وهكذا صار معروفاً لماذا يتمّ تعطيلُ كلّ شيء في لبنان: رأس الدولة غائب، المجلس النيابي مشلول، الحكومة معطلة، فضائح واهتراء اقتصادي ومالي واجتماعي، احتقان شعبي شامل، وفي أيّ لحظة تندلع فتنة مذهبية أو طائفية...
وضِعَ لبنان في منطقة وسطى بين الحياة والموت، فلا ينزلق إلى إحداهما. لماذا؟
لأنّ المطلوب انتظار ما ستؤول إليه أوضاع سوريا وسائر الشرق الأوسط ليتقرَّر مصير لبنان. فهو ليس جزيرة معزولة بستار فولاذي واقٍ، بل على العكس، هو صندوق البريد ومسرح النزاع الإقليمي والدولي. وعندما تتغيَّر سوريا والعراق وسواهما، سيتغيَّر لبنان أيضاً.
ولعبة إبقاء لبنان في منطقة وسطى بين الحياة والموت تحتاج إلى قدرة كبيرة على التحكُّم ومهارة في الأداء. وهذه القدرة يمتلكها خصوصاً «حزب الله»، الطرف الوحيد الذي يتحرَّك في لبنان بقوة الفعل لا ردّ الفعل، باعتراف خصومه:
«حزب الله» هو الذي يتحكَّم بموعد الانتخابات الرئاسية، وبعمل الحكومة والمجلس وسائر المؤسسات. وهو أساساً قادر على إنهاء الأزمة من جذورها بمجرد اتخاذه قراراً بالخروج من سوريا والتخلّي عن السلاح. فهو الوحيد الذي يحتفظ بالسلاح والمناطق المقفلة وقرار الحرب والسلم.
الآن، بدأت تنضج في سوريا والعراق، وبات ممكناً النظر في شكل أوضح إلى ما ينتظر لبنان. وسيناريو الانسحاب العسكري الروسي من سوريا هو واحدة من سلسلة خطوات تتكامل، وستؤدي إلى انكشاف ما كان مستوراً حتى اليوم، أو ما كان يحاول اللاعبون الكبار إخفاءه. والآن، تتزايد التوقعات بتوزّع سوريا إلى مناطق نفوذ مذهبية وعرقية، بعدما كان ذلك في نظر البعض مجرد تنظير.
الأفضل أن يبدأ المحلّلون بطرح سؤال: لماذا دخل الروس بقوتهم العسكرية إلى سوريا. والجواب هنا يُسهّل الإجابة على السؤال: لماذا يخرج الروس اليوم؟
في الصيف الفائت، تعرَّضت منطقة نفوذ الأسد لضغوط عسكرية هائلة. وتمكنت القوات المعارضة للنظام، على اختلافها، بدعم تركي، من إحداث فجوات خطيرة في كثير من المواقع، بينها اللاذقية التي تعرَّضت لهجمات من جهة الجبال الشرقية، كادت أن تهدِّدها. ولوّح الأتراك بدخول الشمال السوري تحت شعار المشاركة في الحرب على «داعش».
وعلى الأرض، بدت الحاجة كبيرة إلى أن يقوم «حزب الله» بتوسيع دائرة معاركه، وفي هذه الفترة، وقف الرئيس الأسد ليعلن صراحة: «الجيش السوري مصاب بالتعب». وهذه الرسالة التي تمَّ تنسيقها مع طهران لم تكن موجَّهة إلى الحليف فلاديمير بوتين الذي يعرف الوضع، بل إلى واشنطن.
أراد الروس والإيرانيون توجيه رسالة إلى الغرب، والولايات المتحدة خصوصاً، مفادها أنّ نظام الأسد قد ينهار. وإذا حصل ذلك، فإنّ سوريا ستقع لقمة سائغة في يد «داعش» ورديفاتها. وستكون أول بلد عربي ينهار في أيدي التكفيريين. فهل يتحمَّل العالم ذلك، بمَن فيهم حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط؟
الروس موجودون في الساحل السوري أساساً ضماناً أخيراً للأسد عند الطوارئ. وأما تدخُّلهم في الحرب فكان محدوداً بسلاح الطيران، ومحدَّداً جغرافياً في منطقة نفوذ النظام، وضمن قواعد اشتباك واضحة مع الولايات المتحدة وإسرائيل، رضخت لها تركيا.
وفي الترجمة العملية، قام الروس بعملية قيصرية لا لتوسيع منطقة نفوذ الأسد، أو استعادة سوريا «السابقة»، بل لتحديد خطوط الأسد ومنع اختراقها، بموافقة أميركية. واليوم لا ينسحب الروس من سوريا، بل يعيدون انتشارهم في الساحل، بعدما أنجزوا المهمة المطلوبة، واطمأنّوا إلى أنّ منطقة الأسد لن تتعرّض للخرق بعد اليوم. وفي أيّ حال، لا تستغرق عودة المقاتلات الروسية إلى مهماتها سوى بضع ساعات أو حتى دقائق، عند الحاجة.
