام هذا الأخير مستمرا في السباق إلى بعبدا، وهنا تكتفي الأوساط بطرح السؤال الآتي: لماذا نسقط من حساباتنا إمكان أن يقر فرنجية بحق عون في الرئاسة؟ خصوصا أنه قال كلاما يعتبر مقدمة لأمر يصب في هذا الاتجاه، علما أن كل ما حكي في هذا الاطار ليس نهائيا، بل خطوة إلى الأمام تستوجب خطوات مكملة ما زلنا في انتظارها".

وعن احتمالات اللقاء بين زعيمي الرابية وبيت الوسط في ظل الوقائع الجديدة، بعدما اعلن الحريري بوضوح أنه "لايرى ضرورة للقاء الجنرال، لفتت الأوساط إلى أن "كل المواقف السياسية تتطور. وإن لم يكن من ضرورة للقاء العماد عون، لا يمكن أن نصل إلى حلول. لذلك نعتبر أن التلاقي بين مختلف المكونات اللبنانية ضرورة دائمة".

على صعيد آخر، وفي ما يتعلق بالعمل على انجاز قانون الانتخاب الجديد، كشفت الأوساط العونية "أننا نعمل على الالتقاء على نقاط مشتركة مع "القوات اللبنانية" في ملف قانون الانتخاب لأن التواصل بيننا دائم، معتبرة أن اللجان المشتركة ربطت جلستها المقبلة بتلك التي تعقدها طاولة الحوار بعد أسبوعين لأن "التشبث بالمواقف جعل أعضاء اللجان يشعرون أنهم أمام حائط مسدود. لكننا نحذر من هذا الموضوع، خصوصا أن المماطلة في إقرار القانون الجديد للإبقاء على "الستين" ستؤدي إلى مشكلة كبيرة في البلاد، وإلى ما يشبه المواجهة بفعل الاحتقان الشعبي إزاء هذا الملف، خصوصا أن الناس باتوا على دراية بأن حقوقنا مسلوبة ونسعى إلى استرجاعها".

وردا على دعوة "القوات" التيار الحر إلى حسم موقعه في الانتخابات النيابية المقبلة، واختيار أحد حليفيه، نبهت إلى أن "المواقع التي تتواجد فيها القوات وحزب الله ليست كثيرة. ونحن نعتبر أن ليس من الضروري أن نتفق مع القوات على كامل اللوائح، وهذا لا يؤثر على متانة تفاهم معراب".

وختمت: "لا نزال متمسكين بالنسبية، علما أن نتائج الانتخابات البلدية الأخيرة أظهرت أمام بعض القوى فوائد النسبية التي تحفظ لهم حصتهم في ضوء التراجع الشعبي الذي يعانون منه". 


"المركزية" - 9 حزيران 2016

إرسال تعليق

 
Top