0
مع انحسار غبار الانتخابات البلدية تتوضح صورة ما خلفته من مشهدية جديدة على الساحة السياسية حملتها النتائج التي افرزتها الصناديق، تلفت مصادر سياسية في 8 اذارواكبت من كثب الانتخابات البلدية والقراءة السياسية لنتائجها الى تبدل يحصل منذ مدة في موازين القوى القائمة والمنضوية في فريقي الثامن والرابع عشر من آذار. وترد المصادر ترد ذلك الى ما قبل الاستحقاق البلدي وتدعو الى التوقف ملياً عند المواقف من المملكة العربية السعودية والاتصالات المباشرة معها، حيث ترى تبدلا في الموقف السعودي من لبنان ومن القيادات والمرجعيات التي كانت تعتمد عليها وتتعامل معها.

وترى المصادر وبعيدا من التوقف عند المحادثات السعودية – الايرانية في شأن الازمة اليمنية وما بينها من زيارات عربية واوروبية متبادلة للعواصم المؤثرة في القراراللبناني ان المبادرة الاخيرة لرئيس المجلس النيابي نبيه بري لم تنطلق من العدم وان المراد من طرحها المراكمة والتأسيس عليها. وهذا ما بدأت مؤشراته بالظهور سواء من خلال مواقف الافرقاء من قانون الانتخابات واجراء الاستحقاق الرئاسي حيث بدأت تظهر الى العلن الدعوة الى الخيار الثالث بعد تراجع حظوظ كل من العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية حتى ان المصادر تلفت في السياق نفسه الى شبه اقتناع بدأ يتكون لدى كل من عون وفرنجيه بوجوب عدم الاستمرار في رهن البلاد بانتخاب احدهما، خصوصا ان مؤشرات استبعادهما عن الاستحقاق باتت اليوم اكبرمن اي وقت مضى. ولعل دعوة كل من رئيس الحزب التقدمي النائب وليد جنبلاط منذ اسابيع واللواء ريفي هذا الاسبوع حزب الله والرئيس الحريري الى اقناع مرشحيهما بالتراجع امام الخيار الثالث تأتي ترجمة للتوجهات الدولية التي ترى امكانات نجاح في مبادرة بري وبدء القيادات اللبنانية بالتأسيس عليها والمجاهرة بالخيار الثالث.

وتتوقف المصادر عند ظاهرة المواقف المتبادلة والمتباينة مما هو مطروح بين وزير الداخلية نهاد المشنوق ووزير العدل المستقيل اشرف ريفي، وتقول انها ابعد من الخروج على خط المستقبل السياسي والتنظيمي وتعكس تطلعات مستقبلية تستند الى ملامح التغيير التي تشهدها المنطقة وعواصمها وتصب في اطار الحسابات والرهانات على ما بعد ملء الشغورالرئاسي وانتخاب رئيس جديد للجمهورية وتشكيل الحكومة ورئاستها خصوصا وان ثمة حديثا في الافق عن تركات وارث سياسي على الساحة الداخلية بعد انفراط عقد الاحزاب والتحالفات السياسية القائمة راهنا وبروز وجوه جديدة على الساحة اللبنانية لا يستبعد دخولها اندية الرئاسيات اللبنانية.


"المركزية" - 4 حزيران 2016

إرسال تعليق

 
Top