0
لم تهدأ بعد حركة الاتصالات اللبنانية – الفلسطينية السياسية والامنية التي انطلقت منذ أسبوع عقب اغتيال القيادي الفتحاوي فتحي زيدان، لحصر تداعيات الحادثة الخطيرة ومنع تفاقمها بما يوتّر الاوضاع في مخيم عين الحلوة ويهدد تاليا أمن جواره ومنطقة صيدا برمّتها. وقد دخل على خط نزع فتيل الاحتقان الذي أعقب الاغتيال وتبريد الاجواء في المخيم والمدينة، أبرز فاعلياتها ومنهم النائب بهية الحريري وأمين عام التنظيم الشعبي الناصري أسامة سعد اللذان قد يدعوان قريبا الى اجتماعات موسعة تضم القيادات الصيداوية ومسؤولي الفصائل الفلسطينية، في اطار التنسيق لابقاء الواقع في المخيمات ومحيطها مضبوطا، علما ان الجيش اللبناني واستخباراته في المدينة يتواصلان من دون انقطاع مع القيادات الفلسطينية في عين الحلوة للغرض نفسه، في حين يصل المشرف العام على حركة "فتح" في لبنان اللواء عزام الاحمد خلال ساعات الى لبنان، حيث سيلتقي قادة الفصائل اضافة الى الرئيسين نبيه برّي وتمام سلام والمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم مطمئنا ان الفلسطينيين في لبنان على الحياد ولن يكونوا مصدر توتير.

واذا كانت صيدا وتخوم عين الحلوة شكلتا مسرح الخرق الامني الفلسطيني الاخير، فان الاوضاع في المخيمات الاخرى لا تبدو أقلّ خطورة، حيث يشهد مخيم الرشيدية جنوب صور توترا في اعقاب الاستنفار الذي شهده منذ يومين بين حركتي "انصار الله" و"فتح" على خلفية وضع شخصين من الانصار عبوة ناسفة لامين سر حركة فتح في لبنان رفعت شنّاعة، كما ان مخيمي المية ومية وشاتيلا يسجلان كل يوم حوادث أمنية متنقلة... انطلاقا من هذا الواقع غير المطمئن، لم يغب همّ المخيمات عن زيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الى لبنان والمنطقة، علما ان ملفّها كان مدار بحث الجمعة الماضي في باريس بين هولاند والرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي أكد ان "الفلسطينيين داخل المخيّمات لن ينجروا الى اي صراع وهم يتقيّدون بالشرعية اللبنانية". وفي هذا الاطار، تقول أوساط دبلوماسية عربية مقيمة في باريس لـ"المركزية" ان فرنسا أبلغت عباس كما من يعنيهم الأمر لبنانيا، خشيتها من استمرار الوضع على ما هو عليه في المخيمات الفلسطينية، معربة عن مخاوفها من أي تطورات مفاجئة قد تهزّ أمنها كمقدمة لضرب الاستقرار اللبناني، ذلك أن باريس تخشى ان تعمد جهات اقليمية، قد تكون ارهابية او استخباراتية، الى استغلال الخاصرة الرخوة التي تشكلها المخيمات لاشعال فتنة داخلها على ان تستخدمها ورقة في المرحلة المقبلة تواجه بها المخططات التي ترسم للمنطقة وتحسن من خلالها شروطها وموقعها في المشاريع التي تحاك لها. واذ تلفت الى ان هولاند دعا المسؤولين اللبنانيين الذين قابلهم في بيروت الى التنبه الى قنبلة "المخيمات الفلسطينية" الموقوتة وايلائها الاهتمام اللازم لتتمكن من التصدي لما قد يحاك لها بغفلة من السلطات الرسمية، قبل فوات الاوان، تشير الاوساط الى ان فرنسا حثت عباس على العمل لبسط سيطرة "فتح" على المخيمات، على ان تتولى الحركة التنسيق مع الدولة اللبنانية. وتوضح الاوساط ان فرنسا تولي الاستقرار اللبناني أهمية قصوى لان انهياره يزيد المشهد في المنطقة تعقيدا من جهة ويعرّض شواطئ أوروبا لموجات نزوح اضافية من جهة أخرى.

وليس بعيدا، وفي حين يؤكد الامنيون ان الاجهزة تضع تحت مجهرها المخيمات الفلسطينية، تتخوف مصادر سياسية عبر "المركزية" من أن تتسارع التطورات في المخيمات في الأيام القليلة المقبلة في منحى سلبي، فتقدّم العذر الذي ينتظره كثيرون لتأجيل الانتخابات البلدية المقرر ان تنطلق في 8 أيار المقبل...


"المركزية" - 19 نيسان 2016

إرسال تعليق

 
Top