لا تزال المعارك العنيفة الدائرة في محيط مدينة حلب بين الفصائل المعارضة والقوات الإيرانية التي تؤازر قوات بشار الأسد، تشهد سقوط مزيد من قتلى الحرس الثوري ما بين ضباط وجنود. اللافت في ذلك امس مقتل عدد من الضباط وإصابة ضابط رفيع في قيادة الحرس الإيراني، تولى لست سنوات مركز محافظ إبان حكم الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد.
فقد نشرت وسائل إعلام إيرانية أسماء قتلى جدد من الحرس الثوري لقوا مصرعهم خلال الأيام الأخيرة في سوريا بمعارك ريف حلب الجنوبي بينهم عدد من الضباط، بالإضافة إلى إصابة الجنرال محمد رضا فلاح زادة، وهو قيادي في الحرس الثوري، وكان يشغل منصب محافظ سابق لمدة 6 سنوات على محافظة يزد، وسط إيران، إبان حقبة رئاسة أحمدي نجاد.
ووفقا لموقع «تابناك» أصيب اللواء فلاح زادة أثناء استهداف سيارته بقذيفة هاون حيث تعرض لإصابات بشظايا في أنحاء جسمه وقد نقل على الفور إلى مستشفى في العاصمة الإيرانية طهران.
أما أسماء القتلى فهم كل من النقيب علي رضا صفر بور جاجرمي وعلي بيات وهو ضابط بالحرس الثوري يتولى مسؤولية الميليشيات الأفغانية، بالإضافة إلى عقيل شيبك وحسين علي ياني وعمار بهمني وسيد سجاد خليلي ومحمد تقي سالخورده وحسين بواس ومحمد جبلي وابو الفضل راه تشمني وحميد قاسم بور.
وأفادت وكالة «مشرق» عن مقتل 4 من ميليشيات «فاطميون» الأفغانية وهم كل من عبدالله توحيدي وحبيب رضائي ومهدي حسيني وعبدالحكيم رسولي.
وشيعت إيران الأسبوع الماضي 4 من ضباط اللواء 65 التابع للقوات البرية للجيش الإيراني المعروفين بـ«القبعات الخضر»، لقوا مصرعهم بمعارك ريف حلب جنوب سوريا، بعد أيام معدودة من وصولهم إلى هناك.
وفي هذا السياق، كشفت وسائل إعلام إيرانية أن ضابطا خامسا من القبعات الخضر ويدعى حمدالله بخشندة، تبين أنه قد أصيب بجروح ولم يمت، عكس ما أشيع عن خبر مقتله بريف حلب قبل أيام.
وفي السياسة، لوح وفد الهيئة العليا للمفاوضات بتعليق مشاركته في جولة المفاوضات الصعبة في جنيف، متهما وفد الحكومة السورية بـ»التعنت» و»رفض نقاش مصير» بشار الأسد، في وقت دعا كبير مفاوضي المعارضة الفصائل الى الرد على انتهاك الهدنة.
وكان لافتاً إعلان العميد أسعد الزعبي رئيس وفد المعارضة إلى مفاوضات جنيف أن فريقه لن يبقى في سويسرا إلى الأبد، داعياً في تسجيل صوتي موجه لمقاتلي فصائل المعارضة «إلى الرد على كل قذيفة يطلقها النظام بعشر قذائف«.
وتزامن هذا التصعيد السياسي والكلامي مع تصعيد ميداني تجلى في قصف متبادل بين قوات النظام والفصائل المعارضة في مدينة حلب في شمال سوريا، تسبب بمقتل 22 مدنيا، في حصيلة ضحايا هي الاكبر منذ بدء سريان وقف الاعمال القتالية بين الطرفين في 27 شباط بحسب المرصد السوري.
ففي جنيف، اكد عضو مفاوض في وفد المعارضة رافضا كشف اسمه، ان المفاوضات «وصلت الى طريق شبه مسدود مع تعنت النظام بشأن رفض نقاش مصير الاسد»، مضيفا ان الجولة الحالية «مهددة بالفشل اذا لم تتدخل الدول الكبرى المعنية بالنزاع السوري وتحديدا واشنطن وروسيا لممارسة الضغوط».
وفي وقت لاحق، قال محمد علوش كبير مفاوضي المعارضة «لدينا اوراق كثيرة.. والخيارات مفتوحة على كثير من الاحتمالات»، مضيفا ردا على سؤال عما اذا كان تعليق المشاركة من بينها، «كل شيء وارد وسنختار ما هو الانسب».
