كشفت الانتخابات البلدية التي شهدها لبنان في أيار الماضي، النقابَ عن واقع شعبي جديد لن تهضمه الطبقة السياسية بسهولة، على حدّ تعبير اوساط سياسية مستقلة مراقبة، وستحتاج الى كثير من القرارات الجريئة والنقد الذاتي لاستيعابه والتأقلم معه كي لا يزداد واقعها حراجة في الاستحقاق النيابي المقبل... ففي نظرة سريعة الى الارقام التي أفرزتها الصناديق، تقول الاوساط لـ"المركزية" ان أكثر من 55% من اللبنانيين غير راضين عن أداء الطبقة السياسية وقد انتفضوا على القوى التقليدية كثنائي أمل – حزب الله حيث تبين الاحصاءات ان 48,1 % من الشيعة اليوم لا يحبذون سياسات الحزبين، وقد شكّلت وقائع المعارك الانتخابية في بعلبك وبعض مناطق الجنوب خير دليل الى هذا التوجه الاعتراضي ولو حاولت القوى السياسية اخفاءه وتجاهله. من الشارع الشيعي، تنتقل الاوساط الى المسيحي، لتشير الى ان الناخبين رفضوا أيضا اختزال ثنائية "التيار الوطني الحر – القوات اللبنانية" لتمثيلهم، وآثروا التمسك بالشخصيات المستقلة، وهذا ما أكدته صناديق زحلة وتنورين والقبيات والمتن وغيرها. وهنا، تتحدث الاوساط عن خيارين لا ثالث لهما أمام "المستقلين" ولا سيما المسيحيين منهم، بعد الانتخابات البلدية:
إما المصالحة مع طرفي تفاهم معراب والانضمام الى تحالفهما، فيصبح حلفا مسيحيا عريضا. غير ان مصادر دبلوماسية لا تحبذ هذا التوجه كونه يعزز حال التقوقع ويغذي الاحتقان المذهبي كما يحول انتماء المواطن الى بيئته الضيقة لا الى وطنه وبالتالي يحول لبنان الى كونفديراليات مذاهب وطوائف الامر الذي يناقض مقدمة الدستور التي تتحدث عن العيش المشترك وتقول ان "لا شرعية لاي سلطة تناقض الميثاق". أما الخيار الثاني أمام هؤلاء، فهو الانخراط في خط المواجهة مع "الثنائي المسيحي" واعطاء الاولوية للطروحات الوطنية لا المذهبية، ما يفتح الباب امام قيام جبهات سياسية على أسس وطنية لا على قواعد طائفية شعارها استعادة الحقوق والمصالح، فهذه الحقوق تتأمن من خلال تطبيق الدستور والقوانين وعبر تنفيذ اتفاق الطائف بشكل كامل، وفق الاوساط.
ودائما في اطار قراءتها لنتائج الصناديق "البلدية" تعتبر الاوساط ان طرابلس شكّلت أم المفاجآت واختصرت نبض الشارع اللبناني الجديد، وتذهب الى حد التأكيد ان معركة عاصمة الشمال لو حصلت في أولى جولات المسلسل الانتخابي، لكانت كفيلة بقلب النتائج في معظم المناطق لصالح المجتمع المدني والمستقلين، الذين استهان 8 و14 اذار بحجمهم ودورهم وتأثيرهم في الشارع على اعتبار انهم يفتقدون الى التنظيم والتأطير. واذ تؤكد ان التصويت الذي صب لصالح اللائحة المدعومة من اللواء أشرف ريفي، عكس توق اللبنانيين للعودة الى الخطاب السيادي والى جذور ثورة الارز، ودلّ الى انهم فضلوا افساح المجال امام طاقات جديدة لعلها تخرجهم من الواقع المأساوي انماء واقتصادا الذي أوصله اليه الطقم التقليدي، تكشف الاوساط عن اتصالات مكثفة تجري اليوم بعيدا من الاضواء بين عدد من الشخصيات والقوى التي لم تدخل في الاصطفافات السياسية ولا في الثنائيات المذهبية، في محاولة لانشاء جبهة سياسية عمودها الفقري نبض الشارع ورغبته بالتغيير وبالعودة الى ثوابت آذار 2005، على ان تكون الرقم الصعب في الاستحقاق النيابي المقبل.. فهل تنجح؟
إما المصالحة مع طرفي تفاهم معراب والانضمام الى تحالفهما، فيصبح حلفا مسيحيا عريضا. غير ان مصادر دبلوماسية لا تحبذ هذا التوجه كونه يعزز حال التقوقع ويغذي الاحتقان المذهبي كما يحول انتماء المواطن الى بيئته الضيقة لا الى وطنه وبالتالي يحول لبنان الى كونفديراليات مذاهب وطوائف الامر الذي يناقض مقدمة الدستور التي تتحدث عن العيش المشترك وتقول ان "لا شرعية لاي سلطة تناقض الميثاق". أما الخيار الثاني أمام هؤلاء، فهو الانخراط في خط المواجهة مع "الثنائي المسيحي" واعطاء الاولوية للطروحات الوطنية لا المذهبية، ما يفتح الباب امام قيام جبهات سياسية على أسس وطنية لا على قواعد طائفية شعارها استعادة الحقوق والمصالح، فهذه الحقوق تتأمن من خلال تطبيق الدستور والقوانين وعبر تنفيذ اتفاق الطائف بشكل كامل، وفق الاوساط.
ودائما في اطار قراءتها لنتائج الصناديق "البلدية" تعتبر الاوساط ان طرابلس شكّلت أم المفاجآت واختصرت نبض الشارع اللبناني الجديد، وتذهب الى حد التأكيد ان معركة عاصمة الشمال لو حصلت في أولى جولات المسلسل الانتخابي، لكانت كفيلة بقلب النتائج في معظم المناطق لصالح المجتمع المدني والمستقلين، الذين استهان 8 و14 اذار بحجمهم ودورهم وتأثيرهم في الشارع على اعتبار انهم يفتقدون الى التنظيم والتأطير. واذ تؤكد ان التصويت الذي صب لصالح اللائحة المدعومة من اللواء أشرف ريفي، عكس توق اللبنانيين للعودة الى الخطاب السيادي والى جذور ثورة الارز، ودلّ الى انهم فضلوا افساح المجال امام طاقات جديدة لعلها تخرجهم من الواقع المأساوي انماء واقتصادا الذي أوصله اليه الطقم التقليدي، تكشف الاوساط عن اتصالات مكثفة تجري اليوم بعيدا من الاضواء بين عدد من الشخصيات والقوى التي لم تدخل في الاصطفافات السياسية ولا في الثنائيات المذهبية، في محاولة لانشاء جبهة سياسية عمودها الفقري نبض الشارع ورغبته بالتغيير وبالعودة الى ثوابت آذار 2005، على ان تكون الرقم الصعب في الاستحقاق النيابي المقبل.. فهل تنجح؟
"المركزية" - 7 حزيران 2016
إرسال تعليق