0
افتتحت نقابة اطباء الاسنان في الشمال، برعاية الرئيس العماد ميشال سليمان وفي حضوره، مؤتمرها السنوي الثامن تحت عنوان North International Dental Congress في "قاعة الزاخم" في حرم جامعة البلمند - الكورة، في حضور الرئيس نجيب ميقاتي ممثلا بالدكتور خلدون الشريف، وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس، وزير الاتصالات بطرس حرب ممثلا بالمهندس وسيم أبو صعب، وزير الخارجية جبران باسيل ممثلا بطوني ماروني، وزير العدل المستقيل اشرف ريفي ممثلا بفادي الشامي، النواب سمير الجسر، فادي كرم، خضر حبيب، كاظم الخير، قاسم عبد العزيز، النائبة السابقة نايلة معوض، رئيس جامعة البلمند الدكتور ايلي سالم ممثلا بنائبه الدكتور ميشال نجار، مفتي طرابلس والشمال الشيخ الدكتور مالك الشعار، الامين العام لـ"تيار المستقبل" أحمد الحريري ممثلا بالمهندسة بشرى عيتاني، مستشار الرئيس سليمان بشارة خيرالله، النائب محمد الصفدي ممثلا بالدكتور مصطفى الحلوة، النائب روبير فاضل ممثلا بالسيد سعد الدين فاخوري، قائد الجيش العماد جان قهوجي ممثلا بالعقيد انطوان عطاالله، المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم ممثلا بالعميد ريمون ايوب، مدير مخابرات الجيش العميد كميل ضاهر ممثلا بالمقدم نجيب النبوت، رئيس اتحاد بلديات الفيحاء عامر الرافعي، رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس ولبنان الشمالي توفيق دبوسي، نقيب اطباء الاسنان في الشمال الدكتور اديب زكريا ونقباء المهن الحرة اللبنانيون والعرب والاجانب، وحشد من اطباء الاسنان في لبنان.

استهل الحفل بالنشيد الوطني أدته جوقة كورال مدرسة روضة الفيحاء.


الحايك
ثم كلمة ترحيبية من الدكتور جوزف الحايك، فكلمة جامعة البلمند ألقاها الدكتور ميشال نجار، نوه فيها بمهنة طب الاسنان المتميزة "لأنها علم وفن وذوق، وهي تجمع بشكل أو آخر بين الطب والهندسة".

وأشار الى "أننا في وطن نخره السوس حتى العظم، سوس الفساد، والطائفية والمحاصصة. ومن الواجب بناء الجسور في القلوب والعقول لوصل ما انقطع حتى يبقى لبنان وطن الارز".

 

ديب
وأكدت منسقة المؤتمر الدكتورة رلى ديب أن "مؤتمرنا يأتي في إطار محاولة جدية وواعية للاجابة عن التساؤلات المطروحة، وليضع بين يدي الطبيب الوسائل العلمية والحس النقدي ليتمكن من اعتماد خياراته الخاصة بعد عرض معمق لمختلف النظريات والتقنيات يقدمها نخبة من المحاضرين العرب والاجانب واللبنانيين".

 

زكريا
من جهته شكر نقيب اطباء الاسنان الدكتور زكريا الرئيس سليمان على رعايته المؤتمر "والتي أعطت دفعا معنويا لأبناء الشمال وأثبتت أن طرابلس هي مدينة حقا استحقت لقب مدينة العلم والعلماء".

وعرض زكريا أبرز العوائق التي تعترض عمل أطباء الأسنان ومنها المعاش التقاعدي والبث في مشروع قانون credit points والذي تتم متابعته جديا من الوزير سمير الجسر مشكورا لاحالته لاحقا على مجلس النواب وبته ليصبح إلزاميا.

وتطرق الى "العائق الأهم، وهو عمالة الاطباء الآتين من خارج الحدود الذين يعملون دون حسيب أو رقيب، فلا سلطة لنا عليهم ولا متابعة لهم من أجهزة الدولة"، متسائلا "من يتحمل المسؤولية؟ هذا سؤال برسم جميع المعنيين، ونأمل ألا يخيب ظننا".

 

كرم
ثم ألقى النائب فادي كرم كلمة شكر فيها زملاءه في النقابة على تكريمه. وتناول علاقتة المستمرة مع النقابة والزملاء. وركز على "الديموقراطية في العلاقات المهنية كما في العلاقات الوطنية الثابتة بالانتماء الى النقابة والوطن".