وشدد علوش على انه «لا يمكن مقايضة شعب مقابل رجل»، مضيفا «موضوع بشار الاسد لا يمكن المساومة عليه ولا يمكن القبول به مطلقا في المرحلة الانتقالية».
واستأنف موفد الامم المتحدة الى سوريا ستافان دي ميستورا الاربعاء الماضي جولة صعبة من المحادثات غير المباشرة بين ممثلين للحكومة والمعارضة، تتركز على بحث الانتقال السياسي لكنها تصطدم بتمسك الطرفين بمواقفهما حيال مستقبل الاسد.
وتطالب المعارضة بتشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات تضم ممثلين للحكومة والمعارضة، مشترطة رحيل الاسد قبل بدء المرحلة الانتقالية، في حين تعتبر الحكومة ان مستقبل الاسد ليس موضع نقاش وتقترح تشكيل حكومة موسعة.
وحذر عبد الحكيم بشار نائب رئيس الائتلاف السوري المعارض وعضو الهيئة العليا للمفاوضات من «(اننا) قد نتوجه الى تعليق المفاوضات اذا استمرت الاوضاع على هذا الشكل ولن يكون هناك افاق لأي حل سياسي».
وتأتي هذه المواقف غداة كشف المعارضة ان دي ميستورا عرض اقتراحا ينص على بقاء الاسد في منصبه مع تعيين ثلاثة نواب له تختارهم المعارضة وينقل صلاحياته اليهم، الامر الذي رفضه وفد المعارضة بالمطلق.
وتجري المعارضة وفق ما صرح بشار «مراجعة كاملة» لمواقفها، على ان يعقد المنسق العام للهيئة رياض حجاب مؤتمرا صحافيا بعد ظهر الاثنين في جنيف، لإعلان حصيلة اللقاءات والاتصالات.
ورأس حجاب اجتماعا لأعضاء الهيئة في جنيف، الذين التقوا ايضا مجموعة من سفراء الدول الغربية والعربية «الصديقة للشعب السوري».
وعما قاله السفراء خلال الاجتماع، اوضح بشار «نصحونا بأن الاستمرار في المفاوضات افضل، ونحن طلبنا منهم الضغط على روسيا من اجل الملف الانساني وموضوع الهدنة».
ويستأنف دي ميستورا المحادثات بعد توقف ليومين، ويلتقي صباحا الوفد الحكومي برئاسة بشار الجعفري، مندوب سوريا لدى الامم المتحدة في نيويورك، على ان يجتمع مساء مع وفد الهيئة العليا للمفاوضات.
وفي موقف لافت، دعا كبير مفاوضي المعارضة الفصائل المقاتلة في سوريا الى «الاستعداد بشكل كامل والرد على الاعتداءات الموجهة من قبل النظام وحلفائه» لوقف اطلاق النار.
وقال علوش «لدينا اكثر من الفي خرق (من قوات النظام) منذ 51 يوما.. ومن حق الفصائل ان تدافع عن نفسها بقدر ما تستطيع»، لافتا الى وجود «بند في الهدنة يجيز الرد على الاعتداءات بالمثل ومنع حشد القوات (العسكرية) وعدم السعي لكسب اراض جديدة وكل هذا لم يلتزم به النظام».
وجاءت تصريحات علوش بعد تغريدات كتبها صباحا على موقع تويتر قال فيها «اخواننا أعلنت لكم قبل ذلك بطلب إشعال الجبهات وقد اشتعلت، فلا ترقبوا في النظام (…) ولا تنتظروا منه رحمة فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان». وتوجه الى الفصائل بالقول «نحن معكم جميعا، ولن نقبل أي تنازل عن أهداف الثورة(…)».
وبحسب علوش، فإن هجوم قوات النظام «على حلب يعني ان الهدنة منتهية بالنسبة الى النظام» الذي اتهمه بالاستمرار في فرض الحصار ومنع ادخال المساعدات ورفض اطلاق سراح المعتقلين.
وقال «نحن ننظر الى الارض (الميدان) في سوريا، اذا كانت الاجواء هناك مريحة ونفذت الاجراءات السابقة فبطبيعة الحال ستكون الاجواء مريحة في جنيف».
ميدانيا، افاد المرصد السوري عن مقتل ستة مدنيين على الاقل «جراء قصف للطائرات الحربية على حيي جب القبة ومشهد» في الجزء الشرقي من مدينة حلب الواقع تحت سيطرة الفصائل المقاتلة.
