0
بينما كشفت تقارير إعلامية لاتينية عن وجود أكثر من 100 خلية نائمة تابعة لـ"حزب الله" في أميركا الجنوبية، ذكرت مصادر في المنطقة أن السياسات التي تركها الرئيس الفنزويلي السابق هوغو شافيز هي التي مهدت الطريق أمام تكوين هذه الخلايا.

وبعد رحيل شافيز، بدأت أجراس الخطر تدق، وذلك بعدما أشارت تقارير إعلامية لاتينية إلى وجود أكثر من مائة خلية نائمة تابعة لـ"حزب الله" منتشرة في أنحاء القارة، على رأسها أخطر المناطق في العالم، وهي "منطقة المثلث"، وهي "المنطقة الحدودية بين البارغواي والبرازيل والأرجنتين إضافة إلى مناطق أخرى مثل الحدود الفنزويلية – الكولومبية".

منطقة "المثلث الحدودية"

تعد "منطقة المثلث الحدودية" من أخطر الأماكن في العالم، التي يسيطر عليها جالية عربية كبرى بين هذة البلدان وخاصة جماعات "حزب الله" والمتورطة هناك في عمليات غسل الأموال، إضافة إلى استخدام المنطقة كنقطة ارتكاز للتحرك في أميركا الجنوبية.

فمبجرد الوجود في دولة الباراغواي وعلى امتداد البصر تستطيع أن ترى عيناك خلف شلالات أيغوزو الشهيرة مراكز العبادة الإيرانية، التي عملت طهران على قيامها هناك لخدمة "حزب الله" المنتشر هناك. وحسب مصادر صحافية هناك تقدر حركة التجارة هناك في منطقة المثلث بنحو 12 مليار دولار بما فيها غسل الأموال والتحويلات التي تخرج من هناك لتمويل أنشطة "حزب الله"، وبالفعل رصدت دول في أميركا اللاتينية حركة تحويلات كبيرة من هناك إلى بلدان عربية وغربية.

التنافس بين "حزب الله" و"داعش" في أميركا الجنوبية

وكشفت عدد من الصحف اللاتينية مؤخرا أن صراعا بات يجري الآن بشكل علني بين "حزب الله" وتنظيم "داعش" المتطرف على الريادة في نشر معتقدات كل فريق هناك، وذكرت مصادر إعلامية هناك أن الفئة المستهدفة هناك هي الأقليات الإثنية والقبائل الموجودة في الأماكن النائية فقد استطاع "حزب الله" بداية من عام 2006 أن يدخل المناطق النائية في فنزويلا ليقنع قبائل "الوايو" إلى اعتناق المذهب الشيعي، لدرجة أنهم أخذوا اسم "حزب الله" الشيعي ليطلق عليهم. تنظيم "داعش" بدوره قام بدعوات هو الآخر بالحديث عن أنه سيعمل على السيطرة على قبائل "المايا" في أقاليم تشيابا المكسيكية مرورا بالحدود مع غواتيمالا.

القلق اللاتيني امتد إلى الاعتقاد بأن الطريق الآن أصبح مفتوحا أمام الجماعات المتطرفة وعلى رأسها "حزب الله" ذراع إيران هناك إلى الوصول إلى تهريب السلاح النووي إلى الولايات المتحدة؛ مما جعل أميركا الجنوبية هدفا وامتدادا للصراع الحالي، وذلك كله من الإرث الذي خلفته فترة شافيز التي أصبح من الصعب معرفة متى ستعمل هذه الخلايا النائمة لضرب الهدف المقبل.


"الشرق الأوسط" - 11 حزيران 2016 

إرسال تعليق

 
Top