كان خطاب وزير الخارجية جبران باسيل أمام وفد المغتربين اللبنانيين حول موضوع حصولهم على حق استعادة الجنسية والإقتراع آية في البلاغة والروح الوطنية وبخاصة عندما يتعلق الأمر بأمجاد لبنان التي نشرها المغتربون القدامى والمُحدثون في أرجاء العالم. لكن الناظر في عيون مستمعيه لاحظ التساؤل الكبير حول إمكانية تحقيق هذا الهدف: فهؤلاء جماعات لا ينقصهم الذكاء ولا الإلمام بالواقع اللبناني الذي يعرفونه أكثر من معرفة المقيمين به. وعليه بدا عليهم الإستماع بصبر لكلمات باسيل الأثيرية فيما الأسئلة المبادرة تبدو على أمائرهم.
أولاً، لماذ لم يتم إقرار المشروع بشكله الكامل والنهائي كي يعلم المغتربون أنهم حقيقة حاصلون على هذه الحقوق؟ نصف المجلس النيابي الحالي، وربما القادم، لا يرغبون في التعامل مع هذه "الطغمة المغتربة" لأنها ربما تفسد عليهم "لعبتهم البرلمانية" وتنقض التعددية الطائفية التي وصلوا إليها بعد "جهود" طويلة. وثانياً، لقد فشل مشرّعونا الحاليون في إقرار قانون انتخاب جديد منذ سنوات ليس بسبب المغتربين بل بمشروعية قانون يدعم مصالح أمراء المزارع الحاليين، وثالثاً، يتجاهل هؤلاء المشرّعون إنتاج قانون انتخاب يحتسب مجلس الشيوخ الذي أقره الطائف والذي يتغنون به صباح مساء، ورابعاً، لا يفكر هؤلاء من قريب أو بعيد بأن انتخاب رئيس للجمهورية لا بد أن يأتي قبل انتخاب مجلس نواب جديد أو إقرار أية حكومة جديدة. وخامساً، مشرعونا الحاليون يبدون كألاعيب مريونيت في أيدي اللاعبين الكبار بين عرب وعجم. إنها الفوضى التشريعية التي لم يعرفها لبنان في تاريخه والتي يُحيط بها مغتربونا المثقفون إحاطة السوار بالمعصم.
فكيف يفكر مغترب في رأسه عقل بالإقدام على اعتناق الجنسية اللبنانية من جديد؟ قبل أن ندعو هؤلاء لهذه "الوليمة" ألا ينبغي أولاً تنظيف البيت اللبناني من "نفاياتنا السياسية والطائفية" في حال تمكّنا من نفاياتنا الطبيعية العائدة نحونا كالكابوس؟. لا شك أن خطوة باسيل كانت صحيحة، لكنه بدا أمام "ضيوفنا" كتلميذ يقرأ موضوعه الإنشائي أمام معلميه. الكثير منا يجهل أن بعض مغتربينا، سعياً وراء لقمة العيش يغيّرون أسماءهم إلى اللاتينية كي لا "يُتّهموا" بأنهم عرب من لبنان. فيترتب والحالة هذه أن يجهّز مسؤولونا وكافة المهتمين بشأن الإغتراب أنفسهم تشريعياً واجتماعياً قبل دعوة المغتربين إلى بلد لم يعد "وطن الأرز" أو "وطن النجوم" بل تحول لبلد زبالة، بيئياً وسياسياً، يأنف معه المغتربان "وليد غصن أو ملحم الحلو" أن يٌسمَيا باسميهما اللبنانيَين ويفضلان التلطّي خلف "وُللي غُسن أو وليام سويت!"
حزب الله.. وساعة الحقيقة
تشير الأنباء أن بوتين وأوباما اتفقا "مبدئياً" على إزاحة الأسد ودمج الجيش السوري بشقيه الحكومي والمعارض من جديد بعد إقصاء "ضباط البراميل المتفجره" وإنشاء حكومة انتقالية تتولى التخلص من داعش وبنات عمها اللواتي جفّت مصادر تمويلهن ولم يعد أمامهن إلا التسليم لقضاء الله. أنباءُ دفعت بطهران لإيفاد حسين عبداللهيان إلى موسكو واستقصاء الحقيقة المرة التي واجهه بها زميله ميخائيل بغدانوف. لكنه صرح ديماغوجياً بعد اللقاء "أن إيران ستستمر في دعم الأسد"، ليصححه وزير الخارجية الروسي لافروف: "الأسد ليس حليفنا، لكننا نساعده في القضاء على التطرف".
