السؤال الذي يثير قلق الناس ويقضّ مضاجعهم هو: هل في الامكان أن يستمر الاستقرار الأمني اذا ما استمر الشغور الرئاسي الى أجل غير معروف؟
ثمة من يقول إن المظلة الدولية هي التي حمت وتحمي الاستقرار الأمني في لبنان وقد تجاوبت الإرادة اللبنانية مع الإرادة الدولية في تحقيق ذلك. لأن لا الخارج يريد حرباً داخلية في لبنان ولا الداخل أيضاً هو الذي لم ينس بعد أهوالها ومآسيها وبات لا يريد حتى أن يسمع بها. لذلك التقت الآراء لان أياً منها لا يرى مصلحة في جعل الحرب المستعرة في المنطقة تمتد الى لبنان، والا لكانت امتدت اليه حتى برغم الارادات، فالحرب التي اشتعلت في لبنان عام 1975 لم تكن من صنع الخارج وحده بل كانت من صنع الداخل أيضاً عندما انقسم اللبنانيون بين من هم مع السلاح الفلسطيني ومن هم ضده. وصوّر الخارج لفريق لبناني ان اللاجئين الفلسطينيين سوف يستوطنون لبنان ويكون لهم الوطن البديل من فلسطين، وصوّر للاجئين الفلسطينيين أن فريقاً من اللبنانيين سيقاتلهم ويرميهم في البحر، فكان هذا التخويف المتبادل كافياً لاشتعال حرب لبنانية - فلسطينية دامت سنتين ثم تحوّلت حرباً لبنانية - لبنانية بمشاركة فلسطينية دامت 15 سنة الى أن اصبحت حرب الآخرين على أرض لبنان. وعندما لم ينتصر أي فريق على الآخر بوضع خطوط أميركية لكل فريق ممنوع تجاوزها كان الحل لوقف العبثية المدمرة باخضاع لبنان بفرقائه المتحاربين لوصاية سورية دامت 30 سنة... ولأن إرادة الخارج التقت مع إرادة الداخل لاشتعال الحرب في لبنان كان تفجير بوسطة عين الرمانة كافياً لاشتعال تلك الحرب ولكن عندما التقت إرادة الخارج مع إرادة الداخل على عدم إشعالها في لبنان. فإن تفجير مئات البوسطات والسيارات والاغتيالات لم تشعل الحرب لأن القرار متخذ بعدم اشعالها. لذلك استمر الاستقرار الأمني وان في حده الأدنى برغم النفخ الدائم في نار الفتنة المذهبية وتحديداً السنية - الشيعية. الا أنه يمكن القول أن روح الحرب في لبنان ما زالت حية في النفوس ليس بسبب ما يجري حوله إنما بسبب انقسام اللبنانيين بين من هم مع المحور الايراني ومن هم ضدهن وبسبب سلاح يمتلكه حزب الله ولا يمتلكه أي حزب آخر ما أحدث خللاً في التوازن الداخلي، وهو خلل كلما حصل ينعكس سلباً على الوحدة الوطنية والعيش المشترك والسلم الأهلي.