ونوه بمؤسسة جامعة البلمند وبمؤسسها البطريرك الراحل اغناطيوس الرابع هزيم. وشكر نقيب اطباء الاسنان ومجلس النقابة واللجنة المنظمة على تكريمهم له.

 

سليمان
وتحدث راعي المؤتمر الرئيس ميشال سليمان عن الحرب الباردة التي "عادت الى الساحة الدولية وانتقلت من حائط برلين الى حدود اوكرانيا مع روسيا، واليوم عادت هذه الحرب الباردة لتقترب من حدودنا بعدما وصلت الى اللاذقية. ولا نستغرب ان اسرائيل وضعت اصبعها على هذا الموضوع بمناداتها اليوم بتكريس الجولان أرضا اسرائيلية"، مشيرا الى أن "هذه الحرب مترافقة مع ركود اقتصادي كبير يضرب الصين واوروبا وبريطانيا التي تهدد بالخروج من الاتحاد الاوروبي". وأكد أن "البطالة في روسيا بلغت أعلى المستويات"، معتبرا أن "أسباب هذا الانكماش الاقتصادي كثيرة، منها تقلب اسواق الاموال، التبدل المناخي، الحرب السورية المستمرة منذ خمس سنوات".

ورأى أن "محاولة التهدئة موجودة، من اجتماعات الكويت الى اجتماع القمة الخليجية مع الرئيس الاميركي في الرياض، والحراك الدولي الموجود والذي يبشر بالخير وبإرساء حلول للمنطقة"، متمنيا "ان تكون هذه الحلول في القريب العاجل".

وتطرق الى "الثورة الصناعية الرابعة، الثورة الرقمية التي نعيشها، وهي أهم مظهر للتبدل في حياتنا لكونها ستترافق مع تغير المجتمع وسلوكيات المواطنين وقيمهم"، مشيرا الى "العزلة التي يعيش في دائرتها المواطن الشاب، بسبب هذه التقنيات الحديثة". ورأى أن "القادة مدعوون الى أن يكونوا بالقرب من هؤلاء الناس لتوجيههم الى الخير واكتسابهم فوائد هذه الثورة العلمية، ولا سيما أن الرأي العام بات يكون رأيه بسرعة من خلالها، دون إيضاحات او معرفة الاسباب، ويعبر عنها بسرعة. لذلك يحتاج الى مواكبة من الحكام، وأرباب العمل والمربين والاساتذة ورجال الدين وليس الوقوف بوجه هذه الثورة. لا يمكننا الوقوف في وجه العولمة والانفتاح".

وأكد أن "الأسباب الثلاثة انعكست على المنطقة العربية بما يسمى الربيع العربي الذي تحول الى ظلامية، مع استمرار القتل والتهجير الذي نتمنى توقفه بأسرع ما يمكن"، معتبرا أن "هذا الوضع يؤثر على لبنان المتميز بموقعه الجغرافي كبوابة عبور بين الغرب والمشرق العربي، والذي أدى الى حالة خاصة تميزت بتطلع الشعوب المحيطة الى بلدنا، نظرا الى الحرية فيه والتي كانت مدعاة لأطماع وغزاة ومحبين، وهو ما أدى الى تعرض لبنان لاضطرابات عديدة، وأصبح ملاذا آمنا، إنما متعبا ومكلفا، ولا سيما أن في لبنان أربعة ملايين لبناني ومليوني نازح ولاجئ، وعشرات اللبنانيين المنتشرين خارج لبنان. ورغم ذلك صمد، وبقي لبنان الذي نحبه".

ولفت الى "أن الدولة اللبنانية تنافسها دوما دويلات، أعاقت سير عملها وتطوير النظم الحياتية والاجتماعية فيها، الى أن جاء اتفاق الطائف وعمل على إيقاف الحرب اللبنانية الاخيرة بدخول الجيش السوري الى لبنان، وطبع وجوده بطابع الوصاية".

ورأى أن "الاختبار الحقيقي جاء بعد خروج الجيش السوري من لبنان عام 2005". ورصد أهم نقاط القوة والضعف، مشددا على أن "نقاط القوة تجلت بعد تحرير لبنان من العدو الاسرائيلي عام 2000، كما برهن الشعب اللبناني عن قدرته على التمسك بالعقد الاجتماعي، وهو اتفاق الطائف، والتمسك بصيغة العيش المشترك. لذلك رغم ما نسمعه عن أن تدهور الوضع في سوريا سيؤثر سلبا على لبنان، فإن ذلك لم يحدث مطلقا. يا للاسف، تضررت سوريا، إنما الوضع في لبنان لم يهتز اكثر مما اهتز في غيره من الدول".