ويمكن القول إنّ الانسحاب الروسي صُوَري ودعائي لا عملاني. فبوتين لا يريد الغرق في الوحول السورية بعدما نفَّذ عمليته الجراحية السريعة هناك، وحقَّق أهدافه. والخطأ الأكبر الذي قد يقع فيه البعض هو القول إنّ الأسد فوجئ بالانسحاب الروسي وإنّ هذا الانسحاب لم يكن منسَّقاً مع إيران.
والأرجح أنّ كلّ التسريبات التي ظهرت، من هذا القبيل، مدروسة لتلطيف صورة بوتين، بعد القساوة التي طغت عليها خلال تنفيذه المهمات العسكرية. وعشية استئناف المفاوضات في جنيف، من المناسب أن يخلع اللباس العسكري ويعقد ربطة العنق ليكون مقبولاً في طاولة المفاوضات.
ومصير سوريا سيتحدَّد في هذه المفاوضات المعقدة جداً والطويلة جداً. وسيتولّى «قناصل الدول الكبرى» مهمة المصادقة على النتائج. ولأنّ كلاً من هؤلاء القناصل يتولّى دعم طرف سوري على الأرض، فالأرجح أنّ أحداً لن يستطيع مَحْوَ أحدٍ هناك، وسيتقاسم القناصل مناطق النفوذ في سوريا من خلال وكلائهم.
وليست مصادفةً أن يبدأ الأكراد بالمجاهرة برغباتهم الفيدرالية، بدعم أميركي وروسي، فيما منطقة النفوذ العلوية باتت مرسومة، وحيث يكرِّس السنُّة أكثر من منطقة نفوذ لهم، في الشمال والشرق والجنوب.
وعلى الأرجح، ستكون التقسيمات في سوريا مربوطة بالتقسيمات في العراق. فالكيان الكردي هنا سيحاذي الكيان الكردي هناك، والكيان السنّي أيضاً، سواءٌ بقيت «داعش» راعيةً له لمزيد من الوقت، أم تمّ إسقاطها نتيجة استنفاد مهماتها المرسومة. وستحتفظ طهران بالنفوذ الأقوى في هذه البقعة، لأنّ لها ارتباطاً بمعظم اللاعبين.
وعندما تتبلور هذه المعادلة في سوريا والعراق، سيبدأ لبنان في تلمُّس المخارج. وإذا تمَّ ترسيخ منطقة نفوذ علوية من الساحل السوري إلى جنوب دمشق، على امتداد الحدود مع لبنان، فذلك يعني أنّ «حزب الله» لن يتخلّى عن المنطقة التي يحتفظ بها اليوم في البقاع والجنوب. وهكذا تكون المنطقتان العلوية والشيعية كيانين متلازمين أو حتى كياناً واحداً.
وإذا حصل ذلك، سيكون لبنان قد تغيَّر تماماً والتحق مصيره بمصائر الكيانات الشرق أوسطية المجاورة. فالسنّة والمسيحيون والدروز اللبنانيون ستكون لهم خيارات اضطرارية عندئذٍ.
لذلك، لن يعود لبنان إلى ما كان عليه، على الأرجح. فليس منطقياً أن تتغيَّر خرائط الشرق الأوسط وأنظمته وأن يبقى لبنان بلا تغيير. فالعناصر هي إياها، أو تتداخل، في كلّ الكيانات.
ويشبِّه خبير استراتيجي كيانات الشرق الأوسط بالآبار الإرتوازية التي لا يمكن أن يتفاوت فيها مستوى المياه. ففي قوانين الفيزياء، تتعدَّل المستويات صعوداً ونزولاً ما دامت المياه تربط بينها.
وهكذا، يصبح واضحاً لماذا يُترَك لبنان لمزيد من الاهتراء. فإذا كانت مؤسساته صلبة ومتماسكة وتقوم بدورها، ستكون عملية التغيير المطلوبة صعبة. ومن هذه الزاوية يمكن النظر إلى عمليات التعطيل والفراغات والإمعان في دفع لبنان إلى اللاتوازن: من الفراغ الرئاسي إلى ضرب المؤسسات وحتى أزمة النفايات وتعميم الفضائح...