ثمة من يقول إن المظلة الدولية هي التي حمت وتحمي الاستقرار الأمني في لبنان وقد تجاوبت الإرادة اللبنانية مع الإرادة الدولية في تحقيق ذلك. لأن لا الخارج يريد حرباً داخلية في لبنان ولا الداخل أيضاً هو الذي لم ينس بعد أهوالها ومآسيها وبات لا يريد حتى أن يسمع بها. لذلك التقت الآراء لان أياً منها لا يرى مصلحة في جعل الحرب المستعرة في المنطقة تمتد الى لبنان، والا لكانت امتدت اليه حتى برغم الارادات، فالحرب التي اشتعلت في لبنان عام 1975 لم تكن من صنع الخارج وحده بل كانت من صنع الداخل أيضاً عندما انقسم اللبنانيون بين من هم مع السلاح الفلسطيني ومن هم ضده. وصوّر الخارج لفريق لبناني ان اللاجئين الفلسطينيين سوف يستوطنون لبنان ويكون لهم الوطن البديل من فلسطين، وصوّر للاجئين الفلسطينيين أن فريقاً من اللبنانيين سيقاتلهم ويرميهم في البحر، فكان هذا التخويف المتبادل كافياً لاشتعال حرب لبنانية - فلسطينية دامت سنتين ثم تحوّلت حرباً لبنانية - لبنانية بمشاركة فلسطينية دامت 15 سنة الى أن اصبحت حرب الآخرين على أرض لبنان. وعندما لم ينتصر أي فريق على الآخر بوضع خطوط أميركية لكل فريق ممنوع تجاوزها كان الحل لوقف العبثية المدمرة باخضاع لبنان بفرقائه المتحاربين لوصاية سورية دامت 30 سنة... ولأن إرادة الخارج التقت مع إرادة الداخل لاشتعال الحرب في لبنان كان تفجير بوسطة عين الرمانة كافياً لاشتعال تلك الحرب ولكن عندما التقت إرادة الخارج مع إرادة الداخل على عدم إشعالها في لبنان. فإن تفجير مئات البوسطات والسيارات والاغتيالات لم تشعل الحرب لأن القرار متخذ بعدم اشعالها. لذلك استمر الاستقرار الأمني وان في حده الأدنى برغم النفخ الدائم في نار الفتنة المذهبية وتحديداً السنية - الشيعية. الا أنه يمكن القول أن روح الحرب في لبنان ما زالت حية في النفوس ليس بسبب ما يجري حوله إنما بسبب انقسام اللبنانيين بين من هم مع المحور الايراني ومن هم ضدهن وبسبب سلاح يمتلكه حزب الله ولا يمتلكه أي حزب آخر ما أحدث خللاً في التوازن الداخلي، وهو خلل كلما حصل ينعكس سلباً على الوحدة الوطنية والعيش المشترك والسلم الأهلي.
واذا كان انقسام اللبنانيين حول السلاح الفلسطيني أشعل حرباً، أوقفها الاتفاق على دستور جديد عرف باتفاق الطائف الذي فوّض الى سوريا تنفيذه بتشريع وجود قواتها في لبنان آنذاك، فإن الانقسام في ما بينهم الآن حول سلاح حزب الله لم يشعل حرباً بل أشعل من حين الى آخر حرب كلام عالي النبرة وكان الحوار السني - الشيعي وهو الوسيلة المتاحة تعمل على الحد منها لأن إرادة اللبنانيين التقت على اختلاف اتجاهاتهم ومشاربهم ومذاهبهم على رفض الحرب لأن الجميع قاسوا منها الأمرّين ولم تلتئم جراحها بعد.
والسؤال المطروح: هو كيف السبيل الى استمرار الاستقرار الأمني في لبنان، والى متى تظل الإرادة الخارجية تلتقي والإرادة اللبنانية على حفظ هذا الاستقرار وحمايته.
الواقع أن ما يحفظ هذا الاستقرار ويحميه هو اعتماد أحد الحلول الآتية:
أولاً: انتخاب رئيس للجمهورية يستطيع أن يحقق المصالحة الوطنية الشاملة المبنية على ثوابت ترسّخ العيش المشترك والسلم الأهلي وتحقق الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي الدائم والثابت.
ثانياً: انتظار حل الأزمة السورية التي يخشى مع طول الوقت أن تنعكس تداعياتها على الداخل اللبناني فتهز استقراره ومعلوم أن لبنان هو المستفيد من التوصل الى هذا الحل اذ يتخلص من أعباء اللاجئين السوريين ويتوقف الكلام السياسي على توطينهم والتخويف به فيتكرر ما حصل مع اللاجئين الفلسطينيين...
إميل خوري - "النهار" - 22 نيسان 2016
إرسال تعليق