وأضاف: "الى جانب الشعب اللبناني المقيم، هناك مليونان ما بين نازح ولاجئ، وهناك عشرة ملايين لبناني من المنتشرين خارج لبنان، والذين لا يقلون تمسكا بهذه الصيغة. ونقطة القوة الثانية هي الجيش والقوى الامنية بحيث ان جيوشا عاتية حولنا تعرضت لاهتزازات وانقسامات وانسحابات، في حين أن الجيش اللبناني أبدى متانة كبيرة. أولا في التصدي لاسرائيل، وثانيا في محاربة الارهاب، وثالثا والاهم في التعامل مع المواطنين من 8 و14 آذار سنة 2005، خصوصا لدى استشهاد الرئيس الحريري والشخصيات الاخرى. وقد رأينا كيف تعامل الجيش مع التظاهرات من الطرفين واظهر انه جيش للوطن وليس للنظام. وهو أمر لافت، لأنه بعد ذلك حين تعاطت الجيوش والقوى الامنية بشكل سيئ، رأينا ما ظهر حولنا".

وأشار الى أن "التعامل مع الارهاب بدأ في لبنان قبل أن يبدأ في نيويورك بالبرجين، وللشمال واهله صولات وجولات في هذا المضمار. وقد وقف الشمال الى جانب الجيش في محطات عدة. وكان لبلدة قلحات ومحيط البلمند محطة اشتباك مع الارهابيين وفي طرابلس أيضا، وعام 2007 كان المخطط الرهيب الذي حدث في نهر البارد مع فتح الاسلام. وكذلك في احداث الضنية سنة 2000 حيث وقف الشعب اللبناني مع الجيش واكد انه حاضنة اساسية للدولة اللبنانية. وبالامس عندما هددونا بأن داعش سيأخذ ممرا الى البحر من طرابلس. اعلنت حينها ان طرابلس ستكون مقبرة لداعش، وقالوا بعدها ان داعش ستمر في جونية قلنا لهم لا. اذ انها ستمر قبل جونية بمناطق اخرى من لبنان مثل البقاع وطرابلس اللذين سيدافعان عنها قبل الوصول اليها".
وقال: "بالاضافة الى الشعب والجيش هناك النظام المصرفي اللبناني الذي هو جيد رغم الانتقادات حول كيفية الاستدانة وادارة الدين العام". وحمل المسؤولية في ذلك للسياسيين "الذين أداروا الأمر في شكل سيئ".

وأكد أن "الوضع المصرفي رافعة كبيرة للوضع الاقتصادي في حال ارساء سياسة مستقرة"، مشددا على "ضرورة العمل على نقاط القوة وعدم تضعيف أي نقطة منها، لبناء مستقبل لبنان".

وركز على "أن مكامن الضعف كثيرة بمجموعها وليس باهميتها، إذ إن مكامن الضعف هي بارادة سياسية مصلحية نفعية ليبقى كل في مكانه، وان التمثيل الصحيح لم نصل اليه بعد، لم نعرف أن نشرك المجتمع المدني، والشباب، والمرأة في الحياة السياسية. وبدل تطبيق الديموقراطية بالشكل الصحيح ذهبنا الى الشغور والتمديد والتعثر في مجلس الوزراء، ووضعنا نصب أعيننا المقاطعة لتعطيل كل شيء".

وقال: "لم نعش لنرى تكتلات طائفية، اذ ان الاهداف السياسية الواضحة لم نعرفها، اما ان نكون مع طائفة واحدة او تحالفات غير واضحة الرؤية السياسية، وأحيانا غير صادقة. وقد حصل تقصير بقانون الانتخاب اولا، ولم ننجز موازنات. شكلنا هيئة إلغاء الطائفية السياسية في حين ان احدا لا يريد الغاءها. ويجب بحد ادنى تنظيمها لعدم العودة لاختيار الطائفيين، بمعنى ان نختار نصفا من كل طائفة، نصفا مسيحيا ونصفا مسلما، لا أن نختار أكثرية طائفية من هذا النصف أو ذاك. وهذا ما يجب العمل عليه للمستقبل".

وأضاف: "لم نكمل تطبيق الدستور ولا اتفاق الطائف. في حين يجب استكمال تطبيق الدستور وتحصين اتفاق الطائف الذي أنقذ التعايش والصيغة اللبنانية الاجتماعية. وهناك امور لا بد منها لتحسين ادارة الحكم في لبنان وما يليها من اقتصاد وحركة فكرية وثقافية، وقانون الانتخاب، وهناك ضرورة لتشكيل هيئة وطنية لاعادة النازحين".