وستحتاج كيانات الشرق الأوسط كلها إلى مؤتمرات تأسيسية، عاجلاً أم آجلاً. والذين يعمّمون الاهتراء في لبنان يعرفون ماذا يفعلون ليصلوا مرتاحين إلى هذا المؤتمر. وأما الرافضون للاهتراء فهم يجدون أنفسهم أمام خيارات تقود أيضاً إلى الاهتراء. فهل آن الأوان في لبنان لينتهي الدلع السياسي ويبدأ التفكير بواقعية؟
وضِعَ لبنان في منطقة وسطى بين الحياة والموت، فلا ينزلق إلى إحداهما. لماذا؟
لأنّ المطلوب انتظار ما ستؤول إليه أوضاع سوريا وسائر الشرق الأوسط ليتقرَّر مصير لبنان. فهو ليس جزيرة معزولة بستار فولاذي واقٍ، بل على العكس، هو صندوق البريد ومسرح النزاع الإقليمي والدولي. وعندما تتغيَّر سوريا والعراق وسواهما، سيتغيَّر لبنان أيضاً.
ولعبة إبقاء لبنان في منطقة وسطى بين الحياة والموت تحتاج إلى قدرة كبيرة على التحكُّم ومهارة في الأداء. وهذه القدرة يمتلكها خصوصاً «حزب الله»، الطرف الوحيد الذي يتحرَّك في لبنان بقوة الفعل لا ردّ الفعل، باعتراف خصومه:
«حزب الله» هو الذي يتحكَّم بموعد الانتخابات الرئاسية، وبعمل الحكومة والمجلس وسائر المؤسسات. وهو أساساً قادر على إنهاء الأزمة من جذورها بمجرد اتخاذه قراراً بالخروج من سوريا والتخلّي عن السلاح. فهو الوحيد الذي يحتفظ بالسلاح والمناطق المقفلة وقرار الحرب والسلم.
الآن، بدأت تنضج في سوريا والعراق، وبات ممكناً النظر في شكل أوضح إلى ما ينتظر لبنان. وسيناريو الانسحاب العسكري الروسي من سوريا هو واحدة من سلسلة خطوات تتكامل، وستؤدي إلى انكشاف ما كان مستوراً حتى اليوم، أو ما كان يحاول اللاعبون الكبار إخفاءه. والآن، تتزايد التوقعات بتوزّع سوريا إلى مناطق نفوذ مذهبية وعرقية، بعدما كان ذلك في نظر البعض مجرد تنظير.
الأفضل أن يبدأ المحلّلون بطرح سؤال: لماذا دخل الروس بقوتهم العسكرية إلى سوريا. والجواب هنا يُسهّل الإجابة على السؤال: لماذا يخرج الروس اليوم؟
في الصيف الفائت، تعرَّضت منطقة نفوذ الأسد لضغوط عسكرية هائلة. وتمكنت القوات المعارضة للنظام، على اختلافها، بدعم تركي، من إحداث فجوات خطيرة في كثير من المواقع، بينها اللاذقية التي تعرَّضت لهجمات من جهة الجبال الشرقية، كادت أن تهدِّدها. ولوّح الأتراك بدخول الشمال السوري تحت شعار المشاركة في الحرب على «داعش».
وعلى الأرض، بدت الحاجة كبيرة إلى أن يقوم «حزب الله» بتوسيع دائرة معاركه، وفي هذه الفترة، وقف الرئيس الأسد ليعلن صراحة: «الجيش السوري مصاب بالتعب». وهذه الرسالة التي تمَّ تنسيقها مع طهران لم تكن موجَّهة إلى الحليف فلاديمير بوتين الذي يعرف الوضع، بل إلى واشنطن.
أراد الروس والإيرانيون توجيه رسالة إلى الغرب، والولايات المتحدة خصوصاً، مفادها أنّ نظام الأسد قد ينهار. وإذا حصل ذلك، فإنّ سوريا ستقع لقمة سائغة في يد «داعش» ورديفاتها. وستكون أول بلد عربي ينهار في أيدي التكفيريين. فهل يتحمَّل العالم ذلك، بمَن فيهم حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط؟
الروس موجودون في الساحل السوري أساساً ضماناً أخيراً للأسد عند الطوارئ. وأما تدخُّلهم في الحرب فكان محدوداً بسلاح الطيران، ومحدَّداً جغرافياً في منطقة نفوذ النظام، وضمن قواعد اشتباك واضحة مع الولايات المتحدة وإسرائيل، رضخت لها تركيا.
وفي الترجمة العملية، قام الروس بعملية قيصرية لا لتوسيع منطقة نفوذ الأسد، أو استعادة سوريا «السابقة»، بل لتحديد خطوط الأسد ومنع اختراقها، بموافقة أميركية. واليوم لا ينسحب الروس من سوريا، بل يعيدون انتشارهم في الساحل، بعدما أنجزوا المهمة المطلوبة، واطمأنّوا إلى أنّ منطقة الأسد لن تتعرّض للخرق بعد اليوم. وفي أيّ حال، لا تستغرق عودة المقاتلات الروسية إلى مهماتها سوى بضع ساعات أو حتى دقائق، عند الحاجة.