أمام هذه التضاعفات في الأزمة السورية، تأتي ساعة الحقيقة لحزب الله المعاني أيضاً من مصادر تمويله سواء كانت إيران المفلسة أو الغرب المتربص، وأقل ما يقال فيها ساعة الرجوع من الضياع إلى النفس، ومن العجمنة إلى اللبننة. وأغلب الظن أنه، شأن الإبن الضال، سيجد الأيدي مفتوحة له بين أهل طائفته والطوائف الأخرى. وسيذبحون له العجل المسمّن!.
أولاً، لماذ لم يتم إقرار المشروع بشكله الكامل والنهائي كي يعلم المغتربون أنهم حقيقة حاصلون على هذه الحقوق؟ نصف المجلس النيابي الحالي، وربما القادم، لا يرغبون في التعامل مع هذه "الطغمة المغتربة" لأنها ربما تفسد عليهم "لعبتهم البرلمانية" وتنقض التعددية الطائفية التي وصلوا إليها بعد "جهود" طويلة. وثانياً، لقد فشل مشرّعونا الحاليون في إقرار قانون انتخاب جديد منذ سنوات ليس بسبب المغتربين بل بمشروعية قانون يدعم مصالح أمراء المزارع الحاليين، وثالثاً، يتجاهل هؤلاء المشرّعون إنتاج قانون انتخاب يحتسب مجلس الشيوخ الذي أقره الطائف والذي يتغنون به صباح مساء، ورابعاً، لا يفكر هؤلاء من قريب أو بعيد بأن انتخاب رئيس للجمهورية لا بد أن يأتي قبل انتخاب مجلس نواب جديد أو إقرار أية حكومة جديدة. وخامساً، مشرعونا الحاليون يبدون كألاعيب مريونيت في أيدي اللاعبين الكبار بين عرب وعجم. إنها الفوضى التشريعية التي لم يعرفها لبنان في تاريخه والتي يُحيط بها مغتربونا المثقفون إحاطة السوار بالمعصم.
فكيف يفكر مغترب في رأسه عقل بالإقدام على اعتناق الجنسية اللبنانية من جديد؟ قبل أن ندعو هؤلاء لهذه "الوليمة" ألا ينبغي أولاً تنظيف البيت اللبناني من "نفاياتنا السياسية والطائفية" في حال تمكّنا من نفاياتنا الطبيعية العائدة نحونا كالكابوس؟. لا شك أن خطوة باسيل كانت صحيحة، لكنه بدا أمام "ضيوفنا" كتلميذ يقرأ موضوعه الإنشائي أمام معلميه. الكثير منا يجهل أن بعض مغتربينا، سعياً وراء لقمة العيش يغيّرون أسماءهم إلى اللاتينية كي لا "يُتّهموا" بأنهم عرب من لبنان. فيترتب والحالة هذه أن يجهّز مسؤولونا وكافة المهتمين بشأن الإغتراب أنفسهم تشريعياً واجتماعياً قبل دعوة المغتربين إلى بلد لم يعد "وطن الأرز" أو "وطن النجوم" بل تحول لبلد زبالة، بيئياً وسياسياً، يأنف معه المغتربان "وليد غصن أو ملحم الحلو" أن يٌسمَيا باسميهما اللبنانيَين ويفضلان التلطّي خلف "وُللي غُسن أو وليام سويت!"
حزب الله.. وساعة الحقيقة
تشير الأنباء أن بوتين وأوباما اتفقا "مبدئياً" على إزاحة الأسد ودمج الجيش السوري بشقيه الحكومي والمعارض من جديد بعد إقصاء "ضباط البراميل المتفجره" وإنشاء حكومة انتقالية تتولى التخلص من داعش وبنات عمها اللواتي جفّت مصادر تمويلهن ولم يعد أمامهن إلا التسليم لقضاء الله. أنباءُ دفعت بطهران لإيفاد حسين عبداللهيان إلى موسكو واستقصاء الحقيقة المرة التي واجهه بها زميله ميخائيل بغدانوف. لكنه صرح ديماغوجياً بعد اللقاء "أن إيران ستستمر في دعم الأسد"، ليصححه وزير الخارجية الروسي لافروف: "الأسد ليس حليفنا، لكننا نساعده في القضاء على التطرف".
أمام هذه التضاعفات في الأزمة السورية، تأتي ساعة الحقيقة لحزب الله المعاني أيضاً من مصادر تمويله سواء كانت إيران المفلسة أو الغرب المتربص، وأقل ما يقال فيها ساعة الرجوع من الضياع إلى النفس، ومن العجمنة إلى اللبننة. وأغلب الظن أنه، شأن الإبن الضال، سيجد الأيدي مفتوحة له بين أهل طائفته والطوائف الأخرى. وسيذبحون له العجل المسمّن!.
د. هادي عيد - 12 ايار 2016
إرسال تعليق