وأكد أن "الفساد ناتج من المحاصصة السياسية المغطاة بالمحاصصة الطائفية، والفساد يجب العمل على اقتلاعه بشكل كبير، وهو موجود في جميع دول العالم. ويجب سد الثغرات الدستورية وإيجاد حلول لعدم انتخاب رئيس، اذ لا يمكن التمسك بالثلثين، ولن أتحدث عن تعديل الصلاحيات، بل عن حل الثغرات الدستورية وإيجاد المخارج. لماذا تتأخر الحكومة 11 شهرا لتتشكل؟ المطلوب وضع مهل لتشكيلها واعادة الاستشارات، وبذلك لا نتعدى على الصلاحيات. يحكى عن وضع قانون انتخاب قبل الرئيس او بعده. ويقال ليس قبل لكون الامر غير ميثاقي، والصحيح ان القضية ليست ميثاقية، بل قانونية بحتة ودستورية، لأن رئيس الجمهورية لديه حق رد القوانين. ويجب تحصين الامور بالسياسة الداخلية كما بالسياسة الخارجية، ولا سيما الحديث عن تحييد لبنان عن الصراعات. المطلوب تمتين وضعنا الخارجي بتحييد لبنان. ومع اقتراب الحل السوري يجب التنبه لمطالبنا في حال تقسيم سوريا طائفيا، فان صيغتنا لا تدوم ولا نستطيع ان نتقسم. لذلك يجب ان نناضل ونمانع اقامة دول طائفية. وندعو لبقاء سوريا موحدة بالمحافظات العديدة الموجودة فيها، وهي على حدودنا".

وقال: "يجب ترسيم الحدود مع سوريا ونشر المراقبين الدوليين لذلك، وإعادة اللاجئين، وتعويض لبنان الخسائر التي تكبدها خلال هذه الفترة. ودور لبنان مطلوب في مرحلة لاعمار سوريا اقتصاديا، ودوره مدعوم عالميا، ويجب اعادة دوره هذا بادارة الشان السياسي وليس بالعيش المشترك فقط. التحديات المنتظرة منا ومن العالم. ويجب ممارسة قيادة حديثة تعتمد ثلاث نقاط: اللامركزية، المشاركة والتواصل، والحوكمة الرشيدة التي يجب ان تعتمد على ما يسمى الديموقراطية والانماء والحوار الذي لا غنى عنه".

وعلى المستوى العربي، رأى أن المطلوب "التعاون الامني ومحاربة الارهاب والعمل على اقتلاع الظواهر البعيدة عن الاسلام والمسيحية، ولا سيما داعش والتعاون الجدي، ثم التكامل الاقتصادي والاجتماعي بين الدول العربية، والضغط لطبيق المبادرة العربية للسلام والعودة للقضية العربية بالدفاع عن فلسطين والتي تركت وانشغلنا بخلافاتنا، والتنبه لتأمين وحدة سوريا والعراق".

وختم: "على المستوى الدولي، الدول القادرة مطلوب منها التحضير لـ20 سنة مقبلة بتطوير الانظمة الديموقراطية والاجتماعية والمالية والاقتصادية. لبنان دولة نموذجية إن عرفنا تطبيق نظامه وصيغته بشكل جيد، والى حين ذلك نتمنى انتخاب رئيس وعدم ربط ذلك الاستحقاق بالحل السوري والذي مجرد التوصل اليه سيتم انتخاب رئيس في لبنان. ونخاف ان يطول الحل ولا ننتخب رئيسا".

تقديم دروع
وقدمت النقابة درعا تقديرية لسليمان، الذي شارك في تقديم الدروع للنائب سمير الجسر، والنائب فادي كرم، وجامعة البلمند، وتوفيق دبوسي، وعامر الرافعي والمدير العام لمدرسة روضة الفيحاء المربي مصطفى مرعبي.

افتتاح المعرض الطبي
وتخلل الحفل رقصات واناشيد من جوقة الفيحاء، وعرض فيلم وثائقي عن لبنان. وفي الختام افتتح سليمان ونقابة الأطباء معرض للادوات الطبية المتعلقة بطب الاسنان. ويستمر المؤتمر لمدة ثلاثة ايام.

21 نيسان 2016

إرسال تعليق

 
Top