0
لا يزال كلام وزير الداخلية نهاد المشنوق حيال سياسة المملكة العربية السعودية تجاه لبنان يتفاعل في الأروقة السياسية والديبلوماسية. وفي هذا الإطار جددّ السفير السعودي في لبنان الدكتور علي عواض عسيري، في حديث الى مجلة “الإقتصاد والأعمال” يُنشر كاملاً في عددها المقبل، استغرابه لمضمون مواقف المشنوق وكلامه “الذي لا مبرر له على الإطلاق” على حدّ تعبيره.

وعن جوّ اللقاء الذي جمعه بالمشنوق مساء الأحد رفض عسيري الكشف عن تفاصيله مكتفياً بالقول: “لقد شرح معالي الوزير وجهة نظره لكنها ليست للنشر وسأنقلها الى المسؤولين في المملكة”.

وعن تأثير مواقف المشنوق على علاقة المملكة بالرئيس سعد الحريري، قال عسيري: “لقد أكد الوزير المشنوق شخصياً خلال لقائي به بأن كلامه يمثله شخصياً ولا علاقة للرئيس الحريري به.

وعما إذا كان حصل اتصال بينه وبين الرئيس الحريري، أجاب عسيري “إن الحريري مسافر، ولكن من الواضح من خلال بيانات “تيار المستقبل” أن لا علاقة له بالأمر وهذا ما أكده لي الوزير المشنوق في أي حال”.

ورفض السفير السعودي تحليلات البعض في لبنان عن وجود تيارين أو جناحين في المملكة وقال: أرجو من اللبنانيين أن يركّزوا اهتمامهم لحل مشاكل بلدهم وليتركوا السعودية بحالها. فلا يجوز أن يجعلوا من المملكة شمّاعة لأخطاء تُرتكب بحق لبنان من قِبل لبنانيين.

وهل يمكن أن يكون موقف المشنوق موجّهاً بشكل غير مباشر الى الوزير أشرف ريفي، رفض السفير عسيري الدخول في ما سمّاه “التأويلات” بين اللبنانيين وقال “إن المملكة لا تسمح لنفسها الدخول في الخلافات الداخلية بين القوى السياسية اللبنانية”.

وحين سئل عن سبب عدم حضور الوزير ريفي العشاء الجامع الذي أقامه في منزله في اليرزة، أوضح عسيري أن ريفي وزوجته وعدد من الشخصيات اللبنانية كانوا ضيوفه في منزله قبل أيام من العشاء الشهير. وقال: إذا كان أحدهم لا يرغب في مقابلة شخص آخر على العشاء ، فليس علينا أن نحرجه ولا أن نحرج الشخص الآخر.

وفي السياق نفسه، نفى عسيري أن يكون عشاء اليرزة، الذي حضرته الشخصيات السياسية من الصف الأول وبينها العماد ميشال عون، مؤشراً لتوجّه معين لدى السعودية في ما خص الانتخابات الرئاسية، وقال: “إن المملكة لم ولن تتدخل في اختيار الرئيس اللبناني لأن هذا الأمر من حق اللبنانيين وواجبهم وحدهم”. أما عن كلام حول فيتوات سعودية في وجه مرشح رئاسي أو آخر وحول ضوء أحمر أو أصفر أو أخضر لهذا أو ذاك، فأوضح عسيري أن أهم أهداف عشاء اليرزة الذي جمع كل القيادات حول الطاولة في البيت السعودي “كان التأكيد أن المملكة هي على مسافة واحدة من الجميع.

وعن الحريري الذي كان يوصف برجل السعودية الأول في لبنان، وهل أصبح واحداً بين متساوين؟ يجيب عسيري “أن الرئيس سعد الحريري هو أحد القيادات اللبنانية المؤثرة في الساحة السياسية ونحن دائماً نعبّر من خلال القنوات الرسمية (من رئيس الجمهورية ورؤساء مجلس الوزراء سواء كان الرئيس تمام سلام أم الرئيس سعد الحريري أم الرئيس فؤاد السنيورة أو الرئيس نجيب ميقاتي) عن حرص المملكة على علاقة جيدة مع لبنان”. وأضاف: “نشجع كل الفرقاء على التكاتف والتحاور لإنقاذ هذا البلد من الفراغ الرئاسي لينتظم عمل المؤسسات وتستعيد الدولة قدراتها.

أما بشأن المساعدات العسكرية وهبة الـ 4 مليارات دولار، فأكد عسيري أنها ألغيت وطويت صفحتها.


"مجلة الإقتصاد والأعمال" - 8 حزيران 2016

إرسال تعليق

 
Top