0
ارتفعت في الايام القليلة الماضية، وتيرة العمليات الاستباقية النوعية التي تنفّذها الاجهزة الامنية اللبنانية، حيث نجح الجيش في تفكيك خلية ارهابية في خربة داود كانت تعد لاعمال تخريبية على الساحة اللبنانية، لتكرّ بعدها سبحة مداهمات أخرى أثمرت أيضا توقيفَ إرهابيين وضبطَ أسلحة وأحزمة ناسفة. هذا الاستنفار الامني في الداخل، يتزامن مع "بعض" التصعيد على الحدود اللبنانية – السورية، حيث أفاد الاعلام الحربي لحزب الله اليوم بأن "الجيش السوري و"الحزب" استهدفا بالأسلحة الصاروخية، آليةً لجبهة النصرة شمال غرب جرود فليطة وقتل من كان فيها"، في حين قتل السوري محمد زكريا سيف الدين الملقّب بـ "محمد السلف" في جرود عرسال، وهو مسؤول في جبهة النصرة، الا ان المعلومات في شأن مقتله تضاربت بين من تحدث عن "اغتياله" على يد "داعش" ومن أعلن ان مديرية المخابرات في الجيش اللبناني تقف خلف استهدافه... فهل يدعو هذا الواقع الى القلق من خطر "داهم" يشكّله "داعش" على لبنان، حدودا وداخلا، كما يروّج بعض الاعلام، مستندا الى الضربات التي يتلقاها التنظيم في سوريا والعراق وحاجته الى متنفّس جديد؟ أم أن الوضع تحت السيطرة كما تطمئن الاجهزة الامنية يوميا؟

مصادر أمنية تقول لـ"المركزية" ان ثمة تضخيما اعلاميا في الحديث عن التهديدات الارهابية، فصحيح انها قائمة والخرق وارد في أي لحظة، الا ان الاجهزة تقوم بواجباتها على أكمل وجه وهي في موقع "المرتاح" في المواجهة التي تخوضها مع المجموعات الارهابية، وليست مربكة أو ضعيفة أمام التحديات المطروحة. واذ تطمئن الى ان التدابير الاستباقية والاحتياطية المتخذة للسهر على الوضع الامني موجودة دائما، وستُكثف خلال شهر رمضان لمنع أي اخلالات، تشير المصادر الى ان وفودا غربية استخباراتية تتوالى على زيارة لبنان وآخرها أوروبي موجود في بيروت حاليا، بهدف التنسيق مع الاجهزة اللبنانية وتبادل المعلومات والخبرات، بما يساندها في عملياتها الاستباقية، ذلك أن الغرب يولي الاستقرار اللبناني أهمية قصوى ويخشى تعكيره في ظل الغليان المتصاعد في المنطقة، لافتة الى ان هذه الوفود تبحث مع الأطراف المعنية محليا في ما يمكن ان تقدّمه لتحصين الامن اللبناني، ما يدل الى ان المظلة الدولية التي تصون الاستقرار الداخلي لا تزال تخيّم فوق الأراضي اللبنانية، وقد يكون الخوف الغربي من هز الامن الداخلي مرتبطا في شكل كبير بالخشية من موجات نزوح سوري جديدة من لبنان الى اوروبا. وتكشف المصادر أن أجهزة أمنية خارجية استعانت بأقمار اصطناعية بهدف مراقبة الملعب اللبناني عن كثب وجمع المعلومات الامنية عنه ورصد أي تحركات مشبوهة، في محيطه والداخل، وإبلاغ الاجهزة اللبنانية بها، فتطبق عليها قبل ان تتمكن الجهات الارهابية من تنفيذ مخططاتها على الارض.

وتشير المصادر الى ان المخيمات الفلسطينية وأبرزها عين الحلوة، تماما كما تلك التي تأوي نازحين سوريين كلها محط رصد ومتابعة والعين الامنية مفتوحة عليها، لانها قد تشكل أرضا خصبة للارهاب ومنطلقا لأعمال مخلّة بالامن. أما على الحدود، فتلفت المصادر الى ان التهديد الارهابي موجود دائما لكن الجيش متفوق، وابراج المراقبة التي ساعدته بريطانيا في انشائها، اضافة الى المعدات العسكرية التي يتلقاها تباعا، تجعله ممسكا بالواقع الحدودي بقبضة من حديد وقادرا على التصدي لأي محاولات لخرق تخومه أو توتيرها.


"المركزية" - 6 حزيران 2016

إرسال تعليق

 
Top