0
هنأ نائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، في لقاء سياسي مع المجلس البلدي المنتخب في كفرفيلا وأعضاء الماكينة الانتخابية، العاملين على جهودهم. وتمنى للمجلس البلدي الجديد "حسن الإدارة والإنجاز"، طالبا من الجميع "التعاون وتجاوز التنافس الانتخابي الذي كان موجودا لمصلحة تضافر جهود أهل البلدة".

وقال: "ثلاثة إنجازات كبرى حققتها معادلة الجيش والشعب والمقاومة، خلال هذه الفترة الزمنية القصيرة من حياة لبنان.
 
الإنجاز الأول: هو التحرير الذي حصل عام 2000 ونقل لبنان من لبنان الضعيف إلى لبنان القوي، ومن لبنان المستهتر بإمكاناته وقدراته إلى لبنان الذي يحسب له حساب على مستوى المنطقة والعالم، وكان هذا الانتصار سببا مباشرا لحصول نهضة عمرانية وإنمائية واقتصادية حصلت ببركة التحرير سنة 2000، وبدأنا نشهد وجها جديدا للبنان الذي تحررت 10% من أراضيه كانت محتلة في ما يسمى الشريط المحتل.
 
الإنجاز الثاني هو ضرب الإرهابيين الأخطر في المنطقة والعالم، في الجنوب والشرق، أي الإرهابين الإسرائيلي والتكفيري، وهذا الضرب للإرهابيين، وهذه النجاحات في مواجهة إسرائيل والتكفيريين، أدت إلى أن يعيش لبنان جوا من الراحة والاستقرار الأمني في مقابل كل التطورات والتوترات في المنطقة وخاصة في سوريا.
 
الإنجاز الثالث هو الاستقرار الأمني نفسه، لأنه لو كانت داعش قادرة على أن تتحرك وكانت موجودة في القلمون والقصير وجوار الشرق اللبناني، لكنا سمعنا بإمارات تكفيرية، ورأينا السيارات المفخخة تنتقل من مكان إلى مكان آخر، لأن مصانعهم ووجودهم الأساسي كان هناك. وكذلك لو كانت إسرائيل مستمرة في احتلالها لكنا أمام توترات أمنية في الداخل، لأن إسرائيل لها عملاء وتقوم بأعمال اغتيال وشغب، وتحاول أن تخرب الوضع داخل البلد. إذا الاستقرار الأمني في لبنان مدين لمعادلة الجيش والشعب والمقاومة".

وأضاف: "بما أننا أمام هذه الإنجازات الثلاثة ببركة معادلة الجيش والشعب والمقاومة، من ناحية التحرير والنهضة العمرانية، وثانيا ضرب الإرهابين الإسرائيلي والتكفيري، وثالثا الاستقرار الأمني، إذا ما الذي عطل البلد خلال السنوات الخمس الماضية؟ أكيد هناك سبب! طالما أننا كنا متقدمين وطالما أن الأجواء كانت مؤاتية وأن البلد كان ينحو منحى متقدما، فما الذي عطله؟ هناك سببان في رأينا لتعطيل البلد:
 
السبب الأول هو مراهنة فريق من اللبنانيين على تطورات الوضع في سوريا، أملا منهم في أن تتعدل موازين القوى في المنطقة، فتؤثر على تعديل موازين القوى في الداخل اللبناني، فيتمكنوا من التحكم بسياسات هذا البلد، ويأخذوه نحو خيارات يريدونها بمعزل عن الأفرقاء الآخرين الموجودين في البلد. أي أنهم عندما وجدوا أن قدرتهم داخليا لا تستطيع أن تغير المعادلة السياسية في الداخل، أرادوا أن يستعينوا بالمعادلة الخارجية، وهذا ما أدى إلى تعطيل البلد، لأن القوى الأخرى المنتسبة الى المقاومة تحديدا هي قوى وازنة ومؤثرة لا يمكن أن يتجاوزها أحد، ولا يمكن أن يبنى البلد بمعزل عنها، وهي تريد بناء البلد، لكن لا على قاعدة خياراتهم وإنما على قاعدة خيار لبنان المستقل والحر والسيد".

وتابع: "السبب الثاني الذي عطل البلد هو أن فريقا من اللبنانيين أعطى الأولوية لاستهداف المقاومة سياسيا وعسكريا، بدل التعاون معها والنهوض بشكل مشترك لإنقاذ هذا البلد. هذه الأولوية خربت البلد، لأنه لا يمكن أن يقبل أحد بعودة لبنان إلى الوراء، ولا يمكن أن نجرد لبنان من قوته لتأتي إسرائيل تسرح وتمرح وتحتل وتقتل تستخدم العملاء في الداخل، ولا يمكن أن نقبل أن تأتي داعش وتدخل إلى بيوتنا بالسيارات المفخخة. إذا هؤلاء الذين يستهدفون المقاومة ماذا يريدون؟ ما هو مشروعهم؟ لماذا يريدون تعطيل قدرة لبنان؟ يقولون إن الجيش اللبناني هو الذي يدافع عن لبنان. نحن نقول أكثر من هذا: الجيش والشعب والمقاومة، فإذا كنا نستطيع أن نجمع كل القوى لتدافع عن لبنان، لماذا نجعل لبنان ضعيفا بأن نستخدم قوة واحدة لا تستطيع وحدها أن تصمد أمام هذه التحديات؟".