ويمكن القول إنّ الانسحاب الروسي صُوَري ودعائي لا عملاني. فبوتين لا يريد الغرق في الوحول السورية بعدما نفَّذ عمليته الجراحية السريعة هناك، وحقَّق أهدافه. والخطأ الأكبر الذي قد يقع فيه البعض هو القول إنّ الأسد فوجئ بالانسحاب الروسي وإنّ هذا الانسحاب لم يكن منسَّقاً مع إيران.
والأرجح أنّ كلّ التسريبات التي ظهرت، من هذا القبيل، مدروسة لتلطيف صورة بوتين، بعد القساوة التي طغت عليها خلال تنفيذه المهمات العسكرية. وعشية استئناف المفاوضات في جنيف، من المناسب أن يخلع اللباس العسكري ويعقد ربطة العنق ليكون مقبولاً في طاولة المفاوضات.
ومصير سوريا سيتحدَّد في هذه المفاوضات المعقدة جداً والطويلة جداً. وسيتولّى «قناصل الدول الكبرى» مهمة المصادقة على النتائج. ولأنّ كلاً من هؤلاء القناصل يتولّى دعم طرف سوري على الأرض، فالأرجح أنّ أحداً لن يستطيع مَحْوَ أحدٍ هناك، وسيتقاسم القناصل مناطق النفوذ في سوريا من خلال وكلائهم.
وليست مصادفةً أن يبدأ الأكراد بالمجاهرة برغباتهم الفيدرالية، بدعم أميركي وروسي، فيما منطقة النفوذ العلوية باتت مرسومة، وحيث يكرِّس السنُّة أكثر من منطقة نفوذ لهم، في الشمال والشرق والجنوب.
وعلى الأرجح، ستكون التقسيمات في سوريا مربوطة بالتقسيمات في العراق. فالكيان الكردي هنا سيحاذي الكيان الكردي هناك، والكيان السنّي أيضاً، سواءٌ بقيت «داعش» راعيةً له لمزيد من الوقت، أم تمّ إسقاطها نتيجة استنفاد مهماتها المرسومة. وستحتفظ طهران بالنفوذ الأقوى في هذه البقعة، لأنّ لها ارتباطاً بمعظم اللاعبين.
وعندما تتبلور هذه المعادلة في سوريا والعراق، سيبدأ لبنان في تلمُّس المخارج. وإذا تمَّ ترسيخ منطقة نفوذ علوية من الساحل السوري إلى جنوب دمشق، على امتداد الحدود مع لبنان، فذلك يعني أنّ «حزب الله» لن يتخلّى عن المنطقة التي يحتفظ بها اليوم في البقاع والجنوب. وهكذا تكون المنطقتان العلوية والشيعية كيانين متلازمين أو حتى كياناً واحداً.
وإذا حصل ذلك، سيكون لبنان قد تغيَّر تماماً والتحق مصيره بمصائر الكيانات الشرق أوسطية المجاورة. فالسنّة والمسيحيون والدروز اللبنانيون ستكون لهم خيارات اضطرارية عندئذٍ.
لذلك، لن يعود لبنان إلى ما كان عليه، على الأرجح. فليس منطقياً أن تتغيَّر خرائط الشرق الأوسط وأنظمته وأن يبقى لبنان بلا تغيير. فالعناصر هي إياها، أو تتداخل، في كلّ الكيانات.
ويشبِّه خبير استراتيجي كيانات الشرق الأوسط بالآبار الإرتوازية التي لا يمكن أن يتفاوت فيها مستوى المياه. ففي قوانين الفيزياء، تتعدَّل المستويات صعوداً ونزولاً ما دامت المياه تربط بينها.
وهكذا، يصبح واضحاً لماذا يُترَك لبنان لمزيد من الاهتراء. فإذا كانت مؤسساته صلبة ومتماسكة وتقوم بدورها، ستكون عملية التغيير المطلوبة صعبة. ومن هذه الزاوية يمكن النظر إلى عمليات التعطيل والفراغات والإمعان في دفع لبنان إلى اللاتوازن: من الفراغ الرئاسي إلى ضرب المؤسسات وحتى أزمة النفايات وتعميم الفضائح...
وستحتاج كيانات الشرق الأوسط كلها إلى مؤتمرات تأسيسية، عاجلاً أم آجلاً. والذين يعمّمون الاهتراء في لبنان يعرفون ماذا يفعلون ليصلوا مرتاحين إلى هذا المؤتمر. وأما الرافضون للاهتراء فهم يجدون أنفسهم أمام خيارات تقود أيضاً إلى الاهتراء. فهل آن الأوان في لبنان لينتهي الدلع السياسي ويبدأ التفكير بواقعية؟
طوني عيسى - "الجمهورية" - 18 آذار 2016
إرسال تعليق