وردت الفصائل على القصف بحسب المرصد، باستهداف الاحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام، ما اسفر عن 16 قتيلا بينهم عشرة اطفال.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «هناك تصعيد واضح، هو الاكثر عنفا، في مدينة حلب وريفها من الاطراف كافة» منذ بدء الهدنة.
فقد نشرت وسائل إعلام إيرانية أسماء قتلى جدد من الحرس الثوري لقوا مصرعهم خلال الأيام الأخيرة في سوريا بمعارك ريف حلب الجنوبي بينهم عدد من الضباط، بالإضافة إلى إصابة الجنرال محمد رضا فلاح زادة، وهو قيادي في الحرس الثوري، وكان يشغل منصب محافظ سابق لمدة 6 سنوات على محافظة يزد، وسط إيران، إبان حقبة رئاسة أحمدي نجاد.
ووفقا لموقع «تابناك» أصيب اللواء فلاح زادة أثناء استهداف سيارته بقذيفة هاون حيث تعرض لإصابات بشظايا في أنحاء جسمه وقد نقل على الفور إلى مستشفى في العاصمة الإيرانية طهران.
أما أسماء القتلى فهم كل من النقيب علي رضا صفر بور جاجرمي وعلي بيات وهو ضابط بالحرس الثوري يتولى مسؤولية الميليشيات الأفغانية، بالإضافة إلى عقيل شيبك وحسين علي ياني وعمار بهمني وسيد سجاد خليلي ومحمد تقي سالخورده وحسين بواس ومحمد جبلي وابو الفضل راه تشمني وحميد قاسم بور.
وأفادت وكالة «مشرق» عن مقتل 4 من ميليشيات «فاطميون» الأفغانية وهم كل من عبدالله توحيدي وحبيب رضائي ومهدي حسيني وعبدالحكيم رسولي.
وشيعت إيران الأسبوع الماضي 4 من ضباط اللواء 65 التابع للقوات البرية للجيش الإيراني المعروفين بـ«القبعات الخضر»، لقوا مصرعهم بمعارك ريف حلب جنوب سوريا، بعد أيام معدودة من وصولهم إلى هناك.
وفي هذا السياق، كشفت وسائل إعلام إيرانية أن ضابطا خامسا من القبعات الخضر ويدعى حمدالله بخشندة، تبين أنه قد أصيب بجروح ولم يمت، عكس ما أشيع عن خبر مقتله بريف حلب قبل أيام.
وفي السياسة، لوح وفد الهيئة العليا للمفاوضات بتعليق مشاركته في جولة المفاوضات الصعبة في جنيف، متهما وفد الحكومة السورية بـ»التعنت» و»رفض نقاش مصير» بشار الأسد، في وقت دعا كبير مفاوضي المعارضة الفصائل الى الرد على انتهاك الهدنة.
وكان لافتاً إعلان العميد أسعد الزعبي رئيس وفد المعارضة إلى مفاوضات جنيف أن فريقه لن يبقى في سويسرا إلى الأبد، داعياً في تسجيل صوتي موجه لمقاتلي فصائل المعارضة «إلى الرد على كل قذيفة يطلقها النظام بعشر قذائف«.
وتزامن هذا التصعيد السياسي والكلامي مع تصعيد ميداني تجلى في قصف متبادل بين قوات النظام والفصائل المعارضة في مدينة حلب في شمال سوريا، تسبب بمقتل 22 مدنيا، في حصيلة ضحايا هي الاكبر منذ بدء سريان وقف الاعمال القتالية بين الطرفين في 27 شباط بحسب المرصد السوري.
ففي جنيف، اكد عضو مفاوض في وفد المعارضة رافضا كشف اسمه، ان المفاوضات «وصلت الى طريق شبه مسدود مع تعنت النظام بشأن رفض نقاش مصير الاسد»، مضيفا ان الجولة الحالية «مهددة بالفشل اذا لم تتدخل الدول الكبرى المعنية بالنزاع السوري وتحديدا واشنطن وروسيا لممارسة الضغوط».
وفي وقت لاحق، قال محمد علوش كبير مفاوضي المعارضة «لدينا اوراق كثيرة.. والخيارات مفتوحة على كثير من الاحتمالات»، مضيفا ردا على سؤال عما اذا كان تعليق المشاركة من بينها، «كل شيء وارد وسنختار ما هو الانسب».
وشدد علوش على انه «لا يمكن مقايضة شعب مقابل رجل»، مضيفا «موضوع بشار الاسد لا يمكن المساومة عليه ولا يمكن القبول به مطلقا في المرحلة الانتقالية».