ورأى أن "تعطيل البلد هو بالمراهنة على تطورات الخارج وإعطاء الأولوية لاستهداف المقاومة. ما هو الحل؟ في رأينا الحل له ثلاثة عناوين:

أولا: ضرورة إنجاز قانون عصري وعادل للانتخابات النيابية، بحيث يتم حسم التمثيل الشعبي الحقيقي وتأخذ كل قوة وزنها في السلطة وفي مجلس النواب بحسب ما يختار الناس، عندها نكون أمام سلطة تعبر عن التنوع الموجود بحقيقته من دون انتفاخ ومن دون وهم ومن دون مصادرة لقرارات وتمثيل الآخرين في البلد. وقانون الانتخابات النسبي هو الأعدل، وكل العالم يعرف ذلك، حتى الذين يعارضوننا اليوم يقولون: نحن نعرف أنه الأعدل ولكن لا نقبل به مع السلاح، ما هي العلاقة بين السلاح وقانون الانتخابات النسبي؟ هم يريدون إعطاء حجة أو مبرر ليقولوا أنهم أعطوا مبررا. كيف تجري الانتخابات البلدية المعقدة في ظل السلاح؟ وكيف جرت الانتخابات النيابية بالأصل في ظل السلاح؟ كيف تسير الحياة في البلد في ظل السلاح؟ هذا السلاح بالأصل لم يستخدم يوما إلا لمواجهة العدو الإسرائيلي، وأحيانا من أجل بعض النتوءات الإسرائيلية، ولكنه ليس مخصصا إلا للعدو الإسرائيلي ومن معه، ونحن نعتبر داعش جزءا من العدو الإسرائيلي.

ثانيا: تعالوا نبني تفاهمات لمعالجة المطالب المطروحة والهواجس الموجودة لدينا ولديكم، بما يؤدي إلى انتخاب الرئيس وتفعيل المجلس النيابي، بمعنى آخر ضعوا سلم المطالب الموجودة لديكم ونضع سلم المطالب الموجودة لدينا، ويضع كل طرف من الأطراف السلم الموجود لديه، وعندما نريد أن ننتخب الرئيس الأكثر تمثيلا في طائفته ونريد أن ننجز الاستحقاق الانتخابي، يمكن أن نقول لهذا الرئيس: هناك خمسة أمور نريد الإجابة عنها، حتى تطمئنوا وتعرفوا ما هي مقترحاته، ما هي إدارته، ما هو برنامجه، ما هي الهواجس التي تريدون نزعها، وبالتالي من حقه أن يطرح عليكم هواجسه أيضا من أجل أن تحلوا هذه الهواجس، وفي النهاية يمكن الاتفاق على الجزء الأكبر من النقاط فنجمعها فيكون هناك ربح جزئي لكل طرف من الأطراف بدل أن يفكر كل واحد بربح كلي أو لا شيء، أو يذهب البلد، هذا أمر خطير وخاطئ، نحن ندعو إلى التفاهم على تفاصيل برنامج العمل لإنجاز الرئاسة وتفعيل المؤسسات الدستورية وهذا يمكن أن يتم بالحوارات والنقاشات المباشرة.

ثالثا: ما يساعد على الحل هو أن نعطي جميعا أولوية للدفاع عن لبنان في مواجهة الإرهابين الإسرائيلي والتكفيري، مع كل المستلزمات التي تتطلبها هذه المواجهة، لا يكفي أن يقول بعضهم نحن نريد مواجهة إسرائيل بالصدور العارية، أنت لا تريد مواجهة إسرائيل. أو يقول نريد مواجهة التكفيريين بما قدرنا الله عليه، فالله تعالى قدرك أن يكون عندك جيش وشعب ومقاومة، فلماذا لا تريد أن تسير بهذه المعادلة؟".

ودعا إلى "أن يطمئن الشركاء بعضهم بعضا في لبنان حتى لا يمانع بعضهم خوفا من طعنة في الظهر، لنشعر بأننا نعمل في بلد واحد. بكل صراحة هناك أزمة ثقة، ومن أجل أن تبنى ثقة بين الأطراف لا بد من تنازلات وتعاون ومصارحة وطمأنة الأطراف المختلفة، هكذا نستطيع أن ننقذ البلد ونتقدم إلى الأمام".


9 حزيران 2016

إرسال تعليق

 
Top