واستأنف موفد الامم المتحدة الى سوريا ستافان دي ميستورا الاربعاء الماضي جولة صعبة من المحادثات غير المباشرة بين ممثلين للحكومة والمعارضة، تتركز على بحث الانتقال السياسي لكنها تصطدم بتمسك الطرفين بمواقفهما حيال مستقبل الاسد.
وتطالب المعارضة بتشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات تضم ممثلين للحكومة والمعارضة، مشترطة رحيل الاسد قبل بدء المرحلة الانتقالية، في حين تعتبر الحكومة ان مستقبل الاسد ليس موضع نقاش وتقترح تشكيل حكومة موسعة.
وحذر عبد الحكيم بشار نائب رئيس الائتلاف السوري المعارض وعضو الهيئة العليا للمفاوضات من «(اننا) قد نتوجه الى تعليق المفاوضات اذا استمرت الاوضاع على هذا الشكل ولن يكون هناك افاق لأي حل سياسي».
وتأتي هذه المواقف غداة كشف المعارضة ان دي ميستورا عرض اقتراحا ينص على بقاء الاسد في منصبه مع تعيين ثلاثة نواب له تختارهم المعارضة وينقل صلاحياته اليهم، الامر الذي رفضه وفد المعارضة بالمطلق.
وتجري المعارضة وفق ما صرح بشار «مراجعة كاملة» لمواقفها، على ان يعقد المنسق العام للهيئة رياض حجاب مؤتمرا صحافيا بعد ظهر الاثنين في جنيف، لإعلان حصيلة اللقاءات والاتصالات.
ورأس حجاب اجتماعا لأعضاء الهيئة في جنيف، الذين التقوا ايضا مجموعة من سفراء الدول الغربية والعربية «الصديقة للشعب السوري».
وعما قاله السفراء خلال الاجتماع، اوضح بشار «نصحونا بأن الاستمرار في المفاوضات افضل، ونحن طلبنا منهم الضغط على روسيا من اجل الملف الانساني وموضوع الهدنة».
ويستأنف دي ميستورا المحادثات بعد توقف ليومين، ويلتقي صباحا الوفد الحكومي برئاسة بشار الجعفري، مندوب سوريا لدى الامم المتحدة في نيويورك، على ان يجتمع مساء مع وفد الهيئة العليا للمفاوضات.
وفي موقف لافت، دعا كبير مفاوضي المعارضة الفصائل المقاتلة في سوريا الى «الاستعداد بشكل كامل والرد على الاعتداءات الموجهة من قبل النظام وحلفائه» لوقف اطلاق النار.
وقال علوش «لدينا اكثر من الفي خرق (من قوات النظام) منذ 51 يوما.. ومن حق الفصائل ان تدافع عن نفسها بقدر ما تستطيع»، لافتا الى وجود «بند في الهدنة يجيز الرد على الاعتداءات بالمثل ومنع حشد القوات (العسكرية) وعدم السعي لكسب اراض جديدة وكل هذا لم يلتزم به النظام».
وجاءت تصريحات علوش بعد تغريدات كتبها صباحا على موقع تويتر قال فيها «اخواننا أعلنت لكم قبل ذلك بطلب إشعال الجبهات وقد اشتعلت، فلا ترقبوا في النظام (…) ولا تنتظروا منه رحمة فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان». وتوجه الى الفصائل بالقول «نحن معكم جميعا، ولن نقبل أي تنازل عن أهداف الثورة(…)».
وبحسب علوش، فإن هجوم قوات النظام «على حلب يعني ان الهدنة منتهية بالنسبة الى النظام» الذي اتهمه بالاستمرار في فرض الحصار ومنع ادخال المساعدات ورفض اطلاق سراح المعتقلين.
وقال «نحن ننظر الى الارض (الميدان) في سوريا، اذا كانت الاجواء هناك مريحة ونفذت الاجراءات السابقة فبطبيعة الحال ستكون الاجواء مريحة في جنيف».
ميدانيا، افاد المرصد السوري عن مقتل ستة مدنيين على الاقل «جراء قصف للطائرات الحربية على حيي جب القبة ومشهد» في الجزء الشرقي من مدينة حلب الواقع تحت سيطرة الفصائل المقاتلة.
وردت الفصائل على القصف بحسب المرصد، باستهداف الاحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام، ما اسفر عن 16 قتيلا بينهم عشرة اطفال.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «هناك تصعيد واضح، هو الاكثر عنفا، في مدينة حلب وريفها من الاطراف كافة» منذ بدء الهدنة.
"المستقبل" - 18 نيسان 2016
إرسال تعليق